المراقبون الدوليون

Members of a UN monitors team, tasked with monitoring the UN-backed ceasefire in Syria, arrive at a hotel in Damascus on April 18, 2012. UN observers have acknowledged that they face a tough task to firm up a ceasefire in Syria, as seven civilians were killed Tuesday in the latest violence on the sixth day of a tenuous truce. AFP PHOTO / LOUAI BESHARA
undefined

أنشأت الأمم المتحدة أول بعثة مراقبة لها في فلسطين يوم 29 مايو/أيار 1948 أي بعد أسبوعين من قيام دول إسرائيل على أنقاضها. وكلفتها بحفظ السلام بين الدول العربية المجاورة لفلسطين وإسرائيل بعد نشوب أول حرب بينهما إثر انتهاء الانتداب البريطاني وإعلان اليهود إنشاء دولتهم استنادا إلى قرار التقسيم لعام 1947. ولم يكن قد مضى على تأسيس المنظمة الدولية وقتها سوى أقل من ثلاثة أعوام.

ونص قرار مجلس الأمن رقم 50 على وقف القتال في فلسطين، وقرر أن الهدنة ينبغي أن تراقب من قبل وسيط للأمم المتحدة بمساعدة مجموعة من المراقبين العسكريين، لذا أرسل 50 مراقبا عسكريا إلى المنطقة. ووصل هؤلاء في يونيو/حزيران 1948 وعرفوا منذ ذلك الحين باسم هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (أونتسو).

وعقب توقيع سلسلة من اتفاقيات الهدنة تباعا بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر ولبنان وسوريا في جزيرة رودس بين عامي 1948 و1949, كلف المراقبون العسكريون بالإشراف على اتفاقيات الهدنة هذه بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن رقم 73 الذي صدر في شهر أغسطس/آب 1949.

وعقب حروب 1956 و1967 و1973، تغيرت مهام المراقبين في ضوء الظروف التي اختلفت، ولكنهم ظلوا يتصرفون في المنطقة كوسطاء بين الأطراف المتحاربة، ووسيلة يمكن احتواء الحوادث المنعزلة عن طريقها ومنع تحولها إلى صراعات رئيسية.

وتضم بعثة مراقبة الهدنة 149 مراقبا عسكريا و100 مراقب مدني بالإضافة إلى 132 موظفا محليا مدنيا، حسب أرقام أعدتها الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

القدس
وما زال مقر بعثة أونتسو قائما في مدينة القدس، ولها مكتبان تمثيليان في كل من دمشق وبيروت حيث يعمل رجالها الآن في لبنان ضمن القوة الأممية المؤقتة المعروفة بيونيفيل. وفي سوريا يواصلون العمل ضمن مجموعات قوة أممية لمراقبة فض الاشتباك بمرتفعات الجولان المعروفة باسم أندوف.

وتعتمد طبيعة المهمات التي تكلف بها البعثة على ما يصدر بشأنها من مجلس الأمن الدولي. وهو الجهة التي تحدد مهام بعثات المراقبة وعدد أفرادها. ويتولى الأمين العام للمنظمة الدولية الإشراف على عملها وتقديم تقارير بشأنها دوريا إلى مجلس الأمن.

قائد فنلندي
ويترأس بعثة مراقبة الهدنة حاليا اللواء الفنلندي جوها كيلبيا الذي خلف في المنصب العميد النرويجي روبرت مود المكلف حاليا بترؤس بعثة المراقبين المكلفين بمعاينة اتفاق وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة في سوريا.

وثمة وجود لمراقبين دوليين يفصلون بين القوات الهندية والباكستانية منذ عام 1948، وآخرين يفصلون بين القبارصة اليونانيين والأتراك منذ عام 1974، وبين المتمردين الماويين والحكومة منذ 2006.

بالمقابل هناك مراقبون دوليون يعملون في كوسوفو ضمن بعثة "يونيميك" (UNIMIK) التي تشكلت وفق قرار مجلس الأمن رقم 1244 لعام 1999. وقد أوكلت لهم مهمة "ضمان الظروف لحياة سلمية وطبيعية لكافة سكان كوسوفو، وضمان وتطوير الاستقرار الإقليمي بغرب البلقان"، لذا فقد ترأس البعثة ممثل للأمين العام للأمم المتحدة، وتشكلت بغالبيتها من موظفين مدنيين بينهم ثمانية عسكريين أجانب فقط.

المصدر : الجزيرة