فرنسا تدعو لحكومة انتقالية سورية

French Foreign Minister Laurent Fabius (R) speaks with Cheikh Hamad bin Jassem Al-Thani from Qatar (L) following a meeting of the "Friends of the Syrian People" with all his counterparts at the MFA Conference Center in Paris on July 6, 2012
undefined

دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت المعارضة السورية إلى تنظيم صفوفها وأن تشكل بسرعة حكومة مؤقتة ممثلة لتنوع المجتمع السوري، وقال إن هناك اتفاقا في هذا الشأن مع الجامعة العربية وقطر، وفي الوقت نفسه دعا الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف العنف في سوريا التي قال إن الأوضاع فيها تتدهور بشكل سريع.

وقال فابيوس في بيان إنه "أيا تكن مناوراته فإن نظام بشار الأسد قد حكم عليه شعبه نفسه الذي يبرهن عن شجاعة كبيرة، وحان الوقت للتحضير للمرحلة الانتقالية ولما بعدها"، وأعرب عن أمله بأن تشكل سريعا حكومة مؤقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري.

وأضاف أنه أجرى "عددا من الاتصالات ولا سيما مع الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) ورئيس وزراء قطر (الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني)"، وتابع "نحن جميعا متفقون على أن الوقت حان لأن تنظم المعارضة صفوفها من أجل تسلم السلطة في البلاد".

وأضاف الوزير الفرنسي أن بلاده تدعم بالكامل الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في هذا الاتجاه، ومستعدة لأي مبادرة -بما فيها استضافة باريس لاجتماع وزاري- بهدف تعزيز جهود الدول العربية في بناء سوريا الغد.

ويأتي بيان فابيوس بعدما احتدمت المعارك في دمشق، حيث سيطر المسلحون المعارضون لبشار الأسد على عدد من أحياء العاصمة، في تطور بارز رد عليه الجيش السوري بهجوم مضاد واسع النطاق، كما تأتي بعد أربعة أيام من عملية نوعية استهدفت بواسطة تفجير من الداخل أركان النظام الأمني في البلاد وحصدت خمسة من كبار المسؤولين الأمنيين في نظام الأسد.

وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن بلاده تستعد لتدخل عسكري محتمل في سوريا إذا سلمت الحكومة السورية صواريخ أو أسلحة كيميائية لحزب الله اللبناني، قالت الولايات المتحدة إنها تراقب عن كثب مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية وتتشاور بشكل مكثف مع جيران دمشق بهذا الشأن.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور "نعتقد أن مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية ما زال تحت سيطرة الحكومة السورية في ظل تصاعد حدة العنف في سوريا وهجمات النظام المتزايدة على شعبه، ما زلنا نشعر بقلق بالغ بشأن هذه الأسلحة".

‪بان أوفد مبعوثه لشؤون حفظ السلام لتقييم الوضع الميداني في سوريا‬ (الفرنسية-أرشيف)
‪بان أوفد مبعوثه لشؤون حفظ السلام لتقييم الوضع الميداني في سوريا‬ (الفرنسية-أرشيف)

تحرك دولي
في الوقت نفسه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف العنف في سوريا، وأكد أن النظام السوري أخفق في حماية المدنيين، وأعرب عن قلقه من ارتفاع عدد القتلى وعدد من اضطروا للفرار من منازلهم" مع استمرار الاشتباكات العنيفة.

وأعلن بان أثناء زيارة لكرواتيا في إطار جولة بدول البلقان أنه أرسل إلى سوريا مساعده لشؤون عمليات حفظ السلام الدبلوماسي الفرنسي هيرفيه لادسو وكبير المستشارين العسكريين في الأمم المتحدة الجنرال السنغالي بابكر غاي من أجل تقييم الوضع الميداني هناك.

وأعرب بان عن قلقه من "التدهور السريع" للأوضاع في سوريا وتفاقم معاناة السكان المدنيين في ظل احتدام المعارك في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك العاصمة"، كما أعرب عن قلقه من "ارتفاع عدد القتلى وعدد من اضطروا للفرار من منازلهم" مع استمرار الاشتباكات العنيفة التي قال نشطاء إنها تدور بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين في مدينة حلب خصوصا.

يأتي هذا بعد يوم واحد من إقرار مجلس الأمن تمديدا يبلغ 30 يوما لتفويض بعثة مراقبين عزل تمثل البعثة العسكرية الدولية الوحيدة على الأرض في سوريا، كما يأتي بعدما استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرار لفرض المزيد من العقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

ودعا بان مجلس الأمن الدولي إلى "مضاعفة الجهود للوصول إلى سبيل موحد للمضي قدما وممارسة مسؤوليته الجماعية"، وأضاف أن الحكومة السورية "فشلت بوضوح في حماية المدنيين، ولدى المجتمع الدولي مسؤولية جماعية للالتزام بميثاق الأمم المتحدة والتصرف وفقا لمبادئه".

المصدر : وكالات