الإبراهيمي محبط وينفي الاستقالة

In this image released by the United Nations, UN-Arab League envoy Lakhdar Brahimi speaks to the press on April 19, 2013, at the United Natuions in New York
undefined
عبر المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي عن إحباطه لعدم إحراز تقدم بشأن الوضع في سوريا، ونفى أن يكون قد قدم استقالته من منصبه، وأضاف أنه سيبقى ممثلا عربيا وأمميا، فيما تتجه الولايات المتحدة لتقديم مساعدات جديدة للمعارضة السورية قد تتضمن دعما عسكريا غير مميت.

وقال الإبراهيمي للصحفيين إنه لم يستقل، ولكن "عندما أستيقظ كل يوم أفكر في ضرورة استقالتي، ربما أستقيل يوما ما".

ونفى الإبراهيمي أيضا ما ورد من تقارير تفيد بموافقته على البقاء في منصبه لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

وجاء تصريح الابراهيمي عقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن استمع فيها لتقرير منه حول اتصالاته وتحركاته الأخيرة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.

ولم يخف الإبراهيمي شعوره بالإحباط، وقال إنه لم يتوصل لشيء مع السوريين، وأكد أنه أحرز بعض التقدم مع مجلس الأمن الدولي والأميركيين والروس، لكنه لا يزال ضئيلا للغاية.

وقال الإبراهيمي إنه نصح المعارضة بعدم تشكيل حكومة انتقالية لأنها خطوة غير ضرورية، حسب قوله، وجدد دعوته للحكومة والمعارضة إلى القبول بخيار التفاوض. وأضاف أنه حذر من أي تدخل عسكري في سوريا.

وقال دبلوماسيون إن الإبراهيمي خلص إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد "غير مستعد للحوار" حتى الآن، وشدد على أنه لمواجهة هذا المأزق لا بد من أن يتبنى المجلس موقفا واحدا.

وسرت شائعات عن إمكان استقالة الإبراهيمي منذ تعرض لانتقادات شديدة من جانب وسائل الإعلام السورية الرسمية في موازاة منح الجامعة العربية مقعد دمشق للمعارضة السورية.

توقعات بأن يعلن كيري عن المساعدات الجديدة للمعارضة السورية في تركيا اليوم 
توقعات بأن يعلن كيري عن المساعدات الجديدة للمعارضة السورية في تركيا اليوم 

دعم أميركي
وفي واشنطن قال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تعتزم تقديم مساعدات جديدة للمعارضة السورية بنحو مائة مليون دولار، وهو ما قد يعني زيادة المساعدات العسكرية غير المميتة لجماعات مقاتلة محددة تشمل دروعا واقية للبدن وأجهزة للرؤية الليلية.

وأضاف المسؤول أن من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري المساعدات الجديدة في مؤتمر دولي بشأن سوريا سيحضره في تركيا اليوم السبت.   

ولا تصل المساعدات الجديدة إلى حد تقديم أسلحة أو معدات مميتة أخرى لمقاتلي المعارضة، وتقل أيضا إلى حد بعيد عما يطلبه مشرعون أميركيون وقادة المعارضة السورية.

وعلى الصعيد الأوروبي توقع دبلوماسيون في بروكسل أن يخفف الاتحاد الأوروبي بعض عقوباته ضد سوريا -من بينها الحظر المفروض على النفط- لمساعدة السكان المدنيين ودعم المعارضة عندما يلتقي وزراء خارجية التكتل الاثنين المقبل في بروكسل.

وقال مسؤول أوروبي بارز الجمعة "الأمر يتعلق بكيفية إضفاء بعض المرونة على سياسة عقوباتنا لجعل السكان داخل سوريا يستفيدون من بعض صادراتنا التي تخضع في الوقت الحاضر للحظر".

وسوف تسمح تلك الخطوة للاتحاد الأوروبي بتزويد المدنيين بالوقود المطلوب بشدة، كما أنها تسمح بتصدير النفط من الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة من البلاد.

وشدد على أن هذه الخطوة "لا تتعلق برفع الحظر المفروض على الأسلحة"، في وقت دعت فيه فرنسا وبريطانيا إلى مساعدة المعارضة عندما تنتهي إجراءات الاتحاد الأوروبي الحالية في نهاية مايو/أيار المقبل.

من ناحية أخرى دعا الرئيسان الروسي والمصري فلاديمير بوتين ومحمد مرسي الجمعة الأطراف في سوريا إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن وبدء مفاوضات، معربين عن معارضتهما للتدخل الخارجي في هذا البلد.

وقال بوتين في ختام المباحثات مع نظيره المصري في سوتشي على البحر الأسود، تدعو روسيا ومصر إلى وقف إطلاق النار في سوريا وإطلاق عملية المفاوضات بين الأطراف السورية.

وأضاف "يتفق البلدان في الرأي على ضرورة الحل السياسي-القانوني للأزمة السورية من دون تدخل من الخارج.

أصدقاء سوريا
من جهتها عبرت المعارضة السورية عن أملها بأن يثمر اجتماع "أصدقاء سوريا" المقرر اليوم السبت في إسطنبول عن تفعيل اتفاق ضمني على أن تسليح مقاتلي المعارضة هو أفضل سبيل لإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد.

معارضة سوريا تأمل أن يثمر مؤتمر تركيا عن تفعيل اتفاق ضمني على تسليح مقاتليها (الفرنسية-أرشيف)
معارضة سوريا تأمل أن يثمر مؤتمر تركيا عن تفعيل اتفاق ضمني على تسليح مقاتليها (الفرنسية-أرشيف)

وقال مصدر كبير في المعارضة السورية شارك في الاجتماعات التمهيدية بإسطنبول قبل المؤتمر، إن يوم السبت سيشكل "نقطة تحول". وأضاف "السبب الرئيسي لهذا الاجتماع يتمثل في تسليح مقاتلي المعارضة السورية، وقد اعترفت مجموعة أصدقاء سوريا بحقنا في الدفاع عن أنفسنا وعليها الآن أن تمدنا بالوسائل اللازمة".

وقال دبلوماسيان غربيان إن الغرض الرئيسي من اجتماع إسطنبول ليس الموافقة على إرسال شحنات أسلحة.

وذكر دبلوماسي أن من بين الأهداف الرئيسية للاجتماع الحصول على التزامات واضحة من الائتلاف الوطني السوري باتخاذ موقف صارم ضد التشدد وتعزيز وحدة صفوفه والتخطيط لما بعد رحيل الأسد.

وقال دبلوماسي آخر إن "الاجتماع لا يتعلق بتسليح مقاتلي المعارضة، فقد سارع البعض باستنتاج ذلك بمن فيهم السوريون، ولكن هذا الاجتماع لا علاقة له بالأسلحة".

وأضاف "هذا الاجتماع يتعلق بتقديم المزيد مقابل الحصول على المزيد وقطع وعود مقابل وعود أخرى، فإذا استطاعت المعارضة تقديم المزيد فسنعطيها المزيد وسنتحدث حول المزيد من الالتزامات السياسية مثل وضع رؤية سياسية شاملة وتقديم ضمانات بشأن الأسلحة الكيميائية وتصرفات المعارضين باعتبارهم قوة مقاتلة ورؤيتهم لسوريا بعد الأسد.

وأكد أنه "بعد ذلك يمكننا تقديم مساعدة سخية ومساعدات إنسانية وغير إنسانية ولكن دون تزويدهم بالسلاح، هناك طرق كثيرة لدعم المعارضة المسلحة غير إمدادها بالسلاح".

وفي المؤتمر الأخير الذي عقد بروما قالت الولايات المتحدة للمرة الأولى إنها ستقدم مساعدات غير مميتة لمقاتلي المعارضة مباشرة وستزيد دعمها للمعارضة المدنية السورية.

المصدر : وكالات