خمسة قتلى وتهديدات بعصيان مدني بالعراق

قتل خمسة من عناصر الصحوة جميعهم من عائلة واحدة، على يد مسلحين مجهولين شمال مدينة الحلة (جنوب بغداد) وذلك بينما توافدت حشود ضخمة من العراقيين في عدة محافظات على ساحات الاعتصام ومناطق أخرى لإقامة صلوات جمعة موحدة تحت شعار "الفرصة الأخيرة" ضمن احتجاجات على ما يقولون إنها سياسات إقصاء وتهميش يمارسها رئيس الوزراء نوري المالكي ويطالبون بإصلاحات سياسية وقانونية.

وأوضحت الشرطة أن مسلحين مجهولين اغتالوا خمسة من عناصر الصحوة (هم ثلاثة إخوة واثنان من أبناء عمهم) من عائلة الجنابات السنية, لدى وجودهم في أحد بساتين ناحية جرف الصخر الواقعة شمال غرب الحلة على بعد مائة كيلومتر جنوب بغداد.

يُشار إلى أن عناصر الصحوات -وهي تجمعات عشائرية تأسست بالمقام الأول لمواجهة تنظيم القاعدة بدعم من القوات الأميركية والحكومة العراقية- يتعرضون لعمليات تصفية متواصلة من عناصر مسلحة، مما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة منهم، وتبنى تنظيم القاعدة مقتل عدد منهم.

الفرصة الأخيرة
جاء ذلك بينما خرج عشرات الآلاف من العراقيين في مظاهرات حاشدة أطلق عليها "جمعة الفرصة الأخيرة" في إطار المظاهرات التي تستمر للشهر الثالث على التوالي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات وإنهاء سياسة التهميش والإقصاء.

undefined

وتقدم المتظاهرون مئات من علماء الدين وزعماء العشائر بعد أداء صلاة الجمعة في محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى ونينوى وسط إجراءات أمن مشددة، وانتشار كثيف لقوات الجيش والشرطة.

وطالب خطباء الجمعة  المتظاهرين بالثبات وعدم الانسحاب من ساحات الاعتصام. وحمل المتظاهرون علم العراق وهم يرددون شعارات تطالب الحكومة بتنفيذ مطالبهم وإطلاق سراح علماء الدين الذي اعتقلتهم الحكومة على خلفية مشاركتهم في المظاهرات.

وقال الشيخ عمر الفاروق (من هيئة كبار العلماء) إن هذه الجمعة ستكون الفرصة الأخيرة للمالكي لتنفيذ مطالب المتظاهرين، مشيرا إلى تهديدات بخطوات أخرى كالعصيان المدني. كما قال إن مظاهرات اليوم ستختلف عن بقية الجمع وستكون بمشاركة جميع الأقضية والنواحي في المحافظة وبحضور علماء دين من محافظات الأنبار وديالى وصلاح الدين، وستكون الفرصة الأخيرة لحكومة المالكي للاستجابة لمطالب المتظاهرين.

إجراءات أمنية
وفي بغداد، قال إمام وخطيب جامع أبي حنيفة في الأعظمية إن إدارة الجامع اضطرت إلى إلغاء صلاة الجمعة، بسبب ممارسات قوات الأمن التي قامت بإغلاق جميع المنافذ المؤدية للمسجد الذي كان مقررا أن يشهد صلاة موحدة.

وذكر الشيخ عبد الستار عبد الجبار أن قوات الأمن فرضت حظرا غير معلن على التجوال في الأعظمية ومنعت المصلين من الوصول إلى الجامع، وأوضح أنهم يعانون كل جمعة عند الخروج والصلاة في المساجد بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.

‪المالكي تلقى مطالبات متكررة بإصلاحات سياسية وإطلاق المعتقلين‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪المالكي تلقى مطالبات متكررة بإصلاحات سياسية وإطلاق المعتقلين‬ (الجزيرة-أرشيف)

وتحرص السلطات منذ عدة أسابيع على منع الصلوات الموحدة أو التجمعات التي تليها في بغداد بشكل خاص، وهي تنشر أيام الجُمَع قوات عسكرية كبيرة، تتولى محاصرة أحياء بعينها من أبرزها الأعظمية والعامرية، وتمنع الدخول إليها أو الخروج منها.

أما في الرمادي مركز محافظة الأنبار (غرب) فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن المدينة شهدت صلاة موحدة شارك فيها عشرات الآلاف من العراقيين، مشيرا إلى أن القوات الأمنية والشرطة الاتحادية (الخاضعة لأوامر وزارة الداخلية) شددت إجراءاتها "بشكل غير مسبوق فاق الجُمعات السابقة". وأضاف أن حكومة المالكي تلوح بمذكرات الاعتقال بحق الناشطين والعلماء والمحتجين وحتى الإعلاميين، كاشفا عن إصدار نحو 150 مذكرة من بغداد.

أما في سامراء بمحافظة صلاح الدين (وسط) فقد توافد عشرات الآلاف إلى ساحة الحق بوسط المدينة لأداء صلاة جمعة موحدة، حيث حذر تجمع علماء المدينة حكومة المالكي من جر الشعب إلى حرب طائفية بمماطلتها في تنفيذ مطالب المحتجين السلميين.

واستنكر العلماء اعتقال قيادة عمليات سامراء للشيخ طلال الأسود المتحدث باسم مجلس شيوخ عشائر سامراء، وطالبوا بالإفراج الفوري عنه، وبعدم المساس بالعلماء والناشطين والمتظاهرين في ساحات الاعتصام، لأن ذلك "سيشعل نارا لن يستطيع أحد إخمادها".

يُذكر أن المحتجين يطالبون -منذ نحو ثلاثة أشهر- بإصلاحات سياسية وقانونية، في مقدمتها إطلاق المعتقلات والمعتقلين، وإلغاء قانون المساءلة والعدالة، والمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، وكذلك تحقيق التوازن في أجهزة ومؤسسات الدولة، وإجراء تعداد سكاني بإشراف دولي لمعرفة النسب الحقيقية لمكونات الشعب العراقي.

المصدر : الجزيرة + وكالات