قبول مشروط لدعوة البغدادي لهدنة

معارك بين كتائب المعارضة و"الدولة الإسلامية"
undefined
قال قائد كتائب نور الدين زنكي الإسلامية والقيادي بجيش المجاهدين بسوريا، توفيق شهاب الدين، إن قبول أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أبو بكر البغدادي بالاحتكام إلى لجنة خاصة للفصل في التجاوزات التي يرتكبها تنظيمه، سيفتح المجال أمام الموافقة على الهدنة التي عرضها.

وأوضح شهاب الدين للجزيرة أن البغدادي سبق له أن أدلى بمثل هذه التصريحات من قبل غير أن ذلك لم يكن مرفقا بخطوات عملية على الأرض، وأشار إلى أن مشكلة تنظيم الدولة تكمن في رفضه الاحتكام إلى لجنة تفصل في التجاوزات المرتكبة ميدانيا.

وأشار إلى أن المعارك التي اندلعت منذ أكثر من أسبوعين مع تنظيم الدولة جاءت بعد العديد من التجاوزات التي ارتكبها مقاتلو التنظيم في حق المدنيين والإعلاميين والمقاتلين من كتائب المعارضة الأخرى.

وأوضح أن مشكلة التنظيم الكبرى تكمن في إصراره على تكفير كل أهل سوريا، وقال إنهم عرضوا عبر الشيخ عبد الله المحيسني هدنة لوقف إطلاق النار على كل الجبهات وإقامة مناظرة حية خاصة بقضية التكفير.

وكان أبو بكر البغدادي قد دعا في وقت سابق أمس الأحد الفصائل السورية المسلحة التي تقاتل تنظيمه إلى الصلح والتفرغ لقتال من سماهم "النصيرية والروافض"، في إشارة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبعض حلفائه الذين يقاتلون معه.

يد ممدودة
وقال البغدادي في كلمة صوتية نسبت إليه بثتها مواقع إنترنت "ها هي الدولة تمد يدها إليكم، لتكفوا عنها فتكف عنكم، لنتفرغ للنصيرية، وإلا فاعلموا أن في الدولة رجالا لا ينامون على ضيم، مجرَّبين عرفهم القاصي والداني".

وأضاف "نقول لكل من زلت قدمه ممن قاتلنا راجعوا حساباتكم، لقد أخذتمونا على حين غرة وطعنتمونا من الخلف وجميع جنودنا في الجبهات والرباط".

وتابع "هذا نداء نوجهه إلى كل مجاهد يجاهد في سبيل الله من الكتائب في بلاد الشام، أذكره أن المعركة معركة الأمة وأن المستهدف هم المجاهدون".

ووجه البغدادي الخطاب إلى مقاتلي تنظيمه قائلا "كفوا عمن كفّ عنكم سلاحه، مهما بلغ جرمه وعظم ذنبه، وغلبوا العفو والصفح، لتتفرغوا لعدو فاجر يتربص لأهل السنة جميعا".

وقال عن المعارك التي تشنها ضد تنظيمه فصائل مسلحة أخرى "قد أكرهنا عليها، وبقينا على مدار أيام ندفع بها ونسعى لإيقافها رغم الغدر والتعدي السافر علينا، حتى ظن المغرر بهم أن الدولة لقمة سائغة وأنهم قادرون عليها، فما كان لنا إلا أن نخوض الحرب مكرهين".

ونفى البغدادي في كلمته تكفير التنظيم لأهل الشام، كما نفى أي مسؤولية لـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام" عن مقابر جماعية تم اكتشافها في عدة أماكن في سوريا واتهمت الفصائل المسلحة التنظيم بالمسؤولية عنها وبارتكاب مجازر.

وكشف البغدادي أن تنظيمه كان يعد لعمليات كبرى ضد النظام في حلب وحماة وإدلب، ولكنها توقفت بعد ما قال إنه غدر بالتنظيم.

المصدر : الجزيرة