السيسي يجهز حملته ومظاهرات تندد بترشحه للرئاسة

زار وزير الدفاع المستقيل والمرشح الرئاسي في مصر المشير عبد الفتاح السيسي مقر حملته الانتخابية للوقوف على تفاصيلها، وفي وقت تواصل خروج المظاهرات الرافضة لترشحه، أكدت الولايات المتحدة أنها لا تدعم أي مرشح.

وأوضح التلفزيون المصري أن السيسي ناقش مع أعضاء حملته عددا من الموضوعات المتعلقة بإدارة حملته ووضع اللمسات النهائية لبرنامجه الانتخابي.

ومن المقرر أن يتم الإعلان عن تفاصيل حملة السيسي الانتخابية مع فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية.

وفي أول رد فعل على ترشح السيسي للرئاسة، قالت ماري هارف مساعدة المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن بلادها لا تدعم أي طرف أو أي مرشح إلى الانتخابات في مصر، وجددت مناشدة السلطات الانتقالية المصرية تنظيم "انتخابات حرة وعادلة وشفافة".

وشددت هارف على ضرورة إجراء هذه الانتخابات "في مناخ خال من الترهيب حتى يشعر الناخبون أنهم يستطيعون أن يصوتوا ويدعموا أي حزب أو مرشح يريدونه".

وأضافت أن بلادها ستحترم خيار الشعب المصري للرئيس المقبل ويعود إليه اختيار أي اتجاه تسلكه مصر ورئيسها.

طلاب جامعة عين شمس بالقاهرة تظاهروا احتجاجا على ترشح السيسي(رويترز)
طلاب جامعة عين شمس بالقاهرة تظاهروا احتجاجا على ترشح السيسي(رويترز)

تجدد المظاهرات
محليا آثار ترشح السيسي ردود فعل مختلفة على المستويين السياسي والشعبي، فقد تواصل خروج المظاهرات الرافضة للانقلاب ولترشح السيسي للرئاسة في مناطق عدة من مصر.

وشهد ميدان روكسي في مصر الجديدة مسيرة ليلية ضد الانقلاب العسكري، واقحام الجيش في السياسة.


وردد المتظاهرون هتافات ضد حكم العسكر، ورفعوا شعار رابعة العدوية وصور الرئيس المعزول محمد مرسي، مؤكدين أن ما تم في يوليو/تموز الماضي انقلاب من تدبير قادة الجيش.

وقبل ذلك فرقت قوات الأمن المصرية طلابا متظاهرين من جامعة عين شمس قرب مقر وزارة الدفاع في منطقة العباسية بالقاهرة احتجاجا على قرار السيسي الترشح للرئاسة.

وردد الطلاب عبارات منددة بقرار السيسي، واصفين القرار بأنه تتويج للانقلاب العسكري.

كما خرجت في محافظة السويس عدة مسيرات ليلية ندد المشاركون فيها بإعلان السيسي ترشحه لرئاسة الجمهورية، وحمّلوه المسؤولية عن قتل آلاف المتظاهرين منذ الانقلاب.


وفي الإسكندرية خرجت عدة مسيرات مناهضة للانقلاب العسكري ومطالبة بالقصاص ممن تسبب في قتل المتظاهرين السلميين.

وجاب المتظاهرون عدة مناطق في المدينة رافعين شعار رابعة ولافتات مناهضة للانقلاب, وهتفوا ضد وزيري الدفاع والداخلية مطالبين بتطهير المؤسسة القضائية ممن وصفوهم بالقضاة الموالين للانقلاب.

وفي حلوان جنوبي القاهرة ندد المتظاهرون بما وصفوه تسييس القضاء المصري، ووجهوا انتقادات حادة لأعضاء السلك القضائي الذين يصدرون أحكاما قالوا إنها تهدف لإرهاب المتظاهرين الداعمين للشرعية المنتخبة.

وفي محافظة بني سويف بصعيد مصر خرجت عدة مسيرات ليلية معلنة رفض ترشح السيسي لرئاسة الجمهورية, وجاب المتظاهرون عدة مناطق في المدينة رافعين شعار رابعة وصور مرسي.

ترحيب ورفض
وتباينت ردود فعل الشارع المصري إزاء إعلان المشير السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية، حيث احتفل مؤيدوه في القاهرة وتجمعوا في حي الجمالية مسقط رأسه لتأييده، كما أعرب ناشطون مؤيدون له عن نيتهم تنظيم مظاهرات حاشدة اليوم الجمعة في ميدان التحرير احتفاء بإعلان ترشحه للرئاسة.

في المقابل، دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب إلى التظاهر اليوم الجمعة تحت عنوان "معا للخلاص". وقال التحالف -في بيان له- إن السيسي غدر بثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 ومكتسباتها، وورط الجيش في السياسة.

ومن جهتها، قالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان إن "إعلان السيسي الترشح للرئاسة كشف الحقيقة وأزال الشبهات وأثبت أن ما حدث في الثالث من يوليو/تموز الماضي لم يكن سوى انقلاب عسكري للقضاء على نظام الحكم المدني الديمقراطي الشرعي الحديث والاستيلاء على السلطة تمهيدا لحكم العسكر".

واعتبرت الجماعة أن "هذا الانقلاب وكل ما ترتب عليه باطل، وإن تم تغليفه باستفتاء أو انتخاب مزور، وبالتالي فالشرعية الحقيقية قائمة ومستمدة من إرادة الشعب التي عبر عنها خمس مرات في انتخابات حرة، ومن ثم فالدستور والبرلمان والرئيس الشرعيون باقون، وإن حاولوا التشويش عليهم أو التنكيل به".

المصدر : الجزيرة + وكالات