سوريا ترفض دخول الصليب الأحمر للقصير

A image grab taken from a video uploaded on Youtube by Al-Qusayr Media Centre on May 24, 2013 shows smoke rising from the site of an alleged rocket attack in the city of Qusayr, in Syria's central Homs province. Syrian troops have captured much of the rebel stronghold of Qusayr, in central Homs province, squeezing opposition fighters into the north of the strategic town, a military officer told AFP. AFP PHOTO / HO /AL-QUSAYR MEDIA CENTRE
undefined

رفضت السلطات السورية دخول الصليب الأحمر إلى مدينة القصير المحاصرة، واشترطت لذلك انتهاء القتال في المدينة التي تشهد معارك ضارية. ويأتي ذلك بينما تتزايد الدعوات الدولية لحماية عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين هناك.

وأبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي أن حكومته ستسمح بدخول فرق الصليب الأحمر الدولي بعد انتهاء القتال.

ولا تتوفر في الوقت الحالي أية مؤشرات على قرب انتهاء المعارك في المدينة الإستراتيجية بين الجيش السوري الحر من جانب، وقوات النظام مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني من جانب آخر، حيث يواصل الطرفان المتقاتلان تعزيز صفوفهما في المدينة، فيما تشتد عمليات القصف عليها، وباتت تعاني من نقص الإمدادات الطبية والإنسانية والغذائية، مع وجود نحو 1500 جريح، حسب المعارضة السورية.

 وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن المعلم أبدى في الاتصال الهاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة استغرابه من القلق الدولي إزاء القتال في القصير, قائلا إن العالم "التزم الصمت عندما سيطر مقاتلو المعارضة على البلدة قبل 18 شهرا". وأضاف "سوريا تقوم الآن بتخليص المواطنين من إرهاب المجموعات الإرهابية المسلحة وعودة الأمن والاستقرار لمدينة القصير وريفها".

وكان بان قد دعا الجانبين في القصير إلى تحييد المدنيين، وإفساح المجال أمامهم لمغادرة المدينة. كما وجهت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي ومديرة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس نداء مشتركا لتجنيب السكان المدنيين ويلات الحرب في القصير، ووقف المعارك لإجلاء الجرحى. وأشارتا إلى أن هناك نحو 1500 جريح قد يكونون بحاجة إلى عناية طبية عاجلة في المدينة.

undefined

بدورها، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أول أمس الجمعة إن الآلاف ممن فروا من مدينة القصير هم في حاجة ماسة إلى المساعدات، وأكد المتحدث باسمها دان ماكنورتون للصحافيين أن 3500 شخص على الأقل -معظمهم من النساء والأطفال- تمكنوا من الفرار من القصير إلى بلدة مجاورة.

وسجلت المفوضية ثلاثة آلاف شخص إضافي لجؤوا من القصير إلى لبنان، مؤكدة أنه من المرجح أن يكون عدد الفارين أعلى من ذلك، في حين قال ماكنورتون إن عدد من فروا من وجه النزاع إلى الدول المجاورة (تركيا والأردن ولبنان) تجاوز 1.6 مليون الأسبوع الماضي، وإضافة إلى هذا العدد تقول الأمم المتحدة إن أكثر من أربعة ملايين وربع المليون من السوريين نزحوا داخل سوريا.

وفي بروكسل، عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء استمرار القتال في القصير، وقال إن هذا القتال خلف العديد من المدنيين "في وضع حرج للغاية".

وأعلن بيان باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون أنها تشعر "بالفزع إزاء مستوى العنف" الدائر في القصير، وطالب جميع الأطراف بالسماح لمنظمات الإغاثة الدولية بالوصول العاجل والآمن لضمان إجلاء الجرحى ومساعدة المدنيين.

قلق بالغ
وقد أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "قلق بالغ حيال العواقب الشديدة" التي لحقت بالمدنيين في القصير، ودعت أطراف القتال إلى "اتخاذ أقصى التدابير لحماية المدنيين وأولئك الذين توقفوا عن المشاركة في القتال".

معارك شرسة تدور في القصير منذ فترة(الفرنسية)
معارك شرسة تدور في القصير منذ فترة(الفرنسية)

وأعلنت اللجنة في بيان وزعه مكتبها في بيروت استعدادها لدخول المدينة لمساعدة المدنيين العالقين وسط القتال، لكن من دون شروط، مشيرة إلى أن هناك العديد من الجرحى الذين لا يتلقون العناية الطبية وهم محتاجون لها بشكل طارئ، وأن المدينة تشهد نقصا حادا في المواد الطبية والغذائية والمياه.

وأضافت أنها على أهبة الاستعداد للدخول فورا إلى المدينة لتقديم المساعدات للمدنيين، شرط أن تتمكن من العمل "بحياد تام ومن دون أي شروط مسبقة من أي نوع كانت".

وقال نشطاء سوريون إن قوات المعارضة تحاول إجلاء المدنيين الذين يعانون من إصابات خطيرة من البلدة عبر ممرات أقاموها في لبنان المجاورة، إلا أنهم أضافوا أن القصف الذي تشنه قوات النظام أعاق عمليات الإجلاء.

وقد نفذ الجيش النظامي السوري -مدعوما بقوات من حزب الله اللبناني- سلسلة غارات على مدينة القصير التي يحكم الطوق عليها, مستهدفا الأحياء الشمالية منها وبعض البساتين وقسما من قرية الضبعة شمالي المدينة، التي لا تزال بيد المعارضة المسلحة.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى استمرار تدفق التعزيزات العسكرية لقوات النظام إلى القصير, استعدادا لمزيد من العمليات. وأفاد المرصد بأن آلاف المدنيين لا يزالون في مدينة القصير بينهم نحو ألف جريح، مؤكدا أن الوضع الصحي والطبي هناك "كارثي". ودعا رئيس المرصد رامي عبد الرحمن المجتمع الدولي إلى التدخل لإنقاذ الجرحى في المدينة.

المصدر : وكالات