تركيا مع احتضان اجتماع ثان حول سوريا

Turkey's Foreign Minister Ahmet Davutoglu delivers a speech at an international conference on conflict mediation in Istanbul on February 25, 2012. AFP PHOTO / MUSTAFA OZER
undefined

 عرض وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في إسطنبول اليوم السبت أن تستضيف بلاده الاجتماع الثاني لمجموعة أصدقاء سوريا.

ولم يقدم داود أوغلو مزيدا من التفاصيل عن هذا الاجتماع الذي يتعين الاتفاق على تفاصيله مع المشاركين فيه، لكنه شدد على أنه سوف يكون فرصة جيدة للبناء على النجاح الذي حققه –بحسب قوله- الاجتماع الأول الذي عقد في تونس الجمعة الماضية. 

وفي هذا الإطار أكد أوغلو أنه "إذا تمكنا من أن نطبق بعضا من القرارات التي اتخذت (في الاجتماع  الأول)، فإن ذلك سيكون بمثابة بداية"، مضيفا أن اللقاء الذي يرتقب عقده في إسطنبول الشهر المقبل سوف يزيد الضغط على الحكومة السورية لحملها على وقف العنف ضد شعبها.

وقد قوبل العرض التركي بالترحيب من جانب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز الناصر الذي كان يتحدث في مؤتمر إسطنبول بشأن الوساطة.

وقال الناصر "تركيا أخذت على عاتقها القيام بدور مهم وإنها تقوم بدور مهم في شأن الوساطة".

عنان عين مبعوثا خاصا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا
عنان عين مبعوثا خاصا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا
مبعوث خاص
كما رحب الناصر أيضا بتعيين الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مبعوثا خاصا مشتركا للأمم المتحدة و جامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية، مؤكدا أن "خبرة عنان المشهود له بها ومصداقيته وشبكته الكبيرة من العلاقات توفر لهذه المهمة الهامة إمكانية كبيرة للنجاح".
 
يذكر أن مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد بتونس خلف أجواء من الارتياح لدى المسؤولين الصينيين، لكن روسيا دافعت عن الفيتو المزدوج ضد قرار من مجلس الأمن الذي يدين نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال التلفزيون السوري إن سوريا ترفض كل البيانات التي خرج بها ما سماه "اجتماع أعداء سوريا" وإنها تندد بالدعوات إلى تمويل "الجماعات المسلحة"، وهو أمر من شأنه بحسب ذات المصدر أن "يؤدي إلى دعم الإرهاب".

أما وكالة أنباء الصين الجديدة فأعربت عن ارتياحها لأن المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من ستين بلدا ولم تحضره الصين "رفض تدخلا أجنبيا" في سوريا.

وقالت الوكالة إن "أكثرية البلدان العربية بدأت تدرك أن الولايات المتحدة وأوروبا تخفي خنجرا وراء ابتسامة.. وبينما يبدو أنها تتحرك لدوافع إنسانية يتبين أن لديها في الواقع طموحات مخفية من أجل بسط هيمنتها".

أما في موسكو فقد قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده لا تنوي أن تكون "الرجل الذي يقول نعم دائما للولايات المتحدة". وأضاف -بعد اجتماع مع محللين أمنيين روس- "أعتقد أن موقفنا بشأن المسألة السورية في مجلس الأمن يظهر أننا لا ننوي السير في ركاب أحد".
على صعيد آخر، اعتبر البيت الأبيض أنه "ليس من الحكمة" تسليح المعارضة السورية حاليا رغم تصاعد الدعوات إلى ذلك.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غوش أرنست إن "تصعيد النزعة العسكرية في سوريا في الوقت الحالي لا يعد هو السياسة التي نعتقد أنها حكيمة كي نتبعها حاليا".

الأسد متمسك بإجراء الاستفتاء رغم تصاعد المظاهرات المطالبة بتنحيه (رويترز)
الأسد متمسك بإجراء الاستفتاء رغم تصاعد المظاهرات المطالبة بتنحيه (رويترز)

استفتاء غد
على صعيد آخر, تصر السلطات السورية رغم تصاعد حدة العنف بمدن سورية عدة على طرح مشروع الدستور الجديد للاستفتاء العام غدا الأحد, وذلك رغم صعوبة وصول ملايين السوريين إلى صناديق الاقتراع نتيجة سوء الأوضاع الأمنية.

وقد تساءل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن إمكانية تنظيم هذا الاستفتاء تحت القصف، مؤكدا أن "على النظام السوري أن يقبل الخطة العربية التي تدعو إلى تنحي الرئيس بشار الأسد".

أما عضو لجنة صياغة مشروع الدستور التي شكلها الرئيس بشار الأسد سام دلة فقال إن نقاشات عميقة دارت أثناء عمل اللجنة بشأن المادة الثامنة التي تخول حزب البعث الحاكم "قيادة الدولة والمجتمع".

وذكر المعارض السياسي لؤي حسين المقيم بالداخل السوري أن "السلطات ستعيد نفس الأخطاء التي ارتكبتها في الانتخابات البلدية والمحلية قبل مدة، أثناء الاستفتاء على مشروع الدستور"، معتبرا أنه "لا شيء يؤكد صدقية السلطات إضافة إلى الصعوبات الأمنية التي لن تمكن الملايين من السوريين من الوصول إلى صناديق الاقتراع".

من جهتها رفضت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة المشاركة في الاستفتاء، حيث قال منسقها حسن عبد العظيم "لن نشارك في الاستفتاء ولا في الانتخابات البرلمانية القادمة، لأن الأولوية لوقف العنف والقتل، وإطلاق المعتقلين، والاهتمام بالمشردين من ديارهم".

المصدر : وكالات