مناقشات أممية شاقة بشأن سوريا

Members of the United Nations Security Council vote to extends its political mission in Libya with a mandate to promote democracy during a meeting on Libya and the Middle East situation March 12, 2012. AFP PHOTO/ TIMOTHY A. CLARY
undefined

أفاد دبلوماسيون أن أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر بدؤوا مناقشات صعبة حول مشروع بيان رئاسي قدمته فرنسا يدعم مبادرة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان، في حين اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القيادة السورية بارتكاب "أخطاء كثيرة جدا" فاقمت الأزمة في البلاد.

 ففي نيويورك أفاد دبلوماسيون أن أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر دخلوا في مناقشات صعبة حول مشروع البيان، خصوصا بعد أن أبدت روسيا تحفظات على النص الفرنسي.

وكان أعضاء مجلس الأمن قد اجتمعوا قبل ظهر الثلاثاء على مستوى الخبراء وناقشوا مدة أربع ساعات مشروع البيان الفرنسي قبل أن يحيلوه إلى السفراء بعد الظهر.

وردا على الصحفيين لدى دخوله إلى قاعة مجلس الأمن، قال السفير الفرنسي جيرار أرو "لا تزال هناك مشاكل سياسية أساسية قيد النقاش وسنرى هل بإمكاننا حلها". من جهته أشار نظيره الهندي هارديب سينغ بوري إلى "خلافات في المقاربة علينا تذليلها" من دون أن يدخل في التفاصيل.

وتطالب مسودة "البيان الرئاسي" الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية بـ"العمل بحسن نية" مع أنان وبـ"التطبيق التام والفوري" لخطة تسوية من ست نقاط طرحها أنان أثناء محادثاته في دمشق. ويتناول النص النقاط الست بالتفصيل ومنها إنهاء أعمال العنف والالتزام التدريجي بوقف إطلاق النار وتقديم مساعدة إنسانية وإطلاق حوار سياسي.

أنان والعربي أثناء لقائهما في جنيف (الفرنسية)
أنان والعربي أثناء لقائهما في جنيف (الفرنسية)

تعيين ولقاء
في نيويورك أيضا أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء تعيين الفرنسي جان ماري غيهينو مساعدا لكوفي أنان.
وجاء في بيان صادر عن الأمم المتحدة أن "جان ماري غيهينو عين مساعدا لموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا".

وغيهينو هو المساعد الثاني لأنان بعد وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة.

وفي جنيف التقى أنان والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي حيث وجها نداء إلى وحدة الموقف بشأن سوريا. 

وقالت المسؤولة الإعلامية للأمم المتحدة في جنيف كورين مومال فانيان "إن الرجلين بحثا الأزمة في سوريا والجهود الدولية المبذولة لمعالجتها". وأضافت "أن الرجلين شددا على أهمية توجيه رسالة موحدة من جانب الأسرة الدولية".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعلن الثلاثاء أن الوضع في سوريا "لم يعد محتملا ولا مقبولا".

انتقادات روسية
في هذه الأثناء قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء إن القيادة السورية ارتكبت "أخطاء كثيرة جدا" فاقمت الأزمة في البلاد.

وكانت تصريحات لافروف من أشد الانتقادات الروسية لحكومة سوريا خلال الصراع الدائر منذ نحو عام، لكنه جدد التأكيد على أنه ينبغي ألا يكون تنحي الأسد شرطا مسبقا لحل الأزمة.

وقال لافروف لإذاعة كومرسانت الروسية "نعتقد أن القيادة السورية ردت بشكل خاطئ على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وترتكب أخطاء كثيرة جدا". وأضاف أن "مسألة من سيقود سوريا في فترة انتقالية لا يمكن تقريرها إلا من خلال حوار يشمل الحكومة والمعارضة، ومطالبة الأسد بالتنحي كشرط لمثل هذا الحوار غير واقعية". 

لافروف قال إن القيادة السورية ارتكبت أخطاء كثيرة فاقمت الأزمة (الفرنسية-أرشيف)
لافروف قال إن القيادة السورية ارتكبت أخطاء كثيرة فاقمت الأزمة (الفرنسية-أرشيف)

من جهة ثانية قال لافروف إن بلاده ستصوت ضد أي قرار جديد في الأمم المتحدة بشأن سوريا يتضمن "إنذارات أخيرة" حتى لو جاء ذلك بتوصية من كوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.  

وقال لافروف في مؤتمر صحفي أوردت تفاصيله وكالة إنترفاكس الروسية  للأنباء "لن توافق روسيا على أي إعلان أو قرار لمجلس الأمن الدولي في حال تضمن إنذارات أخيرة". 

 وأعاد وزير خارجية روسيا التأكيد على معارضة بلاده لأي إشارة بالضغط العسكري على النظام السوري، بعدما قالت قوى عالمية الاثنين إن الدعوات الروسية لسوريا إلى السماح بدخول مساعدات إنسانية أظهرت حدوث تغيير في سياسات موسكو إزاء المسألة السورية. 

أصدقاء سوريا
على صعيد متصل أعلنت وزارة الخارجية التركية الثلاثاء في أنقرة أن مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" تعتزم الاجتماع في إسطنبول في الأول من أبريل/نيسان المقبل لإجراء محاولة جديدة لإنهاء العنف في سوريا.

يذكر أن المجموعة المكونة من أكثر من 60 دولة ومنظمة دولية أعلنت خلال اجتماعها في 24 فبراير/شباط الماضي في تونس عزمها زيادة الضغط على النظام السوري، إلا أن أعمال العنف لم تتوقف في سوريا حتى الآن. ولم تشارك موسكو وبكين في هذا المؤتمر.

وكانت تركيا قد أعلنت مؤخرا أنها تبحث إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين السوريين، إلا أنه لم يتضح بعد هل ستقام هذه المنطقة على الجانب التركي أم السوري من الحدود.

المصدر : الجزيرة + وكالات