انتقادات دولية للأسد ودعوات للرحيل

: Turkish Prime Minister Recep Tayyip Erdogan addresses the lawmakers of his Justice and Development Party at the parliament in Ankara, on June 26, 2012. Turkey threatened on Tuesday to respond to any border violation by Syrian regime, "a clear and imminent threat," pledging to take necessary steps "with determination" after the downing of a Turkish jet by Syria Friday. AFP
undefined

قال رئيس الوزراء التركي إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد خلقت "دولة إرهابية" في سوريا، وفي الوقت الذي دعا فيه الرئيس المصري الأسد للاعتبار من دروس التاريخ والرحيل، أعلنت الصين تأييدها "للانتقال السياسي" في سوريا لإنهاء عمليات إراقة الدماء.

فقد قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد خلقت "دولة إرهابية" في سوريا، وعبر عن إحباطه من غياب التوافق الدولي بشأن الأوضاع هناك.

وقال أردوغان إن "المذابح في سوريا التي تكتسب قوة من اللامبالاة التي يظهرها المجتمع الدولي ما زالت في ازدياد".

وندد رئيس الوزراء التركي، الذي غالبا ما يهاجم بعنف الرئيس السوري، بـ"المجازر الجماعية" التي يرتكبها نظام الأسد بحق شعبه.

‪مرسي أعلن رفض التدخل العسكري‬ (الجزيرة)
‪مرسي أعلن رفض التدخل العسكري‬ (الجزيرة)

الرحيل الآن
من جانبه طالب الرئيس المصري محمد مرسي القيادة السورية باتخاذ قرار يحقن دماء السوريين، وقال "الآن هو وقت التغيير".

وقال مرسي في كلمة افتتاح الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة "لا مجال للكبر أو المزايدة لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء فلن يدوم وجودكم طويلا، إن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية".

وأضاف "أقول للنظام السوري ما زالت هناك فرصة لحقن الدماء".

وأعلن الرئيس المصري أن المجموعة الرباعية التي اقترحت مصر تشكيلها لحل الأزمة السورية والتي تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا ستجتمع لكنه لم يعلن تاريخا محددا لاجتماعها.

وشدد مرسي على أن بلاده ترفض تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا، مطالبا بتكثيف العمل الذي يوصل إلى حل عاجل يحول دون تعرض سوريا لتدخل عسكري أجنبي.

‪كلينتون ويانغ لم يخفيا خلافاتهما بشأن الملف السوري‬ (الفرنسية)
‪كلينتون ويانغ لم يخفيا خلافاتهما بشأن الملف السوري‬ (الفرنسية)

أميركا والصين
على صعيد متصل أقرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بوجود خلافات بين الولايات المتحدة والصين بشأن الأزمة السورية.

وقالت كلينتون عقب محادثاتها مع نظيرها الصيني يانغ جيتشي والرئيس هو جينتاو في بكين "لا نتوقع اتفاقنا في كل الأمور". وأضافت "لم يعد سرا" أن الحكومة الأميركية تشعر بالإحباط من موقفي روسيا والصين بشأن سوريا، وكررت أن أسلوب التحرك الأمثل ما زال من خلال اتخاذ موقف صارم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

من جانبه أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي تأييد بلاده "للانتقال السياسي" في سوريا لإنهاء عمليات إراقة الدماء هناك.

وقال يانغ في مؤتمر صحفي بعد محادثاته مع كلينتون "نحن ودول كثيرة نؤيد مرحلة للانتقال السياسي في سوريا". وأضاف "لكننا نؤمن أيضا بأن أي حل يجب أن يجيء من الشعب السوري ويعكس إرادته، يجب ألا يفرض هذا من الخارج".

وأضاف يانغ "قلت في اتصال هاتفي مع المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي إن الصين تؤيد تماما جهود الوساطة التي يقوم بها ونأمل أن تؤيد كل الأطراف أيضا جهوده للوساطة حتى يمكن أن يكون هناك حل مناسب وسلمي للموقف في سوريا". ومضى يقول "دعوني أؤكد أن الصين ليست منحازة لأي فرد أو أي طرف".

‪الإبراهيمي أعلن أنه سيتوجه‬ (الجزيرة)
‪الإبراهيمي أعلن أنه سيتوجه‬ (الجزيرة)

دعم للإبراهيمي
من جانب آخر بحثت مسؤولة العلاقات الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون مع المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي الأوضاع في سوريا.

وأصدرت أشتون بياناً أعلنت فيه دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لمهمة الإبراهيمي المليئة بالتحديات، وطمأنته بأنه قادر على الاعتماد ليس على التزامها الشخصي فقط، بل على مساعدة الاتحاد الأوروبي له ولفريقه في هذه المهمة الصعبة الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة.

وشددت على أن الوضع الإنساني ما زال يشكل أولوية قصوى بالنسبة للاتحاد الأوروبي. أما وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله فاتهم مجلس الأمن الدولي بالفشل في التعامل مع الأزمة السورية.

وقال الوزير الألماني الأربعاء "ليست أوروبا هي من فشل في الأزمة السورية لكن وللأسف هو مجلس الأمن".

يذكر أن ألمانيا تتولى حتى نهاية العام الجاري الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي. ويقصد فسترفيله بانتقاداته لمجلس الأمن موقف روسيا والصين العضوين الدائمين في المجلس اللذين حالا حتى الآن دون صدور قرار يدين النظام السوري أو اتخاذ إجراءات ضد دمشق وذلك عن طريق استخدام حق النقض (فيتو).

وكان المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي قال أمام جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء ناقشت الوضع في سوريا، إنه هو ونائبه ناصر القدوة لن يألوَا جهدا في إحلال السلام في سوريا.

وأكد الإبراهيمي أنه سيتوجه إلى مصر لمقابلة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ثم إلى سوريا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المبعوث الدولي الجديد لسوريا "يقوم بمهمة شاقة، ولكن يمكن التغلب عليها" لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع الذي تشهده سوريا. وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة استمرار النظام السوري في استخدام الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة في مواجهة شعبه.

وقال في كلمته إن الحكومة السورية فشلت في حماية شعبها واحترام حقوق الإنسان، ودعا من وصفهما بطرفي الصراع هناك إلى الحوار والتخلي عن الأنشطة العسكرية.

من جانبه قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن لبنان هو من الدول التي يمكن أن تنتقل إليه الأزمة السورية لأسباب سياسية وأمنية وجغرافية.

وقال ميقاتي لوكالة رويترز "إذا أتت الأزمة إلى لبنان فإن الخطر لن يستثني أحدا، لا أحد يظن أنه سيستفيد والثاني في خطر، كلنا في باخرة واحدة هذه الباخرة إذا دخل عليها ماء من هذه العاصفة القوية التي تهب في المنطقة يمكن أن تغرقنا".

المصدر : الجزيرة + وكالات