استمرار معارك دمشق واستقالة قائد بالحر

تستمر لليوم الثالث على التوالي الاشتباكات العنيفة جنوب دمشق بين القوات النظامية مدعومة من مقاتلي لواء أبو الفضل العباس -الذي يضم مقاتيلن من مختلف الجنسيات معظمهم عراقيون ومن حزب الله اللبناني- في مقابل مجموعات المعارضة المسلحة، تترافق مع قصف من قوات النظام لأحياء في جنوب العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جهة ثانية، أطلق مقاتلو المعارضة عددا من قذائف الهاون على أحياء في وسط دمشق لم تؤد إلى وقوع إصابات.

وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن قصف على مدينة معضمية الشام جنوب غرب العاصمة.

قوات النظام أحكمت سيطرتها على السفيرة وتتجه للسيطرة على مناطق أخرى (الفرنسية)
قوات النظام أحكمت سيطرتها على السفيرة وتتجه للسيطرة على مناطق أخرى (الفرنسية)

في الوقت نفسه، تتعرض منطقة الحجر الأسود وحي العسالي في جنوب العاصمة لقصف من قوات النظام. وأشار المرصد إلى "اشتباكات عنيفة" على أطراف الحجر الأسود وأطراف حي برزة في الشمال.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية من جانبها أن هناك "محاولة جديدة لقوات النظام لاقتحام" الحجر الأسود.

وفي درايا بـريف دمشق قصفت مدفعية النظام المتمركزةُ في مطار المزة العسكري وجبالِ الفرقة الرابعة أحياء سكنية في المدينة، مما أدى إلى احتراق وتدمير عدد من المنازل دون وقوع إصابات. كما قصفت قوات النظام منطقة القدم جنوب دمشق.

كما سقطت قذيفة في وسط دمشق، مما أصاب أحد جدران قلعة دمشق الأثرية دون وقوع ضحايا، فيما سقطت أخرى في حي دويلعة بالعاصمة مما أدى لاحتراق معمل للنسيج، واندلاع حريق وتصاعد دخان كثيف.

وفي تطور آخر قال ناشطون إن القوات النظامية السورية مدعومةً بعناصر من حزب الله اللبناني سيطرت على قرية العزيزية شمال مدينة السفيرة في ريف حلب.

وفي ريف حماة، شن الطيران الحربي عدة غارات جوية على بلدتي كفرنبودة وكفرزيتا.

وتأتي هذه الغارات بعد معارك عنيفة تدور على الأرض بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام التي تقصف القرى في مسعى منها لوقف تقدم قوات المعارضة باتجاه قرى جديدة.

استقالة قائد
في الأثناء أعلن قائد المجلس العسكري الثوري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي استقالته من الجيش الحر، في أحدث تداع لسقوط مدينة السفيرة بأيدي قوات النظام التي تواصل تقدمها نحو الشمال.

عبد الجبار العكيدي قائد المجلس العسكري الثوري لمحافظة حلب(الجزيرة)
عبد الجبار العكيدي قائد المجلس العسكري الثوري لمحافظة حلب(الجزيرة)

وبرر العكيدي استقالته بما سماه تخاذل المجتمع الدولي في نصرة الشعب السوري وتهاون المعارضة السياسية في نصرة الثورة, كذلك أخطاء بعض كتائب المعارضة التي تهدف إلى الشهرة والسلطة، على حد وصفه.

وقال في شريط فيديو تم بثه على موقع "يوتيوب" على الإنترنت إن "الثورة أسقطت آخر الأقنعة عن وجه المجتمع الدولي فأسفر عن دمامة وقباحة قيمه ومدى تآمره على الشعب والثورة".

وتوجه إلى بعض القادة الميدانيين ممن أسماهم "أمراء الحرب"، معتبرا أنهم توجوا أنفسهم ملوكا وأمراء على عروش وكيانات واهية، وقال كفاكم تناحرا وتسابقا على الزعامة والإمارة ولهثا وراء سراب الخارج وأجنداته التي "لا تسمن ولا تغني من جوع".

إلا أن العكيدي حيا في المقابل من وصفهم بالثوار المجاهدين الأبطال الذين "سطروا أروع ملاحم البطولة والإباء بعيدا عن الظهور والرياء"، معتبرا "أن الأمل في الثورة معقود عليهم". 

للدخول إلى صفحة الثورة السوريةاضغط هنا
للدخول إلى صفحة الثورة السوريةاضغط هنا

تقدم للنظام
وجاءت الاستقالة بعد أيام من سقوط مدينة السفيرة الإستراتيجية وهي التي بقيت تحت سيطرة الجيش الحر لأكثر من عام، وهي مدينة تقع على الطريق الرئيسي المؤدي من وسط البلاد إلى حلب، وتقع على أطرافها معامل الدفاع التابعة لوزارة الدفاع التي تنتج الأسلحة وكل أنواع السلع الأخرى.

ومن شأن سقوطها في أيدي النظام أن يريحه لجهة نقل الإمدادات إلى قواته في المدينة التي يحتل مقاتلو المعارضة أجزاء واسعة منها.

وقال التلفزيون السوري إن قوات النظام أحكمت سيطرتها على السفيرة "وطهّرتها" ممن وصفهم "بالإرهابيين". وعرض التلفزيون الرسمي السوري مجموعة كبيرة من المدافع والأسلحة التي قال إنها صودرت من مسلحي المعارضة.

المصدر : وكالات