عواصم أوروبية تدعم ضرب النظام السوري

تتوالى ردود الأفعال الدولية اليوم الخميس بشأن الضربة العسكرية المتوقعة ضد نظام بشار الأسد في سوريا، فقد رأت فرنسا أن الحل السياسي لن يحدث ما لم يتمكن المجتمع الدولي من وقف القتل ودعم المعارضة، وشددت ألمانيا وبريطانيا على ضرورة "معاقبة" النظام مع تأكيد لندن على أن القانون يجيز مهاجمة سوريا دون موافقة مجلس الأمن الدولي. وفي المقابل وصفت موسكو التدخل العسكري بأنه "تحد صريح" لميثاق الأمم المتحدة، بينما حثت بكين جميع الأطراف على ضبط النفس.

وعقب اجتماع عقده الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، قال هولاند إنه "يجب بذل كل جهد من أجل حل سياسي، لكن هذا لن يحدث إلا إذا استطاع الائتلاف أن يظهر كبديل يتمتع بالقوة اللازمة خاصة على صعيد جيشه".

هولاند يستقبل الجربا مؤكدا ضرورة معاقبة النظام (الفرنسية)
هولاند يستقبل الجربا مؤكدا ضرورة معاقبة النظام (الفرنسية)

وأضاف أنه لا يمكن التوصل إلى حل سياسي إلا إذا تمكن المجتمع الدولي من وضع "نهاية مؤقتة لهذا التصعيد في العنف، والهجوم الكيماوي أحد أمثلته".

ونقلت رويترز عن مصدر مسؤول في لندن أن اتخاذ قرار بمهاجمة سوريا لا يتطلب موافقة مجلس الأمن، وذلك تزامنا مع صدور تقرير استخباري بريطاني يقول إن استخدام النظام للسلاح الكيمياوي بات شبه مؤكد.

وفي مكالمة هاتفية جمعت مساء أمس الأربعاء بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، اتفق الطرفان على أن استخدام الغازات السامة على نطاق واسع ضد المدنيين في سوريا بات مثبتا بالقدر الكافي، وأنه ينبغي أن يدرك النظام أنه لا يمكنه مواصلة هذا الانتهاك "دون عقاب".

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت إن ميركل رحبت بالمبادرة البريطانية لإصدار قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا، وإن الطرفين يأملان في "ألا يغلق عضو في المجلس عينيه أمام تلك الجرائم ضد الإنسانية وأن يتم إقرار العواقب الخاصة بها".

الحوار والتفاوض
أما رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس فرأى أنه لا يزال هناك مجال للتوصل إلى حل سياسي عبر العزل الاقتصادي والسياسي للنظام السوري، مضيفا أنه إذا شاركت روسيا والصين في الموقف فستؤدي الضربة العسكرية إلى نتائج عكسية.

وفي الأثناء، أكد السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو أن رد الفعل الأميركي على الهجوم الكيمياوي في سوريا بات مؤكدا وسيكون "شديدا وجديا".

وقال شابيرو للإذاعة العامة الإسرائيلية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ما زال يجري مشاورات مع حلفاء الولايات المتحدة والكونغرس قبل أن يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن الضربة.

من جهة أخرى أعلن الفاتيكان في بيان أن البابا فرانشيسكو اتفق خلال محادثات مع الملك الأردني على أن طريق الحوار والتفاوض بين مكونات المجتمع السوري مع دعم الأسرة الدولية هو "الخيار الوحيد لوضع حد للنزاع".

وقال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إن بلاده لن تشارك في أية ضربة عسكرية ضد سوريا وإنها "تعارضها بقوة"، مضيفا في بيان رفض بلاده استخدام الأسلحة الكيمياوية من أي طرف.

‪ناشطون أكدوا مقتل أكثر من ألف نتيجة قصف كيمياوي بالغوطة‬ ناشطون أكدوا مقتل أكثر من ألف نتيجة قصف كيمياوي بالغوطة
‪ناشطون أكدوا مقتل أكثر من ألف نتيجة قصف كيمياوي بالغوطة‬ ناشطون أكدوا مقتل أكثر من ألف نتيجة قصف كيمياوي بالغوطة

تحد للمواثيق
وعلى الجانب الداعم للنظام السوري قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية أوضح للأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون أمس أن الخطط المعلنة من جانب بعض الدول لشن ضربة عسكرية ضد سوريا تنطوي على تحد صريح لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي الأخرى.

وفي موقف مماثل، حث وزير الخارجية الصيني وانغ يي على ضبط النفس، مشيرا إلى أن أي تدخل عسكري في الأزمة سيؤدي فقط إلى تفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط.

وعلى الصعيد نفسه حذرت وسائل الإعلام الصينية اليوم الخميس الغرب من مغبة ضرب سوريا، وذكرت صحيفة "تشاينا ديلي" المملوكة للدولة في افتتاحيتها أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين "يتصرفون كالقاضي والجلاد".

وفي طهران، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الحرب في سوريا لن تؤدي إلا إلى "دوامة من العنف ومزيد من التطرف والإرهاب في أنحاء العالم".

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) عن ظريف قوله خلال اجتماع مع دبلوماسيين غربيين إن السبيل الوحيد لمنع وقوع كارثة في المنطقة هو العودة إلى الدبلوماسية، مشيرا إلى أن الخيارات العسكرية في فيتنام وأفغانستان والعراق لم تجلب لتلك الدول أو للغرب سوى "الفشل الذريع".

ويذكر أن أوباما توعد أمس الأربعاء بأن النظام السوري سيواجه "عواقب دولية" بسبب ما قال إنه هجوم بأسلحة كيمياوية في ريف دمشق الأسبوع الماضي أودى بحياة مئات المدنيين.

المصدر : الجزيرة + وكالات