دعم عربي للمعارضة السورية

نبيل العربي - أمين عام جامعة الدول العربية - مؤتمر صحفي يتناول أعمال اللجنة الوزارية العربية المنعقدة في الدوحة بشأن تطورات الأوضاع في سوريا
undefined
أكدت الجامعة العربية دعمها اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية، وطالبت روسيا بالتوقف عن المساعدة على قتل سوريين، بينما اعتبرت موسكو أن شكل النظام العالمي المقبل سيكون مرهوناً بكيفية تسوية الوضع في سوريا، التي تعقد منظمة التعاون الإسلامي مؤتمرا بشأنها الأحد المقبل، في وقت حذر فيه الفاتيكان من انتقال أزمتها إلى المنطقة. 

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن المعارضة السورية تمكنت -بفضل اجتماعات تركيا- من اختيار 16 شخصية تمثل كافة الأطياف السورية لعقد اجتماع في القاهرة مطلع الشهر المقبل. وتحدث العربي كذلك عن محاولات أخرى يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة كوفي أنان إضافة إلى مبادرته الحالية، مضيفا أن الدول الخمس الكبرى ستشارك في مجموعة الاتصال الخاصة بسوريا.

وبحث المشاركون في اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية الخميس بحضور العربي، المهمات الملقاة على عاتق اللجنة والمتعلقة بإعداد قائمة المشاركين وجدول الأعمال، ومشاريع الوثائق المختلفة التي ستعرض على مؤتمر المعارضة السورية المقرر عقده يوميْ الثاني والثالث من شهر يوليو/تموز المقبل بالقاهرة.

وذكر بيان صادر عن الجامعة العربية عقب الاجتماع أن العربي أكد حرص الجامعة العربية على دعم جهود اللجنة التحضيرية، وتوفير كل ما يلزم لإنجاز أعمالها في أسرع وقت، مشيرا إلى حجم المسؤولية التنظيمية والسياسية التي سيضطلعون بها تحضيرا لاجتماع القاهرة.

وأوضح البيان أن أعضاء اللجنة التحضيرية أبدوا انفتاحهم وحرصهم على التواصل مع جميع مكونات المعارضة السورية، داعين جميع أطراف المعارضة إلى الاتصال باللجنة التحضيرية للتعرف على آرائهم والتشاور معهم حول مختلف الترتيبات المتعلقة بانعقاد مؤتمر المعارضة في القاهرة.

وعلى الصعيد الدولي، أجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس مباحثات حول الوضع في سوريا مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وذلك على هامش قمة التنمية المستدامة في ريو دي جنيرو بالبرازيل التي تختتم غدا الجمعة.
 
وأعرب بان كي مون وكوفي أنان عن أملهما في مشاركة إيران في اجتماع دولي مخصص لبحث الأزمة السورية قد يعقد في جنيف في 30 يونيو/حزيران الجاري، لكن الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية تعارض اشتراك طهران في هذه المحادثات.

ألكسندر لوكاشيفيتش:
من الواضح تماماً أن الوضع السوري مرتبط بأسس النظام العالمي المستقبلي، وكيفية تسوية الوضع في سوريا وما إذا كانت ستتحقق بمراعاة أحكام القانون الدولي أو خلافا لها، ستحدد إلى حد كبير كيف سيكون هيكل نظام الأمن الدولي الجديد والوضع في العالم عموما

الموقف الروسي
وفيما يتعلق بالموقف الروسي، طالبت جامعة الدول العربية -على لسان أحمد بن حلي نائب الأمين العام- روسيا بالتوقف عن تسليم الأسلحة إلى النظام السوري وعن "المساعدة على قتل الناس". وصرح -في مقابلة مع وكالة إنترفاكس الروسية- بأن "كل مساعدة على العنف يجب أن تتوقف، لأنكم عندما ترسلون معدات عسكرية فأنتم تساعدون على قتل الناس، وهذا الأمر يجب أن يتوقف".

واعتبر بن حلي أن على مجلس الأمن الدولي "عاجلا أم آجلا" أن يلجأ -كما ترغب الولايات المتحدة وفرنسا خصوصا- إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على إجراءات تتدرج من عقوبات اقتصادية وصولا إلى استخدام القوة العسكرية في حال وجود تهديد للسلام.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن أي خطة سلام حول سوريا تتضمن فكرة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد  لحل الأزمة في سوريا "غير قابلة للتطبيق".

أما المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش فقال إنه "من الواضح تماماً أن الوضع السوري مرتبط بأسس النظام العالمي المستقبلي، وكيفية تسوية الوضع في سوريا وما إذا كانت ستتحقق بمراعاة أحكام القانون الدولي أو خلافا لها، ستحدد إلى حد كبير كيف سيكون هيكل نظام الأمن الدولي الجديد والوضع في العالم عموما".

وشدّد على أن "لا أحد يحق له فرض أي نماذج على السوريين لحل الأزمة من الخارج وإرغام الشعب على التعاطي مع القضايا وفق نماذج معينة"، مؤكداً "ضرورة استخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية من دون غيرها في ما يخص الوضع في سوريا، مع الالتزام بأحكام ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية بحذافيرها". وأكد "أن مجلس الأمن الدولي لن يمنح أبداً تفويضاً بالتدخل العسكري في سوريا".

إسلامي ومسيحي
في هذه الأثناء، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي أن اللجنة التنفيذية للمنظمة ستعقد يوم الأحد المقبل اجتماعا طارئا في جدة لمناقشة تطورات الوضع في سوريا. وأعرب الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو عن أسفه إزاء العجز الدولي تجاه الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا, مشددا على أن الحاجة باتت ماسة لتحرك جماعي لإيجاد صيغة حل تلبي طموحات الشعب السوري وتضع حدا لمعاناته.

من جانبه حذر بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر اليوم من انتقال النزاع في سوريا إلى المنطقة، ودعا المجتمع الدولي إلى ألاّ يألو جهداً لإخراج سوريا من دوامة العنف والأزمة، مؤكداً في الوقت ذاته زيارته المقبلة إلى لبنان في منتصف أيلول/سبتمبر.

وأضاف أطلق "نداء ملحّاً وصادراً من القلب، بأن يتم ضمان المساعدة الإنسانية الضرورية لسد الاحتياجات الملحة للسكان وللعديد من الأشخاص الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم ولجأ بعضهم إلى دول الجوار، فقيمة الحياة البشرية من أثمن الموارد التي يتعين حمايتها دائما".

المصدر : وكالات