البنتاغون يبقي تأهبه رغم اتفاق كيميائي سوريا

توالى الترحيب الدولي بالاتفاق الأميركي الروسي بشأن نزع الأسلحة الكيميائية السورية، وفيما قال دبلوماسيون إن واشنطن حققت انتصارا بتضمينها استصدار قرار من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع في حال انتهاك الخطة، أعلن الجيش السوري الحر رفضه للاتفاق، في حين قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن قواتها ما زالت في حال التأهب لأي عمل عسكري محتمل ضد النظام السوري.
 
فقد رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بالاتفاق الذي وقعه وزير الخارجية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف السبت في جنيف، لكنه أشار إلى أنه لا يزال هناك الكثير الذين يتعين القيام به، وقال إن الهدف الرئيسي سوف يكون العمل مع دول أخرى تمتلك حق النقض (فيتو) بمجلس الأمن الدولي للتأكيد على أنه يمكن التحقق من العملية وأنه توجد عواقب حال لم تتعاون سوريا.
 
تأهب
وقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن قواتها ما زالت في حال التأهب لأي عمل عسكري محتمل ضد النظام السوري، وذلك بعد ساعات من إعلان التوصل إلى اتفاق بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية.
 
باراك أوباما: هناك الكثير الذي يجب عمله بعد الاتفاق (رويترز-أرشيف)
باراك أوباما: هناك الكثير الذي يجب عمله بعد الاتفاق (رويترز-أرشيف)

وقال الناطق باسم البنتاغون جورج ليتل إنه لم تصدر حتى الآن أي أوامر بتخفيف حالة التأهب. وأضاف أن التهديد بالعمل العسكري هو العامل الأساسي في إحراز تقدم دبلوماسي بشأن هذه الأسلحة.

من جانبه رحب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بالاتفاق، وعده خطوة مهمة إلى الأمام، لكنه قال إنها يجب أن تتبع بالأفعال.

كما رحبت فرنسا بالاتفاق ووصفته بأنه "خطوة مهمة إلى الأمام"، مضيفة أن محادثات ستجري الاثنين في باريس تتركز على تنفيذه.

كما رحّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق، متعهدا بالمساعدة في تنفيذه، وفق ما أعلنه المتحدث باسمه مارتن نسيركي.

وقد اعتبر عدد من الدبلوماسيين في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة حققت انتصارا السبت بإقناعها الروس بالموافقة على الإشارة إلى احتمال لجوء الأمم المتحدة إلى القوة في الخطة حول إزالة الأسلحة الكيميائية التي تم التوصل إليها السبت بين واشنطن وموسكو في جنيف.

وتمهل الخطة التي أقرت في ختام محادثات بجنيف النظام السوري أسبوعا لتقديم قائمة شاملة بهذه الأسلحة، وتنص على العودة إلى مجلس الأمن لإصدار قرار وفق الفصل السابع في حال انتهاك دمشق بنود الاتفاق.

وبموجب الاتفاق ستطلب الولايات المتحدة وروسيا من المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية القيام بإجراءات استثنائية في الأيام القليلة القادمة "للإسراع في تدمير برنامج الأسلحة الكيميائية السورية والتحقق الدقيق من ذلك".

المعارضة ترفض
في المقابل أعلن الجيش السوري الحر على لسان رئيس هيئة أركانه اللواء سليم إدريس رفضه للاتفاق.

وقال إدريس -الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في إسطنبول بتركيا- إن المبادرة الروسية الأميركية لا تعنيهم في شيء "وهي فقط لكسب الوقت"، وإن "التواريخ التي تتحدث عن تدمير الأسلحة في 2014 لا تعنينا".

وأعرب إدريس عن شعورهم بالخيبة والخذلان الشديد قائلا "نحن نعتمد على سواعد مقاتلينا وإمكانيات أهلنا. فقدنا الأمل في أن يقدم المجتمع الدولي المساعدة لهذا الشعب"، وقال إنهم في الجيش الحر سيعملون على إسقاط النظام.

‪اللواء سليم إدريس أعلن رفض الجيش الحر للاتفاق‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪اللواء سليم إدريس أعلن رفض الجيش الحر للاتفاق‬ (الجزيرة-أرشيف)

من جانبه قال المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لؤي صافي إن ما وصفه بـ"استهتار وإجرام النظام السوري" هو ما دفع الائتلاف إلى دعم الاتفاق الأميركي الروسي لنزع الأسلحة الكيميائية للنظام السوري. 

وأكد صافي أن الائتلاف سيتابع مبدأ محاسبة ومعاقبة المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة.

قائمة وافية
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري صرح بعيد التوقيع إنه بموجب الاتفاق يتعين على سوريا أن تقدم "قائمة وافية" بمخزوناتها من الأسلحة الكيميائية خلال أسبوع.

من ناحيته قال لافروف عقب اختتام ثلاثة أيام من المباحثات مع كيري في جنيف إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لا يشير إلى استخدام القوة ضد سوريا بشكل منفرد، لكنه يحيل أي انتهاك إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

كما أشار لافروف إلى وجود أسباب تدعو للاعتقاد بأن هناك محاولات تبذل لإدخال تعديلات بشكل متحيز على التقرير الذي أعده خبراء الأمم المتحدة عن الأسلحة الكيميائية السورية.

وأضاف أننا قلقون لأن هناك أسبابا تدعو للشك في أن هناك محاولات تجري الآن لإدخال تعديلات على التقرير الذي سيقدم الاثنين لصالح أحد الأطراف، مقارنة بما كتبه المفتشون"، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء إيتار تاس الروسية للأنباء.

المصدر : الجزيرة + وكالات