مقتل معتقل في مصر وقمع المنتفضين بالسجون

توفي المعتقل محمد عبد الله بسجن وادي النطرون جنوب غربي القاهرة إثر إصابته بذبحة صدرية، وذلك بالتزامن مع منع الزيارة عن السجناء وتطبيق إجراءات عقابية عليهم في ذلك السجن، مع الإعلان عن الموجة الثانية من انتفاضة السجون  بمشاركة آلاف المعتقلين السياسيين داخل السجون المصرية.

وقد توفي المعتقل محمد عبد الله بسجن وادي النطرون إثر إصابته بذبحة صدرية جراء اعتداء قوات الأمن عليه داخل زنزانته ورفض دخول أطباء السجن لإسعافه، حسبما ورد في بيان لما تسمى اللجنة العليا لانتفاضة السجون.

وقد أفاد أهالي معتقلين في سجن وادي النطرون أن قوات الأمن المصرية منعت الزيارة عن المعتقلين بالسجن، كما قطعت المياه عن جميع الزنازين.

ومنعت قوات الأمن المصرية اليوم في سجن وادي النطرون الزيارة عن المعتقلين بالسجن، كما قطعت المياه عن جميع الزنازين، مع استمرار إغلاقها على المعتقلين، وإلغاء ما يعرف بفترة التريض اليومية.

وكانت ما تطلق على نفسها اللجنة العليا لانتفاضة السجون في مصر قد أعلنت أمس انطلاق ما سمته الموجة الثانية من انتفاضة السجون يشارك فيها نحو 23 ألف معتقل سياسي بحسب مراكز حقوقية.

وقد واجهت قوات الأمن الانتفاضة بقسوة، ففي سجن شبين الكوم بالمنوفية (شمال القاهرة) تم اقتحام السجن العمومي والاعتداء بالضرب بالهراوات والعصي على المعتقلين.

واقتحمت قوات الأمن المصرية صباح اليوم سجن شبين الكوم بمحافظة المنوفية (شمال القاهرة) بعد تصاعد الهتافات من داخله ضمن فعاليات "انتفاضة السجون الثانية"، واعتدت على المعتقلين، مما أسفر عن إصابة عشرين منهم إصابات بليغة.

وقالت غرفة عمليات المراكز الحقوقية المتابعة للانتفاضة إن قوات الأمن رحّلت 45 معتقلا إلى سجني جمصة ووادي النطرون، وقطعت المياه والكهرباء عن غرف السجن.

وأضافت الغرفة الحقوقية أن هناك إصابات بالغة الخطورة تعرض لها المعتقلون ما بين كسور وجروح، حيث أصيب معتقل يبلغ من العمر ستين عاما بكسور مضاعفة جراء الاعتداء عليه بالهراوات والعصي المكهربة، في حين أصيب شاب بجرج كبير في رأسه، مما اضطر إدارة السجن إلى خياطة الجرح دون بنج أو تخدير.

في المقابل، نفى مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون وجود أي معتقلين، مشيرا إلى أن المودعين في السجون هم من المحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا أو المحكوم عليهم بأحكام .

وأمس أعلنت اللجنة العليا لانتفاضة السجون في بيان أن التصعيد من قبل المعتقلين سيبدأ بالإضراب عن الطعام، والاعتصام داخل الزنازين، والامتناع عن الخروج للرياضة أو الزيارات أو المثول أمام جهات التحقيق، ونشر رسائل المعتقلين للضغط من أجل تنفيذ الحد الأدنى لحقوق الإنسان.

ولفت البيان إلى أن المعتقلين تعرضوا -منذ انتفاضتهم الثورية الأولى التي أعلن عنها قبل شهر- إلى محاولات الترغيب كتحسين أوضاع الاحتجاز جزئيا، والترهيب من خلال التعذيب والتضييق، لإجبارهم على وقف انتفاضتهم والتراجع عن مطالبهم، إلا أنهم رفضوا الإغراءات كافة وتمسكوا بمطالبهم كاملة، مضيفا "لن نقايض على حرياتنا ولن نقايض على حرية وطننا الحبيب".

يذكر أن المئات من أسر المعتقلين أعلنت مشاركتها في الموجة الثانية من معركة الأمعاء الخاوية ضد قمع وظلم أبنائها.

دعوة للتضامن
في غضون ذلك، دعت الناشطة البريطانية إيفون ريدلي للتضامن الدولي مع انتفاضة السجون في مصر.

وقالت في كلمة بثتها عبر وسائل الإعلام إن 41 ألفا اعتقلوا في مصر منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في 3 يوليو/تموز الماضي، وإن 22 ألفا لا يزالون رهن الاعتقال.

وقالت إنها أطلقت حملة عالمية للتضامن مع المعتقلين السياسيين في مصر، ودعت الجميع للتضامن مع هؤلاء المعتقلين بالتعبير عن ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

نقابة الصيادلة
من جهة أخرى، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بفرض الحراسة على نقابة الصيادلة. وكان أحد المحامين قد أقام دعوى طالب فيها بفرض الحراسة على النقابة، وقال إن سبب المطالبة بفرض الحراسة هو سيطرة جماعة الإخوان المسلمين عليها، على حد وصفه.

كما طالب المحامي -في دعواه- بتشكيل لجنة لإدارة النقابة حتى إجراء انتخابات تتشكل من تسعة أعضاء من رجال الأعمال ونقابيين سابقين، وأعضاء بالشعبة التجارية وغيرهم.

المصدر : الجزيرة