تواصل إدانة مقتل شطح واتهام ضمني لحزب الله

اغتيل في بيروت يوم أمس محمد شطح مستشار زعيم تيار المستقبل سعد الحريري ووزير المالية اللبناني السابق في حادث انفجار عنيف وسط بيروت، أوقع أيضا خمسة قتلى وأكثر من سبعين جريحا، وتوالت الإدانات المحلية والدولية لاغتيال هذه الشخصية التي وصفت بالأساسية في قوى 14 آذار.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الانفجار نجم عن سيارة مفخخة، وأوضح مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود بعد تفقده مكان الانفجار أن زنة العبوة المتفجرة في السيارة تقدر ما بين خمسين وستين كيلوغراما.

وأكدت وزارة الصحة أن معظم الجرحى الذين أصيبوا في الحادث غادروا المستشفيات التي نقلوا إليها مباشرة بعد الانفجار.

وشطح هو الشخصية التاسعة من قوى 14 آذار التي تتعرض للقتل منذ عام 2005، تاريخ مقتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وهو من مواليد 1951 وعمل مستشارا رفيعا لرئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة بين عامي 2005 و2008، وسعد الحريري في الفترة منذ 2009 وحتى2011، ويوصف بأنه رجل حوار واعتدال.

محمد شطح وصف بأنه رجل حوار واعتدال (أسوشيتد برس)
محمد شطح وصف بأنه رجل حوار واعتدال (أسوشيتد برس)

كما مثل شطح بلاده سفيرا لدى الولايات المتحدة 1997-2000، وعمل بصندوق النقد الدولي بين عامي 2001 و2005، ليستقيل مع اغتيال رفيق الحريري، قبل أن يعين وزيراً للمالية في يوليو/تموز 2008.

وأكد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، القيادي في تيار المستقبل -في بيان نعي تلاه بعد اجتماع قيادات 14 آذار- أن القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني "هو وحلفاؤه اللبنانيون من درعا إلى حلب إلى دمشق إلى كل سوريا".

وشددت قوى 14 آذار على "ضرورة تحويل ملف" مقتل شطح إلى المحكمة الخاصة بلبنان التي ينتظر أن تفتتح جلساتها يوم 16 يناير/كانون الثاني المقبل.

إدانات دواية
وقد أثار الاغتيال موجة من الإدانات الدولية بعد إدانات الأطراف السياسية اللبنانية بمختلف توجهاتها الاغتيال، بينما اتهم تيار المستقبل من سماهم الرافضين للمثول أمام المحكمة الدولية بالوقوف وراء التفجير.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري "هذه خسارة رهيبة للبنان والشعب اللبناني والولايات المتحدة"

وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن الدولي بانفجار الجمعة، وقال بان في بيان إن "الدكتور شطح كان صوتا لا يكل للتسامح والتنوع والاعتدال. وفاته خسارة فادحة للبنان وتذكرة بالحاجة إلى وضع نهاية للإفلات من العقاب".

وفي بيان منفصل عبر مجلس الأمن الدولي عن "إدانة تامة لأي محاولة لزعزعة استقرار لبنان من خلال الاغتيالات السياسية"، وطالب المجلس "بوقف فوري لاستخدام الترويع والعنف ضد الشخصيات السياسية".

إدانات بالجملة
وقد اتهم رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري -في بيان- حزب الله ضمنياً بالضلوع في الانفجار.

قوى 14 آذار قالت إن القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري (رويترز)
قوى 14 آذار قالت إن القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري (رويترز)

وقال إن عملية الاغتيال رسالة إرهابية لفريقه السياسي، وذكر أن "الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا (رئيس وزراء لبنان الأسبق) رفيق الحريري والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريغ أنف الدولة بالذل والضعف والفراغ".

وتفادى حزب الله الرد على الاتهامات التي وجهت إليه، ووصف الحادثة في بيان أصدره بأنها "جريمة بشعة" و"محاولة آثمة" تستهدف استقرار لبنان ووحدته الوطنية.

كما أعلنت دمشق رفضها الاتهامات "الجزافية والعشوائية" التي وجهت لها، معتبرة إياها تغطية على ضلوع هذه القوى في "دعم الإرهاب" وتمويله في لبنان وسوريا.

وندد الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالحادثة واصفاً إياها بالعمل الجبان الذي لن يزيد اللبنانيين "إلا إصراراً على الحفاظ على بلدهم واحة سلام واستقرار وحوار في وجه الإرهابيين الذين لا يعرفون سوى القتل والتفجير والتخريب وسيلةً لإثبات وجودهم".

ودعا سليمان إلى عقد اجتماع غداً السبت لمجلس الدفاع الأعلى لبحث مقتل شطح.

وتلقى الرئيس اللبناني سلسلة اتصالات من مسؤولين عرب وأجانب من بينها اتصال من نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند الذي استنكر الجريمة.

كما أدان الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام قتل شطح، ووصفه بأنه عمل إرهابي يهدف إلى ضرب الاستقرار وإيقاع الفتنة بين اللبنانيين.

وأدان الحادث كذلك كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان اللبناني رئيس حركة أمل نبيه بري، بينما وصف الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل الحادث بالمؤلم في وقت يحتفل فيه العالم بأعياد الميلاد المجيد.

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، الاغتيال بمثابة "استهداف لما عرف عن الوزير شطح من مواقف وطنية وفاقية معتدلة وانفتاح سياسي، ودور مميز في الدفاع عن وحدة لبنان واستقلاله وسيادته".

المصدر : وكالات