مساعٍ للتسوية ووساطة قطرية لإنهاء التوتر بطرابلس اللبنانية

A Lebanese army soldier man a checkpoint on a road leading to Tripoli's Bab al-Tabbaneh Sunni neighbourhood on October 27, 2014, after troops entered the neighbourhood where thousands of civilians had fled deadly fighting with Al-Qaeda-linked militants who have battled the army across the northern city for three days. Troops carried out house-to-house searches as they advanced and made several weapons seizures. AFP PHOTO/JOSEPH EID
نقطة تفتيش للجيش اللبناني في منطقة باب التبانة بطرابلس التي شهدت اشتباكات بين الجيش ومسلحين (الفرنسية)

علي سعد-بيروت

ساد هدوء اليوم الثلاثاء في مدينة طرابلس (شمالي لبنان) إثر اشتباكات دامية بين الجيش ومسلحين. وتُبذل مساعٍ بوساطة من دولة قطر للتوصل إلى تسوية تضمن انسحاب المسلحين من مناطق التوتر، ثم من المدينة برمتها.

وساد الهدوء إثر تواري المسلحين التابعين لمجموعة شادي المولوي وأسامة منصور، وانكفاء مجموعة أبو سليم الميقاتي.

وأكدت مصادر عسكرية للجزيرة نت أن تسوية يجري العمل عليها للوصول لحل نهائي للأزمة، وتقضي بأن تنسحب معظم المجموعات المسلحة المتوارية في منطقة التبانة، ويتوارى قادة المحاور نهائيا عن الأنظار، ريثما تهدأ الأمور ويغادرون طرابلس نهائيا.

وكانت أحداث طرابلس اندلعت لدى مهاجمة الجيش خلية "عاصيون" في منطقة "المنية"، واعتقاله "أبو سليم الميقاتي" ومجموعته بتهمة الإعداد لهجمات إرهابية.

وأثار شيوع خبر وفاة الميقاتي في سجن بوزارة الدفاع مقربين منه، ما أدى إلى اندلاع معارك مع الجيش تدخلت فيها مجموعات تابعة للمولوي ومنصور في طرابلس، ومجموعة الشيخ خالد بحلص في المنية.

وساطة قطرية
وأفادت المصادر العسكرية بأن التسوية يجري العمل عليها بوساطة قطرية، مشيرة إلى الارتباط القائم حاليا بين قضيتي طرابلس والجنود المخطوفين من بلدة عرسال الحدودية مع سوريا.

وأوضحت تلك المصادر أن الوسيط القطري حمل تطمينات بأن جبهة النصرة تعهدت بعدم إعدام أي جندي من الموجودين لديها.

وكانت الجبهة هددت مؤخرا بإعدام أحد الجنود الذين تحتجزهم منذ نهاية أغسطس/آب الماضي.

وقالت المصادر العسكرية للجزيرة نت إن وقف إطلاق النار بطرابلس حصل عند طلب المسلحين هدنة لمدة ساعة يجري بعدها إطلاق العسكري طنوس نعمة. وبعد انتهاء الهدنة دخل الجيش ليجد أن المسلحين تواروا عن الأنظار، وغادروا منطقة القتال.

لكن المصادر أوضحت أن خطر تجدد الاشتباكات لا يزال قائما في ظل تواجد الشيخ بحلص بمنطقة المنية، مشيرة إلى أن طبيعة المنطقة الجغرافية المفتوحة على نهر البارد أدت إلى خسائر كبيرة في الجيش الذي ألحق بدوره خسائر كبيرة بالمسلحين.

ولا تستبعد المصادر التي تحدثت إليها الجزيرة نت أن ينفذ الجيش عملية تمشيط للمنطقة كي لا تبقى خاصرة رخوة لطرابلس، ومنطقة تواصل للمسلحين باتجاه عكار والمنطقة الحدودية.

المصدر : الجزيرة