واشنطن تدعم الحوار وترفض حصانة الأسد

Sheikh Moaz Al-Khatib, head of the Syrian opposition, listens during the Munich Security Conference on February 1, 2013 in Munich, southern Germany. High-level officials, ministers and top military brass gathered at the Munich Security Conference Friday with Syria in the spotlight and amid a US warning to Iran over stalled nuclear talks
undefined

أعربت الخارجية الأميركية أمس الاثنين عن دعمها للمبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، رافضة في الوقت نفسه حصول الرئيس السوري على أي حصانة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "إذا كان لدى نظام (دمشق) أدنى اهتمام (بصنع) السلام، فيتعين عليه الجلوس والتحدث الآن مع الائتلاف السوري المعارض، وسندعم بقوة دعوة الخطيب".

واستخدمت نولاند مرة أخرى التعبير نفسه الذي تردده واشنطن التي تطالب برحيل الأسد قبل أي عملية انتقالية سياسية في سوريا. وقالت "نقول منذ وقت طويل إن الذين تلطخت أيديهم بالدماء في سوريا يجب أن يحاسبوا، لكن على الشعب السوري أن يحدد الطريقة التي سيحاسبون بها".

وأضافت "لا أعتقد أن الخطيب من خلال ما قاله كان يفكر في أنه يجب أن تكون هناك حصانة" للمسؤولين السوريين ولبشار الأسد.

إن البلاد معرضة للخطر الشديد، ولذلك أطلب منك الابتعاد عن توحشك والنظر إلى عيون أطفالك قبل أن تنام، لتستعيد جزءا من إنسانيتك التي ستدفعنا نحو الحل

مبادرة الخطيب
وعرض رئيس الائتلاف السوري المعارض الاثنين إجراء مفاوضات مع فاروق الشرع نائب الرئيس السوري ممثلا عن نظام دمشق، سعيا وراء مخرج سلمي للنزاع الدامي الذي يمزق البلد منذ مارس/آذار 2011.

والشرع (73 عاما) -الذي سبق وأن طرح اسمه من قبل كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة وتركيا، ليحل محل بشار الأسد في حال التوصل إلى عملية انتقالية تفاوضية- أعلن في ديسمبر/كانون الأول أنه يؤيد حل النزاع عن طريق الحوار، مؤكدا أن خيار الحسم العسكري الذي اختاره الأسد لن ينجح.

أما الخطيب فأكد أن هدف المبادرة التي أطلقها هو ضمان زوال النظام القائم في سوريا بأقل الخسائر وأخف الأضرار، مطالبا النظام بتقديم بوادر حسن نية حتى تجد صدى إيجابيا لدى المعارضة التي ستضمن له "الرحيل بسلام".

وفي تصريحات للجزيرة، أكد الخطيب أن الأمر المتفق عليه بين جميع أطياف المعارضة السورية هو السعي للحد من الخسائر البشرية والدمار الذي يلحق بسوريا مع استمرار الأزمة، وأشار إلى أن المبادرة التي تقدم بها في وقت سابق تهدف إلى رحيل النظام، وقال إنها شكلت محور المحادثات التي جمعته مؤخرا بالمسؤولين الإيرانيين والروس، وأوضح أن الطرفين أبديا تفهما لمطالب المعارضة.

وأضاف أنه نقل في لقائه بوزير الخارجية الإيراني علي صالحي مطالبة المعارضة لطهران بالكف عن دعم النظام السوري، ورفضها تحويل الأزمة السورية إلى صراع بين السنة والشيعة، إضافة إلى دعوة طهران للمساهمة في البحث عن حل يجنب سوريا مزيدا من الدم والخراب.

واعتبر الخطيب أن التفاوض مع النظام ليس خيانة، ولكنه يظل وسيلة من أجل تجنيب البلاد مزيدا من الخسائر وسقوط عدد أكبر من الضحايا. ووجه رسالة إلى الأسد قال فيها "إن البلاد معرضة للخطر الشديد، ولذلك أطلب منك الابتعاد عن توحشك والنظر إلى عيون أطفالك قبل أن تنام، لتستعيد جزءا من إنسانيتك التي ستدفعنا نحو الحل".

وحول الخطوات القادمة التي قد تلجأ إليها المعارضة، قال الخطيب إن الائتلاف يبحث اتخاذ عدد من الخطوات، ومن بينها إعلان حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، غير أن ذلك يبقى مرهونا بطبيعة رد فعل النظام السوري على المبادرة المقدمة إليه.

‪نجاد: الحرب ليست هي الحل للأزمة‬ (الفرنسية-أرشيف)
‪نجاد: الحرب ليست هي الحل للأزمة‬ (الفرنسية-أرشيف)

موقف إيران
في غضون ذلك، دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى "تفاهم وطني" بين السوريين، مؤكدا أن "الحرب ليست هي الحل"، وشدد -في تصريحات تليفزيونية- على أن الشعب السوري وحده هو من يحدد من يبقى ومن يرحل من خلال الانتخابات الحرة، بشرط استتباب الأمن.

وتأتي تصريحات نجاد بعد ساعات من إعلان وزير خارجيته علي أكبر صالحي أن بلاده "ستواصل المحادثات مع المعارضة السورية"، بعد اجتماع نهاية الأسبوع بين صالحي ورئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب في ألمانيا.

ونفى صالحي إمداد بلاده نظام الأسد بمقاتلين إيرانيين، مؤكدا أن الجيش السوري "كبير بشكل كافٍ، ولا يحتاج إلى مقاتلين من الخارج".

وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية المصري أنه كلما طال أمد النزاع والأزمة في سوريا طال الدمار والقتل وسفك الدماء والمعاناة واللاجئين، مشيرا إلى أن سوريا تدمر الآن بشريا ومادياً.

وشدد عمرو -خلال رده على أسئلة المحررين الدبلوماسيين على هامش الاجتماع التحضيري للقمة الإسلامية- على أن مصر تهمها وحدة سوريا وأراضيه والنسيج الاجتماعي السوري، مؤكدا أن الحل العسكري لن يجدي مقارنة بالحل السياسي الذي يضمن انتقالا منظما ومحكوما إلى سوريا الجديدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات