الجوع يهدد 1.5 مليون سوري والقصف مستمر

قالت مديرة برنامج الغذاء العالمي إن أعداد السوريين الذين يواجهون شبح الجوع ارتفع إلى 1.5 مليون شخص. يأتي ذلك فيما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 127 قتيلا أمس الاثنين بنيران قوات النظام معظمهم في حلب ودمشق وريفها وحمص.

وأوضحت إيثرين كيزن أن أعداد السوريين الذين يحتاجون مساعدات غذائية تضاعف خمس مرات في الأشهر القليلة الماضية. مشيرة إلى أن برنامج الغذاء العالمي لا يستطيع مساعدة سوى نصف هذا العدد، في حين أن العمليات العسكرية لم تمكنه من إيصال الطعام إلى المحتاجين.

وأكدت المسؤولة الدولية أن البرنامج بحاجة إلى ستين مليون دولار لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد الجوعى من السوريين، مطالبة المجتمع الدولي بتقديم المزيد من التبرعات.

في غضون ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن بين قتلى أمس الاثنين 12 طفلا وتسع سيدات، مشيرة إلى سقوط 43 قتيلا في حلب و42 في دمشق وريفها و14 في كل من حمص ودرعا، وسبعة في دير الزور وثلاثة في كل من اللاذقية وحماة وواحد في إدلب.

وبث ناشطون على الإنترنت صورا تظهر أحد القتلى وقد أعدم ميدانيا في المعضمية بريف دمشق التي تشهد حصارا خانقا للشهر الثالث على التوالي، وأفادوا بأن الضحية هو من سكان الحي المدنيين، وتظهر الصور ابنة القتيل الوحيدة وهي تبكي والدها المعيل الوحيد للأسرة.

تدمير ممنهج
وفي العاصمة دمشق يتعرض حي القابون لحملة تدمير ممنهج من جانب قوات النظام، ووفقا لناشطين سوريين دمرت مئات المنازل والمتاجر في الحي الذي شهد أيضا مجازر عدة سقط فيها عشرات القتلى.

كما دارت اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في محيط مناطق حجيرة ويلدا والذيابية والبويضة والسبينة، ووردت معلومات أولية عن تدمير آلية لقوات النظام ومقتل وجرح عدد من عناصرها، فيما تعرضت منطقة السيدة زينب للقصف طائرات النظام.

وفي اللاذقية، تتعرض قرى الخضراء والميدان وبيت عوان وبيت فارس بريف اللاذقية للقصف من قبل جيش النظام. وفي الرقة دارت اشتباكات عنيفة في محيط مطار الطبقة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في الطرفين. وفي دير الزور قامت قوات النظام بإطلاق الرصاص عشوائيا على أحياء العمال وغسان عبود وشارع النهر.

وفي حمص أفاد ناشطون بأن قوات النظام السوري قصفت أحياء عدة في المدينة، وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قتلى وجرحى سقطوا في قصف براجمات الصواريخ على مدن القصير والرستن وتلبيسة.

اشتباكات عنيفة
من ناحية أخرى، تشهد قرية خربة الجوز السورية المحاذية للحدود التركية اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام إضافة لمواجهات في حي الهُلك وسط حلب.

وتسمع أصوات الاشتباكات بوضوح من الجانب التركي، مما تسبب في حالة من الخوف والهلع بين سكان القرى التركية الحدودية.

في السياق، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مناطق واسعة في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا باتت خارج سيطرة النظام السوري بعضها كذلك منذ أشهر عدة.

ونقلت الوكالة عن مراسليها أنهم أثناء تنقلاتهم في المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر قطعوا أحيانا مئات الكيلومترات دون المرور على نقاط أمنية تابعة للنظام، غير أنهم كانوا أحيانا يقومون بالدوران حول ثكنات أو بلدات لا تزال تابعة للقوات السورية النظامية.

وينتشر عناصر الجيش السوري الحر على مفترقات الطرق في مجموعات صغيرة وينامون تحت الخيام في أغلب الأحيان ولا يتدخلون إلا عندما يشكون في سيارة لا يعرفون ركابها.

وسيطر الجيش السوري الحر على مدينة الأتارب الصغيرة غرب حلب قبل نحو ثلاثة أشهر إثر معارك ضارية لا تزال آثارها ظاهرة على منازلها.

ويؤكد ضباط في الجيش الحر أنهم يحاصرون حاليا قاعدة مهمة للجيش على طريق حلب، وهي المدينة التي تشهد معارك ضارية بين الطرفين منذ نحو شهرين، وباتوا يسيطرون على المناطق المحيطة بالمدينة ولا يخشون سوى الضربات الجوية.

المصدر : الجزيرة + وكالات