المصريون يتجاهلون دعوة الإضراب

قال تجار وشهود عيان بالقاهرة ومدن مصرية أخرى إن دعوة الإضراب العام، التي وجهها نشطاء يطالبون بالإنهاء الفوري لإدارة المجلس العسكري لشؤون البلاد، لم تلق استجابة صباح اليوم السبت، وإن المرافق الخاصة والحكومية تدير عملها بانتظام.

وكانت مجموعة من الائتلافات الشبابية والاتحادات الطلابية لعدد من الجامعات والمدارس الحكومية والخاصة قد دعت إلى إضراب عام يبدأ من اليوم، كونه الذكرى الأولى لتولي المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد بعد تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك تحت ضغط ثورة شعبية اندلعت بالخامس والعشرين من يناير/ الثاني العام الماضي.

وقال تجار في وسط القاهرة إن ضعف النشاط التجاري بسبب تراجع الاقتصاد في أعقاب الثورة يجعل الاستجابة لدعوة الإضراب مستحيلة، كما أوضح شهود لرويترز أن المكاتب والمؤسسات والشركات الحكومية فتحت أبوابها كالمعتاد.

وأفاد الشهود بأن المترو الذي ينقل مئات الآلاف من الركاب يوميا في القاهرة يعمل بصورة طبيعية، وأن العربات مليئة بالركاب.

وفي مدينة المحلة الكبرى، في دلتا النيل، قال القيادي العمالي بشركة مصر للغزل والنسيج محمد العطار إن العمل منتظم بالشركة التي يعمل فيها أكثر من عشرين ألفا، وأضاف "هذا اليوم هو يوم سقوط الطاغية وعلينا جميعا أن نحتفل في هذا اليوم بالعمل الزائد".

طلاب يحملون نعشا وهميا لإحياء ذكري زملائهم الذين قتلوا خلال الثورة (الفرنسية)
طلاب يحملون نعشا وهميا لإحياء ذكري زملائهم الذين قتلوا خلال الثورة (الفرنسية)

داعمون ورافضون
بدوره قال مراسل الجزيرة بالقاهرة إنه من الصعوبة رصد مدى الاستجابة الشعبية لدعوات الإضراب، مؤكدا في الوقت عينه أن جامعة القاهرة شهدت مظاهرة شارك فيها نحو ألفي طالب جابوا أنحاء الجامعة وأدوا صلاة الغائب على أرواح شهداء الثورة.

في حين عارضت الإضراب عدة قوى سياسية الدعوة وأبرزها حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الوفد الجديد، وحزب النور السلفي، وحزب الوسط، وقد اعتبرها الأزهر والكنيسة الأرثوذكسية والطائفة الإنجيلية غير شرعية، ورفضها عدد من الجهات الحكومية كهيئة قناة السويس وهيئة سكك حديد مصر واتحاد الصناعات، والموانئ، والغرف التجارية، والبورصة، والبنوك.

وأفادت بعض هذه الجهات أن أغلب العمال والموظفين طالبوا بالعمل ساعات إضافية، وفق ما أعلنت الفضائية المصرية الرسمية، بينما نشرت صحيفة الأهرام في صدر صفحتها الأولى أن "الشعب يرفض العصيان المدني".

يأتي ذلك بعد يوم واحد من مسيرات، نظمها عدد من الحركات الشبابية المؤيدة للإضراب والعصيان المدني، إلى مقر وزارة الدفاع في العباسية منددين بكيفية إدارة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية.

في غضون ذلك قال نقيب الصحفيين المصريين ممدوح الولي، إن الإضراب لن يلاقي استجابة في أوساط المصريين، لاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية وذلك ما يساعد في أن يكون الفشل مصيره.

وأضاف الولي (وهو نائب تحرير صحيفة الأهرام) أن ثمانية ملايين مصري يقتاتون بشكل يومي ومن الصعب عليهم التخلي عن أعمالهم، وطالب النقيب بالتعويل على البرلمان في حل الأزمات، والعودة إلى العمل، وأن يكون الاحتجاج عن طريق المظاهرات المعتادة.


undefinedتحذير العسكري
وكان المجلس العسكري قد استبق الدعوة أمس الجمعة عندما حذر مما وصفه بمؤامرات تستهدف ضرب الثورة واسقاط الدولة، إضافة إلى بث الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب.


وألمح العسكري، في بيان أصدره عشية الذكرى الأولى للإطاحة بالرئيس حسني مبارك، إلى أن مصر تمر بمنعطف هو الأخطر في طريق مسيرتها نحو الحرية والحكم الديمقراطي الرشيد.

وأكد أنه سيفي بتعهداته التي قطعها للشعب ملمحا إلى وجود مخططات تهدف إلى ضرب الثورة والوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة، وكذلك مؤامرات تستهدف تقويض مؤسسات الدولة وإسقاط الدولة نفسها لتسود الفوضى ويعم الخراب.

وأبدى المجلس حرصه على تسليم السلطة بعد انتخاب رئيس للجمهورية ليعود بعدها لمهمته الرئيسية وهي الدفاع عن الوطن.

المصدر : الجزيرة + وكالات