التونسيون يصوتون بالخارج والسبت صمت انتخابي

بدأ التونسيون المقيمون بالخارج الجمعة الإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، في حين يبدأ السبت الصمت الانتخابي تمهيدا لاقتراع الأحد الذي سيحسم الصراع بين المرشحين الباجي قائد السبسي ومنصف المرزوقي.

وبدأ تصويت التونسيين بالخارج في مكتب كامبيرا بأستراليا باعتبار فارق التوقيت، وفتحت لاحقا مكاتب الاقتراع في 42 دولة أخرى عبر العالم. ويصوت التونسيون بالخارج -الذين يقارب عددهم أربعمائة ألف ناخب- أيام الجمعة والسبت والأحد.

وبدأ التصويت في الخارج اليوم بوتيرة بطيئة، ويتوقع أن يزيد عدد المصوتين يومي السبت والأحد، وهما يوما الإجازة في أوروبا التي يوجد فيها جل الناخبين المسجلين خارج البلاد.

وفي تونس، يبدأ الصمت الانتخابي من منتصف ليلة السبت، ويتواصل حتى إغلاق آخر مكتب اقتراع في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية فجر الاثنين بتوقيت تونس. وخلال فترة الصمت، يتعين على المرشحين وأنصارهما الكف عن أي دعاية انتخابية.

يشار إلى أن السبسي (88 عاما) -وهو مرشح حزب نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية الماضية- حصل في الجولة الأولى في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على 39% مقابل 33% للمرزوقي (69 عاما)، وهو مرشح بصفته مستقلا.

وفي اليوم الأخير من الحملة الانتخابية التي بدأت قبل نحو أسبوعين، عقد السبسي والمرزوقي اجتماعات شعبية في محاولة لكسب أصوات أكبر عدد من الناخبين. وتحدث السبسي الجمعة أمام حشد من أنصاره في شارع الحبيب بورقيبة بعدما زار في الأيام القليلة الماضية مدنا في شمال ووسط تونس.

أما المرزوقي فالتقى اليوم حشودا من أنصاره في مدينة جمّل بمحافظة المنستير (جوب شرقي العاصمة)، وختم حملته في ضاحية باردو بالعاصمة. وكان المرشح الرئاسي المستقل قد زار خلال حملته الانتخابية جل محافظات البلاد، ومن بينها المحافظات التي صوتت بكثافة نسبية لمنافسه الباجي قائد السبسي.

وشهدت الحملة الانتخابية انتقادات متبادلة، بلغت حد التشنج أحيانا، وظهرت خطابات تقسم البلاد بين الشمال والجنوب، خاصة بعد أن وصف السبسي عبر وسائل إعلام فرنسية كل الناخبين الذين صوتوا للمرزوقي بـ"الجهاديين والمتطرفين".

وبينما يقول السبسي إنه يسعى لاستعادة "هيبة الدولة" وينفي نية حزبه "التغول"، يتهمه منافسه بالسعي إلى استعادة الاستبداد عبر التفرد بكل السلطات. ومع ذلك، أكد المرشحان أنهما سيعترفان بنتيجة الاقتراع.

عناصر من الأمن التونسي في معبر راس جدير الحدودي مع ليبيا الذي تقرر إغلاقه لأيام (غيتي)
عناصر من الأمن التونسي في معبر راس جدير الحدودي مع ليبيا الذي تقرر إغلاقه لأيام (غيتي)

إجراءات أمنية
وقد قررت السلطات التونسية الخميس إغلاق المعبرين الحدوديين مع ليبيا "راس جدير" و"الذهيبة" حتى الأربعاء المقبل، باستثناء الحالات العاجلة والإنسانية بهدف تأمين جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة.

وخصصت السلطات مائة ألف بين عسكريين وأمنيين لتأمين الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.

ويأتي تشديد إجراءات الأمن في ظل تهديدات مسلحين -بعضهم موال لـتنظيم الدولة الإسلامية– بشن هجمات. وبُث قبل يومين على الإنترنت شريط مصور ظهر فيه تونسيون تبنوا اغتيال السياسي اليساري شكري بلعيد والنائب محمد البراهمي عام 2013.

وقالت الهيئة المستقلة للانتخابات في تونس إنها تنسق مع الأجهزة الأمنية لحماية نحو 11 ألف مكتب اقتراع في تونس.

وقررت الهيئة خفض مدة التصويت إلى خمس ساعات في أكثر من مائة مكتب اقتراع بقرى نائية في محافظات القصرين والكاف وجندوبة الواقعة غربي البلاد على الحدود مع الجزائر.

وخلت الجولة الأولى من أي أعمال عنف تذكر، في حين اتهمت حملة المرشح منصف المرزوقي خصمه بالتأثير على الناخبين، وقدمت في ذلك طعونا رفضتها المحكمة الإدارية. وكما في الجولة السابقة، ستراقب جولة الإعادة منظمات دولية بينها مركز كارتر والاتحاد الأوروبي.

واعتمدت هيئة الانتخابات نحو ثمانين ألف ملاحظ من حملتي المتنافسين، فضلا عن آلاف ينتمون إلى منظمات مدنية تونسية.

المصدر : الجزيرة + وكالات