اشتباكات بالرمادي والمالكي يستبعد حلا سياسيا

أفادت مصادر طبية عراقية بمقتل نحو خمسين من عناصر الجيش وقوات الصحوة خلال المعارك الدائرة في محافظة الأنبار غربي البلاد، بالتزامن مع هجوم واسع تشنه تلك القوات على مدينة الرمادي كبرى مدن المحافظة، بينما استبعد رئيس الوزراء نوري المالكي إمكانية أي حل سلمي للأزمة.
 
وذكرت المصادر بمستشفى الرمادي العام ودائرة صحة الأنبار أن القتلى سقطوا في الاشتباكات بالمدينة، فيما قتل مدنيان وأصيب تسعة آخرون جراء القصف العشوائي للجيش على الأحياء السكنية هناك.
 
وكان الجيش العراقي مدعوما بقوات من الصحوات شن هجوماً واسع النطاق على المناطق الجنوبية من مدينة الرمادي.

وقال المستشار الإعلامي في وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري إن الجيش العراقي شن عملية واسعة بغطاء جوي في الأنبار وباشر ما سماها حملة أمنية لتطهير المدينة من قوات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ومن وصفهم بالإرهابيين.

وبينما أعلنت السلطات العراقية فرض حظر شامل للتجول على الرمادي "حتى إشعار آخر"، قال شهود عيان من المدينة إن قوات كبيرة من الجيش والقوات الخاصة المعروفة بـ"سوات" ترافقها أعداد كبيرة من قوات الصحوة بدأت تتقدم باتجاه المدينة من أكثر من جهة، مصحوبة بغطاء جوي من مروحيات عسكرية.

وذكرت مصادر الجيش أن الهجوم يتركز حاليا على أحياء الملعب والعادل والحميرة وشارع ستين ووسط وجنوب مدينة الرمادي.

وتحاول تلك القوات منذ أيام استعادة السيطرة على تلك المناطق من مسلحي العشائر، لكنها تواجه بنيران كثيفة تجبرها على التراجع.

طرق الفلوجة
من جهة أخرى، قال مسلحو العشائر إنهم سيطروا على الطريقين الدولي السريع والطريق القديم المحاذيين لمدينة الفلوجة سيطرة تامة.

وذكر هؤلاء أن سيطرتهم على هذين الطريقين ستقطع طرق إمداد القوات العراقية التي تقاتل في الرمادي بغرب المحافظة، وتستخدم الطريقين باستمرار في إيصال تعزيزات لكتائبها.

من ناحية أخرى، شهدت الفلوجة هدوءا نسبيا تخلله سقوط عدد من قذائف الهاون أطلقها الجيش على الأحياء الشرقية والجنوبية من المدينة.

تصريحات المالكي
في غضون ذلك، استبعد المالكي إمكانية التوصل إلى أي حل سلمي أو سياسي للأزمة الحالية في محافظة الأنبار، حتى يعلن جميع شركائه السياسيين تأييدهم لما يقوم به الجيش هناك.

وأضاف المالكي أن المجتمع الدولي أعلن تأييده لهذه العملية، و"اتحد معنا في موقف قل نظيره في مواجهة الإرهاب" إلا من سمّاها الدول الشيطانية والتي حذرها "من وصول الشر إليها".

المالكي استبعد إمكانية حل سلمي دون تأييد جميع الشركاء السياسيين لحملة الجيش (رويترز-أرشيف) 
المالكي استبعد إمكانية حل سلمي دون تأييد جميع الشركاء السياسيين لحملة الجيش (رويترز-أرشيف) 

وجدد المالكي انتقاده لساحات الاعتصام في الأنبار ووصفها بساحات الفتنة والقتل، وقال إن أهل الأنبار "اكتشفوا أنها ساحات للخدعة بعد أن تحولت إلى مواقع لإعادة تأهيل تنظيمات القاعدة والبنى التحتية للإرهاب"، وأضاف أن "أيدينا ممدودة لكل حل سياسي باستثناء القاعدة".

وفي وقت سابق جدد جوزيف بايدن -نائب الرئيس الأميركي- استمرار دعم بلاده لـ"معركة العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وقال بيان للبيت الأبيض إن بايدن اتصل بالمالكي للتعبير مجددا عن دعم واشنطن للجيش العراقي في حربه ضد القاعدة، مؤكدا أهمية استمرار الحكومة في التواصل مع القادة المحليين والقبليين في محافظة الأنبار.

قتلى بهجمات
في تطورات ميدانية أخرى، قتل تسعة أشخاص الأحد أغلبهم من عناصر الأمن في هجمات متفرقة شمال بغداد.

ففي بعقوبة شمال شرق بغداد، قتل ستة من عناصر الصحوة في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش شمال المدينة، وفقا لمصادر أمنية وطبية.

وقتل جنديان وأصيب ستة من رفاقهم بجروح في هجوم استهدف سيارة مدنية على طريق رئيسي شمال مدينة تكريت شمال العاصمة.

واغتال مسلحون مختار منطقة الرشيدية في مدينة الموصل شمال العراق.

المصدر : الجزيرة + وكالات