متظاهرون ينزلون علم سفارة أميركا بمصر

Egyptian protesters raise inside the US embassy a black flag inscribed with the Muslim profession of belief: "There is no God but God and Mohammed is the prophet of God" during a protest against a film deemed offensive to Islam in Cairo on September 11, 2012. Thousands of Egyptian demonstrators angered by the film produced by expatriate members of Egypt's Christian minority resident in the United States, tore down the US flag during the protest at the embassy
undefined

أنس زكي – القاهرة

اعتلى عشرات المتظاهرين أسوار السفارة الأميركية بالقاهرة وأنزلوا العلم الأميركي احتجاجا على فيلم اعتبروه مسيئا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بدأ عرضه في دور السينما الأميركية.

وتحولت وقفة احتجاجية أمام السفارة الأميركية بالقاهرة إلى ثورة غضب عارمة شارك فيها الآلاف من المصريين اعتراضا على قيام عدد من أقباط المهجر بعرض فيلم يتضمن عبارات مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالتزامن مع إحياء الولايات المتحدة لذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

الوقفة التي دعت إليها تيارات إسلامية عديدة بينها الجبهة السلفية وحزب النور وائتلاف المسلمين الجدد، بدأت بالمئات وسرعان ما تزايد العدد ليصل إلى الآلاف رددوا هتافات أبرزها "لا إله إلا الله، نحن فداك يا رسول الله"، فضلا عن هتافات تندد بالولايات المتحدة وترفض استفزاز مشاعر المسلمين.

ورفع المتظاهرون لافتات تقول "إلا رسول الله" وتؤكد أن الإساءة للرسول تمثل خطا أحمر لا يمكن قبوله، كما وجهوا انتقادات حادة لأقباط المهجر وهو المصطلح الذي يطلق على المسيحيين المصريين المقيمين في الخارج واتهموهم بالخيانة والعمالة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.

كما طالت الهتافات الغاضبة شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية حيث اتهمهما المتظاهرون بعدم القيام بواجبهما في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، كما طالبوا السلطات المصرية باتخاذ موقف من الولايات المتحدة، وطالبوا الكنائس المصرية المختلفة بإعلان تبرؤها الصريح مما أقدم عليه بعض أقباط المهجر.

‪المتظاهرون رددوا هتافات‬  (رويترز)
‪المتظاهرون رددوا هتافات‬  (رويترز)

إنزال العلم
ومع اقتراب المساء اكتسبت الوقفة الاحتجاجية زخما كبيرا بانضمام المئات من أعضاء روابط مشجعي كرة القدم المعروفين بالألتراس، حيث حرص مشجعو قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك على التأكيد أن مشاركتهم جاءت تأكيدا لاهتمام هذه الروابط بقضايا الوطن والأمة وأن اهتماماتهم لا تقتصر على الجانب الرياضي كما يظن البعض.

وبدا أن إطلاق أعضاء الألتراس عددا من الألعاب النارية وهم يرددون "بالروح بالدم نفديك يا رسول الله"؛ زاد من حماس المشاركين فتقدم بعضهم إلى مبنى السفارة الأميركية الواقع في ضاحية "غاردن سيتي" القريبة من ميدان التحرير، وتمكنوا من تسلق جدران السفارة العالية ورفعوا علما يحمل "شعار التوحيد" بدلا من العلم الأميركي.

وبعد هذه التطورات توافدت قوات من الشرطة والجيش إلى مقر السفارة تحسبا لتطور الغضب إلى محاولات لاقتحامها، ونجحت هذه القوات في إقناع الشبان الذين اعتلوا أسوار السفارة بالنزول والاكتفاء بالتظاهر مع الباقين دون محاولة اقتحام المقر.

‪منظموا التظاهرة قالوا إنها بداية لعدد‬ (الفرنسية)
‪منظموا التظاهرة قالوا إنها بداية لعدد‬ (الفرنسية)

مجرد بداية
في الوقت نفسه أكد عدد من منظمي الوقفة للجزيرة نت أن تظاهرة اليوم مجرد بداية لعدد من الفعاليات التصعيدية التي سيتم اتخاذها ضد من تجرؤوا على الإساءة إلى رسول الإسلام، مؤكدين اعتزامهم تأسيس رابطة تختص بالتصدي للإساءات التي توجه إلى دين الإسلام ورسوله محمد.

وكانت الجماعة الإسلامية قد استبقت الوقفة بإصدار بيان ينتقد منتجي الفيلم المسيء من أقباط المهجر، ويتهمهم بإشعال نار الفتنة والكراهية والمتاجرة بدماء أبناء مصر من أجل "أغراض مشبوهة وخبيثة كصانعيها ومن تستر عليهم من دوائر غربية تعتمد على بث الأحقاد".

ودعت الجماعة إلى محاكمة من يقف وراء هذا الفيلم من المسيحيين المصريين بالخارج، كما أشادت بالموقف المشرف الذي أبداه "الأقباط الوطنيون في مصر الذين رفضوا هذا الافتراء"، وطالبت الكنيسة القبطية في مصر بوقفة جادة "لتعرية مثيري الفتنة".

ومن جانبها استبقت السفارة الأميركية الوقفة ببيان أدان ما أسماه "محاولة بعض الأفراد المضللين إيذاء المشاعر الدينية للمسلمين"، وأكد أن احترام المعتقدات الدينية هو حجر الزاوية للديمقراطية الأميركية، كما عبر عن الرفض الشديد لمن يسيئون استخدام الحق العالمي في حرية التعبير من أجل الإساءة للمعتقدات الدينية للآخرين.

وكانت مختلف الفعاليات المصرية وفي مقدمتها الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الكاثوليكية والإنجيلية والبروتستانتية أدانت في بيانات أصدرتها على مدى اليومين الأخيرين إنتاج الفيلم المسيء للرسول محمد.

المصدر : الجزيرة