سامراء والموصل تتظاهران ضد المالكي

بدأت مدينتا سامراء والموصل اعتصاما مفتوحا تأييدا لمطالب المتظاهرين في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار في يومهم التاسع من الاحتجاجات على سياسة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يرون أنها تقوم على إقصاء وتهميش أهل السنة. يأتي هذا في ظل أنباء عن بدء المعتقلين في عدد من السجون العراقية إضرابا مفتوحا عن الطعام تضامنا مع مطالب المعتصمين.

وقد أفاد مراسل الجزيرة بأن المعتصمين في الرمادي منعوا نائب رئيس الوزراء العراقي القيادي في قائمة العراقية صالح المطلك من دخول منطقة الاعتصام ورشقوه بالحجارة.

وأضاف أنهم طاردوا موكب المطلك، فرد أفراد حمايته بإطلاق النار ما أدى إلى إصابة ثلاثة من المعتصمين بجروح.

ويرى المعتصمون أن موقف المطلك الذي يوصف بالمتقارب مع المالكي أحد أسباب ردة الفعل الشديدة هذه.

يأتي ذلك في وقت أيدت فيه حركة تجديد العراقية مطالب المعتصمين في مناطق مختلفة من البلادن ودعت الحركة في بيان إلى إسقاط حكومة المالكي.

وطالب البيان بإزالة ما وصفه بالمظالم والمفاسد وملاحقة المتورطين فيها، كما طالبت الحركة بالتأسيس لحكم رشيد في البلاد.

المعتصمون يرون أن مواقف المطلك متقاربة مع مواقف المالكي (الجزيرة)
المعتصمون يرون أن مواقف المطلك متقاربة مع مواقف المالكي (الجزيرة)

سياسة التمييز
يشار إلى أن معتصمي الرمادي يطالبون بإطلاق السجينات والسجناء من المعتقلات، وإنهاء سياسة التمييز التي تستهدف أهل السنة بشكل كبير، على حد وصفهم.

ويأتي تجمعهم الذي يقطع الطريق الرابط بين العراق وسوريا والأردن والسعودية في سياق تحركات احتجاجية بدأت قبل أيام ضد حكومة المالكي عقب اعتقال أفراد من حماية وزير المالية رافع العيساوي القيادي في ائتلاف القائمة العراقية الذي يتزعمه إياد علاوي.

وإثر الحادث اتهمت القائمة العراقية المالكي باستهداف السنة، فيما وصف العيساوي القوة الحكومية التي دهمت مقر الوزارة بقوة مليشياوية.

وصعّد المتظاهرون سقف مطالبهم تدريجيا على مدى الأيام السبعة الماضية، وقاموا خلالها بقطع الطريق الدولي، مطالبين بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب وإطلاق "الأبرياء من السجون".

إضراب بالسجون
في سياق متصل، قالت لجنة تنسيقيات السجون العراقية إن معتقلين سيبدؤون إضرابا مفتوحا عن الطعام في عدد من السجون.

وقال معتقل في سجن التاجي شمال بغداد إن المعتقلين بدؤوا إضرابا عاما تضامنا مع المعتصمين في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين.

وكانت عضو مجلس النواب العراقي عن ائتلاف دولة القانون جنان الفتلاوي قد صرحت في وقت سابق بأنها لا تستبعد وجود تجاوزات في السجون, لكنها أكدت أن كل من يرتكب هذه التجاوزات سيحاسب على ذلك.

كما أبدى مدير المركز الوطني للعدالة محمد الشيخلي استغرابه لعدم معرفة المالكي, حسب قوله, ما يجري في السجون العراقية من انتهاكات لحقوق الإنسان وصفها بالخطيرة، مؤكدا أن هذه الانتهاكات رصدتها منظمات دولية.

يشار إلى أنه يوم الجمعة الماضي، دعا المالكي المحتجين في الأنبار إلى الحوار والابتعاد عن "قطع الطرق والجعجعة بالحرب وتقسيم العراق" للتعبير عن مطالبهم.

وقال المالكي في كلمة بمناسبة الذكرى الأولى لمغادرة آخر جندي أميركي العراق "الأمم المتطلعة نحو السلام لا بد أن تعتمد على صيغ حضارية في التعبير وليس من المقبول أن نعبر عنه بقطع الطرق وإثارة الفتن والطائفية والاقتتال والجعجعة بالحرب وتقسيم العراق".

المصدر : الجزيرة + وكالات