هدنة هشة بعرسال والسعودية تدعم جيش لبنان

جرت ببلدة عرسال اللبنانية على الحدود السورية مناوشات في محيط البلدة بين جيش لبنان ومجموعات سورية مسلحة، على الرغم من الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها هيئة العلماء المسلمين، بينما قدّمت السعودية مليار دولار للجيش اللبناني للمحافظة على "أمن لبنان".

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية اليوم الأربعاء بتجدد الاشتباكات على ثلاثة محاور هي راس السرج المهنية وعين عطا ووادي الرعبان بمحيط البلدة، رغم استمرار الهدنة المحددة بـ24 ساعة.

وكان مراسل الجزيرة قد أفاد في وقت سابق بأن ستة أشخاص، هم أربعة سوريين ولبنانيان، جرحوا في تجدد الاشتباكات، مشيرا إلى أن الهدوء يسود داخل بلدة عرسال نفسها.

توتر وهدنة
وقد بدأ التوتر في عرسال عقب توقيف الجيش لعماد جمعة قائد إحدى كتائب جبهة النصرة، وقد أعلن بيعته لـتنظيم الدولة الإسلامية قبل أسابيع، ورد المسلحون بمهاجمة مواقع للجيش بالبلدة ومحيطها.

ومنذ السبت الماضي تشهد البلدة الحدودية توترا أمنيا ومعارك بين الجماعات السورية المسلحة وجيش لبنان ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات بينهم مدنيون.

وكان عضو هيئة العلماء المسلمين بلبنان الشيخ سالم الرافعي قد قال في وقت سابق أمس الثلاثاء إنه تم الاتفاق على وقف النار بين الجيش اللبناني والمجموعات المسلحة في بلدة عرسال.

وقد أطلق المسلحون -وفق هذا الاتفاق- ثلاثة من أفراد قوى الأمن كانوا يحتجزونهم.

وأضاف الرافعي -في حديث لمراسل الجزيرة في لبنان– أنه سيبدأ إدخال معونات إنسانية وطبية إلى البلدة وإجلاء الجرحى منها، وأن هذا الاتفاق ستتبعه خطوات أخرى لإنهاء القتال.

تجدد القصف
وفي وقت سابق، قال تجمع أنصار الثورة إن جيش لبنان جدد قصفه على عرسال، وأفاد ناشطون للجزيرة أن حواجز الجيش اللبناني ما زالت تمنع العائلات السورية من مغادرة عرسال رغم استمرار القصف والمعارك فيها.

‪آثار القصف على مدينة عرسال اللبنانية‬ (الجزيرة)
‪آثار القصف على مدينة عرسال اللبنانية‬ (الجزيرة)

وقد اشتكت عائلات سورية من عدم سماح الجيش اللبناني لها بمغادرة عرسال هربا من القصف والاشتباكات، وقالت إن الجيش منع حتى الجرحى من مغادرة البلدة للعلاج.

من جانبها، قالت السلطات اللبنانية إن مسلحين نصبوا حواجز ومنعوا الأهالي من الخروج. في حين ذكر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس للجزيرة أن جميع المخيمات السورية في عرسال قد احترقت وأن الجيش سيسهل إدخال المساعدات لهم في وقت قريب.

دعم ومساندة
على صعيد مواز، قال رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري إن ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أبلغه الليلة الماضية بتقديم مساعدة للجيش اللبناني قيمتها مليار دولار، وذلك لدعم وتعزيز إمكاناته للمحافظة على أمن واستقرار لبنان.

من جانبه، أكد ملك الأردن عبد الله الثاني الثلاثاء مساندة بلاده للبنان، في مواجهة مختلف التحديات، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام وضعه خلاله في صورة تطورات الأوضاع التي يشهدها لبنان.

يُشار إلى أن عرسال التي تستضيف عشرات آلاف النازحين السوريين، تشترك بحدود طويلة مع منطقة القلمون السورية، حيث تدور معارك بين القوات النظامية السورية وحزب الله اللبناني، مع مقاتلين من المعارضة يتحصنون في الجرود والمغاور.

المصدر : الجزيرة + وكالات