معتصمو العراق: المواجهة أو الإقليم
أعلنت اللجان الشعبية للاعتصامات بالعراق أنها ستلجأ إلى المواجهة المسلحة أو إعلان الإقليم، في ظل ما وصفته بعدم الاستجابة لمطالبها بعد خمسة أشهر من المظاهرات والاعتصامات المنددة بسياسات الحكومة العراقية، في حين دعا رئيس الوزراء نوري المالكي إلى إقامة صلوات موحدة تجمع كل العراقيين.
وتعليقا على ذلك، قال النائب في البرلمان العراقي عن القائمة العراقية مظهر الجنابي إنهم ليسوا مع المواجهة العسكرية، ولكن سيوافقون عليها إذا اضطروا إلى ذلك.
ودعا في اتصال مع الجزيرة إلى أن يكون هذا هو آخر الخيارات بعد تجريب كل الوسائل، والتحلي بالصبر والحكمة، وحذر من أن هناك أجندة تدفع لأن يقتل الشعب بعضه بعضا.
وتابع أن الأمر نفسه ينطبق على مسألة الإقليم، فهم -كما قال- مع وحدة العراق وعدم التجزئة، لكنه أضاف أن "آخر الدواء الكي" وسيجدون أنفسهم أمام هذا الخيار إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم دستوريا.
واعتبر أن كل الدلائل الآن تشير لعدم استجابة الحكومة، وأن الدليل على ذلك هو مرور أكثر من 148 يوما على الاعتصامات دون تحقيق المطالب، والاستهدافات المتكررة التي تقوم بها القوات الأمنية للاعتصامات، و"ليس بعيدا ما حدث في ساحة الاعتصام بالحويجة وقتل عشرات المعتصمين على يد الجيش العراقي".
من جهة أخرى، كشف ما يوصف بـ"مجلس إنقاذ الأنبار" الموالي للحكومة عن بدء عملية أمنية لتعقب مسلحي تنظيم القاعدة من قبل قوات من الجيش العراقي، مدعومة بمروحيات تابعة لطيران الجيش.
نبذ الفتنة
وبدوره، دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى "إقامة صلاة موحدة بين السنة والشيعة كل يوم جمعة في بغداد" بعد تزايد استهداف المساجد في الأسابيع الأخيرة.
واعتبر رئيس الوزراء العراقي أن استهداف المساجد مخطط يهدف لإشعال الفتنة، ودعا علماء الدين إلى القيام بكل ما من شأنه نبذ الطائفية والفرقة، والدعوة إلى وحدة الصف.
انفجارات وهجمات
وكانت مدن عراقية عدة شهدت أمس تفجيرات وهجمات مسلحة استهدف معظمها القوات الأمنية، مما أدى إلى مقتل 24 شخصا، بحسب مصادر الشرطة.
منع الإعلام
بموازاة ذلك، أعلنت السلطات الأمنية في العراق أمس منع كافة وسائل الإعلام والإعلاميين من الدخول إلى ساحة العزة والكرامة في الرمادي لتغطية الاعتصامات، التي تجري هناك منذ ما يقارب خمسة أشهر.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة إجراءات اتخذتها الحكومة مؤخرا بهدف منع وصول المعلومات والتغطية الإعلامية من ساحات الاعتصام والاحتجاجات.
يأتي ذلك في حين تتواصل الاعتصامات المنددة بسياسات المالكي في عدة محافظات، بعد صلوات موحدة أقيمت أمس في عدة مدن تحت شعار "خيارنا حفظ وحدتنا".
ويطالب المعتصمون بإصلاحات سياسية وقانونية، يأتي في مقدمتها إطلاق المعتقلات والمعتقلين، وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، وإلغاء قانون المساءلة والعدالة، وتحقيق التوازن في أجهزة الدولة ومؤسساتها.
وكان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي قد دعا السبت لعقد جلسة طارئة للبرلمان الثلاثاء المقبل، لمناقشة ما وصفه بالتدهور الأمني.
وقال النجيفي في بيان إنه يدعو أعضاء المجلس إلى عقد جلسة طارئة، بحضور مسؤولي الأمن والدفاع والمخابرات لمناقشة ملابسات "التدهور الخطير، وتقديم التفسيرات المقنعة والمهنية إلى الشعب العراقي".