مقتل عشرات باقتحام اعتصام الحويجة

الجيش العراقي يعطى مهلة للمعتصمين في الحويجة غرب كركوك  لتسليم متظاهرين اشتبكوا معه يوم الجمعة الماضي، والا سيتم اقتحام الساحة واعتقال المطلوبين
undefined

قال مراسل الجزيرة في العراق نقلا عن مصدر أمني في كركوك إن نحو خمسين شخصا قتلوا اليوم الثلاثاء وأصيب 150 آخرون في هجوم للجيش العراقي على معتصمين في مدينة الحويجة, تلته هجمات انتقامية على حواجز أمنية وعسكرية.

وأضاف المراسل أيوب رضا نقلا عن مصادر محلية أن القوات العراقية سحبت جثث القتلى من الساحة ونقلتها إلى مكان مجهول بعدما اقتحمتها في الخامسة من فجر اليوم, وأطلقت النار على المعتصمين.

وتابع نقلا عن مصادر من المحتجين أن المعتصمين استخدموا فقط العصي والحجارة لمواجهة القوات المقتحمة التي استعانت بمروحيات.

من جهته, تحدث الجيش العراقي عن مقتل 27 شخصا بينهم جنديان وجرح سبعة عسكريين آخرين, وقال إنه فتح النار بعدما تعرض جنوده لإطلاق نار من الساحة. 

وكان الجيش العراقي أنذر في وقت سابق المعتصمين بتسليمه من يقول إنهم مسلحون من جماعة "رجال الطريقة النقشبندية", وهي واحد من فصائل المقاومة العراقية. لكن مراسل الجزيرة نقل عن مصادر من المعتصمين أن هؤلاء لم يطلقوا النار خلال عملية الاقتحام التي انتهت بسيطرة الجيش على الساحة.

وكان مسؤولون محليون وأمنيون تحدثوا قبل ذلك عن اندلاع اشتباكات بالأسلحة النارية حين حاولت القوات اعتقال معتصمين.

وفي الوقت نفسه, قال حامد الجبوري، المتحدث باسم المعتصمين في ساحة الحويجة (55 كيلومترا جنوب غربي كركوك) للجزيرة إن هذه القوات أطلقت الرصاص والقنابل الصوتية عند اقتحام الساحة وفتحت خراطيم المياه لتفريق المعتصمين. 

هجمات انتقامية
ونقل مراسل الجزيرة في كركوك عن مصادر محلية أن رجال العشائر ردوا على اقتحام ساحة الاعتصام بمهاجمة نقاط تفتيش في الحويجة، مما أدى إلى مقتل سبعة من عناصر الجيش والشرطة وإصابة 15 آخرين.

‪الاحتجاجات في الحويجة بدأت‬ (الفرنسية)
‪الاحتجاجات في الحويجة بدأت‬ (الفرنسية)

وأضاف أن مسلحي العشائر سيطروا على 15 عربة هامر تابعة للجيش العراقي خلال الهجمات التي قتل فيها أيضا عدد من المسلحين.

ونقل المراسل عن من قال إنه مصدر من المقاومة العراقية أن سلمية الاحتجاجات انتهت بعد اقتحام ساحة الاعتصام بالحويجة. وأضاف أن عشرات سيارات الإسعاف أسرعت إلى مشافي كركوك حيث توافد مواطنون للتبرع بالدم.

وقبل ساعات من اقتحام ساحة الاعتصام بالحويجة, قال حامد الجبوري إن من المقرر أن يصل وفد تابع للأمم المتحدة إلى ساحة الاعتصام المحاصرة منذ أربعة أيام للاطلاع على أوضاع المعتصمين فيها.

وكان المعتصمون وافقوا من حيث المبدأ على أن تقوم لجنة من نواب يمثلون البلدة بمجلس النواب يرافقهم ضباط من الجيش والشرطة بتفتيش الساحة ليؤكدوا أن المعتصمين ليسوا مسلحين.

ويأتي الهجوم على المعتصمين في الحويجة بعد ساعات من استجابة مدن بمحافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وفي الحويجة بكركوك لدعوات أطلقها ناشطون وعلماء الدين لتصعيد الاحتجاجات والبدء بعصيان مدني.

ويقول منظمو الاعتصامات إن النجاح الكبير لخطوة العصيان المدني رسالة صريحة لرئيس الوزراء نوري المالكي بأن هذه المحافظات لن تتراجع عن المطالبة بحقوقها، ومن أهمها الإفراج عن معتقلين ومعتقلات وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب.

يشار إلى أن الاحتجاجات على سياسات المالكي بدأت نهاية العام الماضي عقب اعتقال أفردا حماية وزير المالية المستقيل رافع العيساوي بتهمة المشاركة في "أعمال إرهابية".

المصدر : الجزيرة + وكالات