احتجاجات العراق تدخل شهرها الثاني

Sunni Muslims wave the old Iraqi flag used between 1991-2004 as they take part in an anti-government demonstration outside the Sunni Abu Hanifa mosque in Baghdad's Adhamiyah district on January 18, 2013. Tens of Iraqi Sunni Muslims took to the streets in Baghdad and other cities after Friday prayers, in another show of discontent with Shi'ite Prime Minister Nuri al-Maliki. AFP PHOTO / ALI AL-SAADI
undefined

تدخل الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية وقانونية في العراق شهرها الثاني, وسط اعتصامات ومظاهرات في عدد من المحافظات.

 وتواصلت اليوم الاعتصامات في مدن بينها الموصل والرمادي, وتشير تصريحات بعض منظمي الاحتجاجات إلى احتمال اللجوء إلى خطوات تصعيدية بينها الإضراب. 

وكانت الاحتجاجات انطلقت قبل شهر من محافظة الأنبار غربي العراق بعيد اعتقال عدد من حراس وزير المالية رافع العيساوي, ورُفعت مطالب بينها وقف العمل بقانون الإرهاب, وإقرار عفو عام, وإطلاق السجناء خاصة النساء منهم.

وامتدت تلك الاحتجاجات لاحقا إلى محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك, وشارك فيها مئات الآلاف. وفي الموصل, قالت مصادر أمنية إن أحد المعتصمين في ساحة الأحرار بالمدينة, ويدعى طلال علي عباس (26 عاما) أضرم الأحد النار في نفسه مما أدى إلى إصابته بحروق متوسطة في الوجه واليدين, ونقل إلى المستشفى.

وقال منظم الاعتصامات بالموصل غانم العبيد إن مثل هذا الأسلوب مرفوض مجتمعا ودينا, داعيا المحتجين إلى عدم الاقتداء بهذا العمل. بيد أن الناطق باسم وزارة الداخلية لاحقا نفى أن يكون الحادث قد وقع أصلا بتلك الصورة, وقال إن الشاب أصيب بحروق بسيطة في يده اليسرى بينما كان يحاول إشعال النار "من أجل التدفئة".

يذكّر هذا الحادث المفترض بما أقدم عليه الشاب التونسي محمد البوعزيزي في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 في مدينة سيدي بوزيد (وسط غرب تونس) مما فجر الثورة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.

احتمال التصعيد
وفي وقت سابق الأحد, قال مراسل الجزيرة بالموصل وليد إبراهيم إن الجهة المنظمة للاعتصام قررت الإضراب العام للتجار غدا، تعبيرا عن عدم رضاها عن الخطوات التي اتخذها رئيس الوزراء نوري المالكي حتى الآن لتلبية مطالبهم.

البارزاني (يمين) دعا إلى تصحيحمسار العملية السياسية (الأوروبية)
البارزاني (يمين) دعا إلى تصحيحمسار العملية السياسية (الأوروبية)

لكنه أشار إلى أن هناك الكثير من القوى المعارضة بالمدينة تعارض بشدة تنفيذ الإضراب غدا لأنها مقتنعة بأنه ما زال مبكرا جدا التصعيد بهذا الشكل، كما أنها ترى أن ذلك سيضر بمصالح المواطنين، ويوفر مبررات للحكومة التي تتهم المتظاهرين بتلقي أوامر من الخارج.

وقد توافد الأحد شيوخ عشائر من محافظتي نينوى وصلاح الدين للالتحاق بالمعتصمين في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار للتعبير عن تضامنهم الكامل مع مطالب المعتصمين، وللتنديد بتجاهل حكومة المالكي لهذه المطالب. واستنكر الحاضرون حملة الاعتقالات الأخيرة لعدد من الناشطين ومنظمي المظاهرات.

وفي إطار الاحتجاجات أيضا, نظم أنصار المرجع الشيعي محمود حسن الصرخي في بغداد والنجف وكربلاء والبصرة مظاهرات ووقفات احتجاجية أعلنوا فيها رفضهم ما سموها سياسة التهميش والإقصاء التي تنتهجها الحكومة. كما رفعوا لافتات تندد بالطائفية, ورددوا هتافات تدعو إلى الوحدة الوطنية, وتطالب بمحاسبة الفاسدين, وتوفير الخدمات.

وفي مقابل المظاهرات التي شهدتها مؤخرا محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى, تظاهر آلاف من مناصري المالكي في جنوب البلاد، وأيضا في بغداد، معلنين رفضهم بعض مطالب المحتجين مثل إلغاء قانون الإرهاب.

وفي السياق نفسه، دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الأحد إلى تصحيح مسار العملية السياسية، والاحتكام للدستور، وتبني أسلوب الحوار من أجل عيش "حر كريم" للشعب العراقي.

المصدر : الجزيرة + وكالات