حزب الله ينتشر بقرية لبنانية متاخمة لسوريا

أطفال سوريون لاجئون في قرية الطفيل اللبنانية التي تخضع لحصار من قرى مجاورة موالية لحزب الله اللبناني
بلدة الطفيل اللبنانية استقبلت نازحين ولاجئين سورين بينهم أطفال ونساء (الجزيرة نت-أرشيف)

أفاد مراسل الجزيرة في لبنان أن مقاتلين من حزب الله اللبناني دخلوا فجرا إلى "الطفيل" اللبنانية الحدودية مع سوريا، وتمركزوا فيها وأقاموا عدة نقاط أمنية داخل القرية وفي محيطها.

ونقل المراسل عن سكان من الطفيل قولهم إن دخول عناصر حزب الله إلى قريتهم جاء بعد معارك شهدتها قبل أيام القرى السورية المتاخمة للبلدة، وهي سهل رنكوس وحوش عرب وعسال الورد، وفي ظل قصف متواصل للطفيل من قبل مدفعيات الجيش السوري.

وكانت الطفيل-الواقعة في أقصى شرق سلسلة جبال لبنان- قد شكلت الفترة الماضية حاضنة شعبية للثورة السورية سواء عبر تقديم الإمدادات الطبية أو عمليات التهريب، أو توفير الملاذ الآمن لعناصر من المعارضة.

فبعد استقبالها نازحين سوريين، رزحت الطفيل تحت حصار مليشيات تابعة لقرى شيعية موالية لحزب الله. وتعتبر القرية أعلى نقطة لبنانية مأهولة بالسكان، وتقع على ارتفاع 1720 مترا عن سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب خمسة آلاف نسمة، وتبعد عن قرية عسال الورد السورية مسافة عشرة كيلومترات تفصلها طرق وعرة جدا، وتربط بين القريتين علاقات مصاهرة وقرابة عمرها عشرات السنين.

ويعتبر أهالي الطفيل أن الرابط الوحيد الذي يربطهم بلبنان هو بطاقات هوياتهم اللبنانية، فالخدمات الأساسية وحتى الثانوية تكاد تكون شبه معدومة في منطقتهم.

وبعد حملة النظام السوري الواسعة في القلمون، لجأ معظم قاطني بلدتي حوش عرب وعسال الورد إلى قرية الطفيل التي تعتبر الأقرب إليهم، كما لجأ الكثيرون أيضا إلى قرية عرسال اللبنانية حتى امتلأت إلى أقصى طاقتها بنازحي القلمون والقصير.

ومما زاد الطين بلة بالنسبة لقرية الطفيل الفقيرة أصلا "حصار القرى الشيعية المحيطة بها" وفق تصريح للناطق الإعلامي باتحاد الجمعيات الإغاثية في لبنان كريم أحمد في مؤتمر صحفي عقد بالـ17 من أبريل/نيسان الماضي.

وأكد أحمد حينها أن الواقع الذي تعيشه الطفيل ينذر بكارثة إنسانية كبرى بسبب الحصار الذي فرض عليها، وأدى ذلك إلى قطع الطريق الترابي الوحيد الذي يربطها بباقي الأراضي اللبنانية.

المصدر : الجزيرة