انسحاب المسلحين من سليمان بيك ودعوات للمواجهة

بدأت قوات الأمن العراقية الجمعة الدخول إلى ناحية سليمان بيك في محافظة صلاح الدين بعد خروج المسلحين منها، فيما دعت حشود كبيرة أدت صلاة جمعة موحدة في الرمادي ومدن أخرى إلى مواجهة القوات الحكومية التي اتهمتها بارتكاب "مجزرة" ضد المعتصمين في الحويجة، وسط أنباء عن استمرار الاشتباكات في العديد من المدن.
 
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قائممقام قضاء الطوز الذي تتبع له ناحية سليمان بيك (شمال بغداد) قوله إن انسحاب المسلحين جاء إثر وساطة بين الجانبين.
 
وقال المسؤول العراقي إن "قوات الأمن العراقية بدأت الدخول تدريجيا إلى ناحية سليمان بيك" التي سيطر عليها مسلحون الأربعاء بعد هجوم القوات الحكومية على المعتصمين في الحويجة،  قبل ان يغادروها فجر اليوم.
 
وقال مراسل الجزيرة أيوب رضا إن المسلحين أكدوا الانسحاب من المدينة بعد أن وردتهم معلومات عن استعداد القوات الحكومية لاستخدام الطائرات والمدفعية لقصف المدينة، مؤكدين أن انسحابهم كان لـ"حقن الدماء" بين المدنيين.
 
حشود واشتباكات
في غضون ذلك أدت حشود كبيرة من العراقيين صلاة الجمعة الموحدة في ساحات الاعتصام في الرمادي والفلوجة ومدن عراقية في جمعة "حرق المطالب"، بينما انتهت مهلة أعلنتها عشائر الأنبار لخروج قوات الجيش من المدن، وسط استمرار الاشتباكات واتساع نطاقها بين مسلحي العشائر والقوات العراقية والتي أسفرت خلال ثلاثة أيام عن مقتل نحو 180 شخصا وإصابة قرابة 300 آخرين.
 
ودعا الخطباء في ساحات الاعتصام إلى انسحاب الجيش من مدنهم ولوحوا بالاستعداد للمواجهة.
 
وكانت الاشتباكات قد تواصلت ليلة أمس، حيث شن مسلحون هجوما في الموصل (390 كلم شمالي بغداد) مساء الأربعاء وسيطروا على أجزاء بغرب المدينة بعدما استخدموا مكبرات الصوت في المساجد لحشد السكان لينضموا إلى المعركة.

وقالت مصادر عسكرية إن الشرطة والجيش استعادا السيطرة على المنطقة بعدما طوقا مقرا للشرطة استولى عليه المسلحون الذين احتجزوا 17 رهينة، حسب المصادر الحكومية. وقال رئيس الشرطة الاتحادية إن 31 مسلحا لقوا حتفهم في القتال.

وذكر مصدر في مشرحة محلية أنها استقبلت جثث تسعة مسلحين و15 شرطيا، ولكن هناك جثثا أخرى لم تنتشل حتى الآن. ولم يصدر عن المسلحين أو العشائر التي تدير المعارك ضد الجيش أي إحصائيات.

وقال مراسل الجزيرة أيوب رضا إن المسلحين سيطروا أثناء المعارك على مقر سرية للجيش في جنوب الموصل بالإضافة إلى نقاط تفتيش، كما سيطروا على مقر لواء في حمام العليل قرب الموصل.

ونقل المراسل عن مصادر قولها إن 30 جنديا استسلموا لمسلحي العشائر.

في هذه الأثناء، قتل عدد من الشرطة والمدنيين في اشتباكات بمدينة سامراء شمال بغداد بين مسلحي العشائر والقوات الأمنية. وفي الفلوجة غرب بغداد دارت اشتباكات في عدد من المناطق مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية ببعض المحال التجارية.

وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه السلطات العراقية حظرا للتجول مساء في معظم المحافظات المنتفضة في البلد، لكن لم يجر الالتزام بهذا الحظر في كل المناطق.

دعوة واستقالات
وترافقت التطورات الميدانية مع دعوة وجهها رئيس الوزراء إلى وجهاء المحافظات الغربية للحوار، محذرا من أن جميع فئات الشعب ستخسر إذا اشتعلت ما سماها "فتنة طائفية".

وقال المالكي في كلمة له بعد ظهر الخميس إن ما حصل في الحويجة وما حصل في ناحية سليمان بيك في محافظة صلاح الدين "كلها تدعونا للتوقف وتحمل المسؤولية، وأقول بكل صراحة: لو اشتعلت الفتنة فلن يكون هناك رابح أو خاسر".

 

وأضاف "ليس لدينا عدو في الشعب العراقي.. كلهم إخواننا.. الكل إخوة متساوون بحكم الهوية الوطنية.. ليس لدينا عدو.. عدونا فقط القاعدة والإرهاب وفلول حزب البعث".

من ناحية أخرى، قالت مصادر من داخل القائمة العراقية إن وزراء القائمة -إضافة إلى صالح المطلك نائب رئيس الوزراء- وضعوا استقالتهم تحت تصرف قيادة القائمة بانتظار تقديمها بشكل رسمي، احتجاجا على "مجزرة الحويجة".

المصدر : الجزيرة + وكالات