تحذير أممي من إبادة بالعراق وحملات إغاثة دولية

حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن عشرات الآلاف من العراقيين معرضون لخطر الإبادة في شمالي البلاد، فيما كثفت العديد من الدول جهودها لتسريع عمليات الإغاثة والإنقاذ، وسط أوضاع صعبة يعانيها النازحون من سنجار الذين وصل سبعون ألفا منهم إلى دهوك بكردستان العراق.

وقالت المنظمة الأممية إن نحو ثلاثين ألف شخص يواجهون خطر "إبادة محتملة" في جبال شمالي العراق، ودعا خبراء حقوقيون في المنظمة المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لمنع حصول "إبادة" بحق الإيزيديين في العراق على أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وحذرت ريتا إسحاق خبيرة الأمم المتحدة في شؤون حقوق الأقليات من أن المحاصرين يواجهون خطر التعرض "لفظائع جماعية أو إبادة محتملة في غضون أيام أو ساعات".

ونقلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن رئيس بلدية زاخو أن هذه المدينة في كردستان العراق القريبة من الحدود التركية تستضيف الآن أكثر من مائة ألف نازح عراقي، غالبيتهم من سنجار وزمار، بينما تستضيف محافظة دهوك أكثر من أربعمائة ألف نازح غالبيتهم من أقليات عراقية، وتستضيف كردستان العراق 700 ألف نازح بحسب المفوضية.

وأكد مدير معبر "فيش خابور" الحدودي بين سوريا والعراق إن سبعين ألف نازح من سنجار لجؤوا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة إلى محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق مرورا بسوريا، موضحا أن الوافدين الجدد يعانون من الأعياء الشديد والجفاف. مشيرا إلى أن هناك آلافاً آخرين ما زالوا محاصرين في سنجار.

عشرات الآلاف من النازحين تدفقوا إلى كردستان العراق (الجزيرة)
عشرات الآلاف من النازحين تدفقوا إلى كردستان العراق (الجزيرة)

مساعدات دولية
في غضون ذلك أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا عن تعزيز مساعداتها الإنسانية للمدنيين من الأقلية الإيزيدية المحاصرين في جبل سنجار شمالي العراق، بينما تدرس واشنطن آليات لإجلائهم بشكل عاجل وسط تحذيرات أممية من تعرضهم لإبادة جماعية.

وقال زير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء -متحدثا للصحفيين من هونيارا عاصمة جزر سليمان في المحيط الهادي- إن الولايات المتحدة تدرس بشكل "عاجل" كيفية إجلاء المدنيين المحاصرين في الجبال شمالي العراق، وإنها سوف تجري تقييما سريعا للوضع "لأننا مدركون للحاجة العاجلة" لنقلهم.

وفي السياق ذاته أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستمنح خمسة ملايين يورو إضافية للعراق الذي يواجه أزمة إنسانية خطيرة بغية مساعدة النازحين والمناطق التي تستقبلهم.

وجاء في بيان للشؤون الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي أن السفراء اتفقوا على "تعزيز التنسيق الإنساني بشكل عاجل والوصول إلى النازحين"، كما تم بحث الطرق الكفيلة بتنسيق أفضل للمساعدات الإنسانية.

وقالت المفوضة المكلفة بالمساعدات الإنسانية كريستالينا جورجييفا إن "ما نريده هو مساعدة مئات آلاف العراقيين بمن فيهم مجموعات الأقليات النازحين إلى جبل سنجار".

كما أعربت أستراليا الأربعاء عزمها المشاركة في العملية الإنسانية الغربية في شمال العراق لتقديم المساعدة للمدنيين الفارين من تقدم الجهاديين، وقال رئيس الوزراء الأسترالي توني ابوت من لندن إن طائرات أسترالية ستشارك قريبا في القاء المواد الإنسانية في منطقة سنجار.

مستشارون أميركيون
في السياق أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل إرسال 130 مستشارا عسكريا إضافيا إلى أربيل، عاصمة كردستان العراق لتقييم حاجات السكان الإيزيديين بشكل أعمق.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن مهمة هؤلاء المستشارين هي تطبيق مشاريع مساعدة إنسانية غير عمليات إلقاء المواد الغذائية.

وقد دفع استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية قبل أسبوع على سنجار -معقل الإيزيديين- نحو مائتي ألف مدني إلى الهرب بحسب الأمم المتحدة، وعلق عدد كبير منهم في الجبال القاحلة المجاورة وهم مهددون بالجوع والعطش.

المصدر : الجزيرة + وكالات