الضاري: المالكي منقاد لأميركا وإيران

اتهم الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق حارث الضاري رئيس الوزراء نوري المالكي بالانقياد لإيران والولايات المتحدة, بينما تظاهر عشرات آلاف العراقيين مجددا في سياق الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح والتي دخلت شهرها الرابع.

وقال الضاري في مؤتمر الربيع العراقي في إسطنبول الجمعة إن المالكي يسوس العراق وفق ما يمليه عليه من سماهم أسياده في واشنطن وطهران. وكان يشير بذلك إلى ما يروج عن النفوذ الإيراني في العراق على وجه الخصوص.

وفي التصريحات نفسها, حذر الضاري المتظاهرين في العراق المطالبين بإصلاحات سياسية وتشريعية، من محاولات المالكي اختراق صفوفهم.

وكان المالكي قد انتقد مرارا المتظاهرين في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك واتهمهم أحيانا بالطائفية، مع أنه أكد في الوقت نفسه أن حكومته استجابت لبعض مطالبهم ومنها إطلاق آلاف المعتقلين وبينهم نساء.

وقال المالكي الجمعة مخاطبا بضع مئات من أنصاره في مؤتمر انتخابي لائتلاف دولة القانون الذي يرأسه، إن العراق لا يمكن أن يبقى بعيدا عن المؤثرات الإقليمية والدولية إلا بالوحدة الوطنية ورفض الطائفية.

وأضاف أنه لا خوف على العراق من الانهيار, قائلا إن مدخل معالجة الأمن هو "إسكات الأصوات التي تبحث عن الخلاف والمشاكل في عملية صناعة القرار".

مظاهرات وصلوات
وجاءت تصريحات المالكي بينما كان عشرات الآلاف يتظاهرون في مدن الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك وبغداد بعد أداء صلوات موحدة احتجاجا على سياسات الحكومة في جمعة شعارها "التعذيب والإعدام حقيقة النظام".

ففي الرمادي, أدى آلاف العراقيين صلاة جمعة موحدة، وندد الخطيب بما أسماها عمليات تصفية مبرمجة للمعتقلين تنفذها حكومة المالكي عبر تنفيذ أحكام إعدام مشكوك في عدالتها.

‪متظاهرو الفلوجة نددوا كزملائهم في المناطق الأخرى بالإعدامات المستمرة‬ (الأوروبية)
‪متظاهرو الفلوجة نددوا كزملائهم في المناطق الأخرى بالإعدامات المستمرة‬ (الأوروبية)

وقال مراسل الجزيرة في الرمادي وليد إبراهيم إن مظاهرات الجمعة تأتي بعدما أتم المعتصمون في ساحة العزة والكرامة أكثر من مائة يوم منذ بدء اعتصامهم.

كما احتشد عشرات آلاف المتظاهرين في الفلوجة ملبين دعوة لصلاة جمعة موحدة حملت الشعار نفسه, ورددت فيها المطالب ذاتها.

وفي سامراء, ندد المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة الحق بأحكام الإعدام التي زادت وتيرتها مؤخرا, وطالبوا مجددا بتحقيق توازن في أجهزة الدولة ومؤسساتها, وإلغاء القوانين المتعلقة بالإرهاب، وإطلاق سراح المعتقلين.

بدوره, ندد خطيب الجمعة الموحدة بمدينة كركوك في شمال العراق بأحكام الإعدام التي سماها عمليات قتل ممنهجة, بينما عبّر المتظاهرون عن غضبهم من تجاهل الحكومة لمطالبهم واستمرارها في إعدام وتعذيب المعتقلين.

وقال الصحفي كاميران النجار للجزيرة إن المتظاهرين كانوا بالمئات، وأرجع تناقص أعدادهم إلى خوف البعض من حدوث عمليات اعتقال للمتظاهرين.

هجمات متفرقة
ميدانيا, قتل الجمعة ما لا يقل عن ثمانية عراقيين في هجمات بمناطق متفرقة وفقا للشرطة العراقية. فقد قتل رجل وطفل وأصيب 13 في انفجار عبوة ناسفة في بعقوبة شمال شرقي بغداد أثناء خروج مصلين من جامع سارية بالمدينة.

كما قتل مدني وأصيب آخر بنيران مسلحين في قرية تقع قرب المقدادية التي تتبع كما بعقوبة لمحافظة ديالى. وفي أبو غريب غربي بغداد, لقي ثلاثة جنود حتفهم حين انفجرت عبوة ناسفة في دوريتهم.

وقتل ثلاثة مدنيين وأصيب 15 آخرون في تفجير آخر وقع في مدينة الحلة مركز محافظة بابل جنوبي بغداد.

المصدر : الجزيرة + وكالات