17 قتيلا معظمهم في حمص وحلب

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 17 شخصا قتلوا اليوم برصاص الأمن معظمهم في حمص وحلب، وقد أفاد مراسل الجزيرة في مدينة حلب شمالي البلاد بمقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق الأمن النار على مظاهرة خرجت في حي الإذاعة بحلب لتشييع شاب قُتل أثناء مشاركته في مظاهرات يوم أمس الجمعة.

وأشارت الهيئة العامة للثورة إلى أن من بين قتلى اليوم طفلا في مدينة حلب ومصورا صحفيا بالإضافة إلى مساعد أول منشق قتل في جديدة عرطوز بإدلب برصاص سيارة تابعة للجيش السوري أثناء محاولته الانشقاق.

وأوضحت أن عدد القتلى في ريف دمشق بلغ ثلاثة من بينهم المصور الصحفي أحمد عبد الله فخرية أثناء قيامه بواجبه الصحفي في تصوير مقاطع الاقتحام وتحميلها ونشرها للقنوات وذلك صباح اليوم خلال اقتحام قوات الجيش والأمن السوري للمدينة. وأضافت أن تسعة أشخاص قتلوا في حمص، في حين قتل خمسة أشخاص في حلب بينهم فتاة.

وأفادت شبكة شام الإخبارية بأن مصورا تابعا لها يدعى سمير شلب الشام أبو محمد قتل خلال تغطية أحداث حيي القرابيص وجورة الشياح جراء القصف العنيف، وقد اُستهدف المصور بقذيفة هاون جانب المستشفى الوطني وقتل بعد نصف ساعة من نزيفه على الأرض لعدم قدرة أهالي الحي على سحبه بسبب إطلاق الرصاص بالرشاشات من دبابة متمركزة قرب مكان سقوطه.

من جهته قال مجلس قيادة الثورة في دمشق والهيئة العامة للثورة السورية إن حملة مداهمات عنيفة معززة بالسلاح وعشرات العناصر مجهزين بسيارات محملة برشاشات تجري حاليا في حي المسكية مقابل الجامع الأموي بدمشق القديمة وسط ذعر شديد بين الأهالي.

عمليات قتل متواصلة في سوريا رغم سريان وقف إطلاق النار (الجزيرة-أرشيف)
عمليات قتل متواصلة في سوريا رغم سريان وقف إطلاق النار (الجزيرة-أرشيف)

قتلى بحلب
وفي مدينة حلب أفاد مراسل الجزيرة في المدينة بمقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق قوات الأمن النار على مظاهرة خرجت في حي الإذاعة بالمدينة لتشييع شاب قُتل أثناء مشاركته في مظاهرات يوم أمس. 

من جهتها تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل خمسة أشخاص بينهم فتاة وأكثر من 70 جريحا في حي الإذاعة، حالات معظمهم خطيرة، مشيرة إلى أن الأمن والشبيحة يحاصرون مستشفيات عدة ويبحثون عن الجرحى.

وأوضحت الهيئة أن قوات الأمن والشبيحة أطلقت الرصاص على آلاف المواطنين الذين كانوا يحتشدون في جامع الرشيد بحي الإذاعة لتشييع جنازة الشاب عبد الواحد هنداوي الذي قتل أثناء مشاركته في مظاهرات أمس الجمعة.

وأضافت أن المشيعين انسحبوا بعد ذلك إلى خيمة العزاء حيث أقام قرابة خمسة آلاف شخص اعتصاما، وتمت محاصرة المنطقة بالأمن والشبيحة الذين منعوا المعتصمين من الدخول والخروج من المنطقة ومنع إسعاف المصابين نتيجة إطلاق الرصاص. 

وقد أعقب ذلك هجوم قوات الأمن والشبيحة وإطلاق نار عشوائي بشكل كثيف على المعتصمين مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم فتاة وسقوط أكثر من 70 جريحا، حالة 30 منهم خطيرة بإصابات في الرأس والصدر.

وأشارت إلى أن قوات الأمن والشبيحة قامت بعد تخريب خيمة العزاء بمداهمة بيوت الحي بشكل عشوائي بحثاً عن الجرحى والمعتصمين واعتقال العشرات بشكل عشوائي.

في المقابل، قال التلفزيون السوري إن مجموعة إرهابية مسلحة انتشرت في حي الإذاعة بمدينة حلب وأطلقت النار عشوائيا.

قصف حمص
في هذه الأثناء قال ناشطون سوريون إن القوات السورية تقصف وسط مدينة حمص منذ الليلة الماضية وحتى عصر اليوم وهي أول عملية قصف منذ بدء سريان وقف إطلاق النار الخميس.

الشبكة أبدت استعدادها للتعاون مع الجهات الدولية للتحقق من مجزرة حمص (أرشيف)
الشبكة أبدت استعدادها للتعاون مع الجهات الدولية للتحقق من مجزرة حمص (أرشيف)

فقد قال الناشط كرم أبو ربيع من حمص لرويترز إن قصفا وقع الليلة الماضية بالقطاع القديم من المدينة في جورة الشياح والقرابيص، وأضاف "سمعت صوت سقوط ثماني قذائف خلال الساعة الفائتة"، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن القصف أدى لإصابة عدة أشخاص خلال الليل.

كما تعرض حي البياضة للقصف إضافة إلى مناطق جوبر والسلطانية وكفرعايا، حيث ذكرت الهيئة العامة للثورة أن عددا كبيرا من الجرحى سقطوا في قصف كثيف وعشوائي بالهاون والمدفعية الثقيلة على تلك المناطق.

أما الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد كشفت عن ما قالت إنها مجزرة ارتكبتها قوات الجيش والأمن السوري بحي دير بعلبة في حمص.

وقالت الشبكة السورية -ومقرها لندن- إن عدد ضحايا هذه "المذبحة" بلغ 172 شخصا، بالإضافة إلى قرابة 90 شخصا آخرين بينهم أطفال ونساء في عداد المفقودين. وأوضحت أن أهالي الضحايا ما زالوا يعثرون على بعض الجثث في طرقات الحي.

وأضافت الشبكة أن هذه القوات "مارست فظائع تعتبر عدوانا على الذات البشرية ويندى لها جبين الإنسانية حيث تجاوز الإجرام حدود الممكن والمعقول، فمن عمليات ذبح بالسكاكين إلى عمليات سحل للشباب بالدبابات إلى عمليات اغتصاب للنساء ومن ثم قتلهم".

وللتأكيد على مصداقية تقريرها، قالت الشبكة إن أصحاب هذه الشهادات مستعدون للإدلاء بشهاداتهم أمام المحاكم الدولية.

المصدر : الجزيرة + وكالات