معارك عنيفة والنظام يستعيد موقعا بحلب

قالت مصادر محلية إن قوات النظام السوري استعادت السيطرة على أجزاء واسعة من موقع "اللواء 80" قرب مطار حلب الدولي بعد معارك عنيفة مع قوات المعارضة, في وقت كثف فيه النظام قصفه لمناطق جبال القلمون, بينما أسفرت المعارك عن سقوط نحو أربعين قتيلا بمناطق سورية مختلفة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر محلية أن قوات النظام تمكنت إثر هجوم شنته فجر اليوم الجمعة من السيطرة على هذا الموقع العسكري الذي وقع بيد مقاتلي المعارضة منذ فبراير/شباط الماضي, وذلك بعد معارك عنيفة استخدمت فيها قوات النظام المدفعية والغارات الجوية.

وقالت مصادر متطابقة إن 25 مسلحا من لواء التوحيد والألوية الحليفة قتلوا في هذه المعارك إضافة إلى عدد من القوات النظامية, مضيفة أن المعارك شهدت مشاركة وحدات من مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة إلى جانب قوات المعارضة, ومقاتلين من حزب الله اللبناني إلى جانب القوات النظامية السورية.

ويرى المراقبون أن السيطرة على هذا الموقع من شأنها مساعدة القوات النظامية على التحرك صوب المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب، خاصة وأنها تأتي بعد سيطرة القوات النظامية قبل نحو أسبوع على بلدة السفيرة الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من مدينة حلب.

وأقر مقاتلو المعارضة بأنهم فقدوا السيطرة على أجزاء مهمة من موقع اللواء 80 العسكري لكنهم أكدوا أنهم يعيدون تنظيم صفوفهم لاستعادة السيطرة على المناطق التي طردوا منها.

‪معارك عنيفة دارت بين القوات النظامية‬ (رويترز-أرشيف)
‪معارك عنيفة دارت بين القوات النظامية‬ (رويترز-أرشيف)

دمشق وحمص
وكانت قوات المعارضة شنت في فبراير/شباط الماضي ما أسمتها "معركة المطارات" في منطقة حلب وتمكنت إثرها من السيطرة على "اللواء 80" المكلف بحماية مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري, بينما ظلت تفرض حصارا على مطار حلب الدولي ومطار كويرس العسكري اللذين لا يزالان تحت سيطرة النظام.

وفي العاصمة دمشق واصل الطيران الحربي السوري غاراته الجوية وقصفه المدفعي على الأحياء الجنوبية ومنها العسالي والحجر الأسود ومخيم اليرموك, وقال ناشطون إن حي القابون تعرض لقصف عنيف من مدافع القوات النظامية المثبتة على جبل قاسيون.

وكانت القوات النظامية قد سيطرت أمس الخميس وبدعم من مقاتلي حزب الله على بلدة السبينة جنوب دمشق والتي تعتبر خط إمداد رئيسيا لمقاتلي قوات المعارضة المتحصنين في المناطق الممتدة جنوب العاصمة, والتي تسعى القوات النظامية لاستعادتها منذ أشهر.

وقال ناشطون إن الجيش النظامي يعدّ لخوض معركة بهدف السيطرة على جبال القلمون بين حمص وريف دمشق, ويحشد قواته على الجبل الشرقي حيث نشَر أكثر من ثلاثين نقطة عسكرية على الطريق الدولي الرابط بين دمشق والعاصمة اللبنانية بيروت.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع اشتباكات عنيفة في منطقة مستودعات الأسلحة في بلدة مهين بريف حمص، والتي يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة عليها منذ نحو أسبوعين, وقد تمكنوا الأربعاء -حسب المصدر- من السيطرة على أجزاء من المستودعات واستولوا على كميات من الأسلحة، وهو نفته المصادر الرسمية السورية.

وذكر المرصد أن القوات النظامية عززت مواقعها واستقدمت تعزيزات عسكرية كما استخدمت الطيران الحربي لقصف مواقع المعارضة التي حشدت بدورها عددا من المقاتلين الإضافيين في محاولة السيطرة على هذه المستودعات التي تعد أهم مستودعات للسلاح في سوريا.

اضغط للدخول إلى الصفحة الخاصة بالثورة السورية
اضغط للدخول إلى الصفحة الخاصة بالثورة السورية

نداء استغاثة
وفي حمص، وجهت تنسيقيات المحافظة نداء استغاثة لمساعدة آلاف النازحين إلى مدينة القْرَيْتين. جاء هذا بينما حذر ناشطون من وضع كارثي داخل أحياء حمص المحاصرة منذ عام ونصف العام، بسبب تدني مستوى الخدمات الصحية وانعدام الاحتياجات الأساسية.

في الأثناء أسفرت المعارك والغارات الجوية والقصف المدفعي عن مقتل نحو 40 شخصا اليوم الجمعة في مناطق سورية متفرقة, سجل أغلبهم بمحافظتي حماة وإدلب حسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وقالت الشبكة إن عشرة قتلى سقطوا في محافظة حماة ومثلهم في إدلب, كما سجل سقوط تسعة قتلى في محافظة حلب التي شهدت معارك عنيفة للسيطرة على موقع اللواء 80 المكلف بتأمين مطار حلب الدولي.

كما قالت الشبكة إنها وثقت سقوط خمسة قتلى في محافظة درعا جنوب البلاد، في حين توزع الباقون على محافظات حمص والرقة دير الزور.

المصدر : الجزيرة + وكالات