المبعوث الأممي باليمن تمهيدا للحوار

United Nations envoy to Yemen, Jamal bin Omar (C), arrives at a meeting in Sanaa on April 19, 2012 during his visit to the Yemeni capital to show support to President Abrabuh Mansur Hadi during the challenging period of the transfer of power in Yemen since the departure of long-time president Ali Abdullah Saleh in February. Hadi has faced dual challenges since taking office two months ago; his predecessor's continued grip on the levers of power and spiralling al-Qaeda-linked violence. AFP PHOTO / MOHAMMED HUWAIS
undefined
وصل إلى العاصمة صنعاء اليوم الاثنين مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر لاستكمال اللقاءات مع الأطراف السياسية المختلفة بهدف إنجاح الحوار الوطني المتوقع أن ينطلق في اليمن قبل نهاية العام.

وأكد بن عمر استمرار عقد اللقاءات مع قيادات الحراك الجنوبي والفعاليات الجنوبية المختلفة بهدف الدفع بالعملية السياسية وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني وإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية.

وأشار إلى أن لقاءاته في القاهرة على مدار اليومين الماضيين بعدد من قيادات الحراك الجنوبي والفعاليات الجنوبية ركزت على مناقشة وتقييم الوضع السياسي في اليمن وقضية الحوار الوطني والقضية الجنوبية وعدد من القضايا المتصلة بذلك.

وحول موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، قال "إن اللجنة الفنية للحوار بصدد إنهاء تقريرها النهائي حول ما قامت به لترتيبات انعقاد المؤتمر والوثيقة المتعلقة بضوابط المؤتمر بمساعدة الخبراء من الأمم المتحدة، ونتمنى إنهاء عملها في أقرب وقت".

كان بن عمر صرح أمس بأنه سيحرص على تضمين أهم الأفكار المطروحة في الساحة السياسية اليمنية في تقريره الذي سيعرضه على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وسيقدم لمجلس الأمن لمناقشته في جلسته التي ستعقد حول اليمن يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

جمال بن عمر:
 اللجنة الفنية للحوار بصدد إنهاء تقريرها النهائي بشأن ما قامت به لترتيبات انعقاد المؤتمر والوثيقة المتعلقة بضوابط المؤتمر بمساعدة الخبراء من الأمم المتحدة، ونتمنى إنهاء عملها في أقرب وقت

مشاركة
وكان بن عمر قد أكد حرصه على التوصل لصيغة لمشاركة الحراك الجنوبي بالحوار الوطني المقرر أن ينطلق قبل نهاية العام، وصرح أول أمس على هامش لقاءاته بقيادات المعارضة الجنوبية في القاهرة هناك بأن "عددا كبيرا من القيادات عبروا منذ البداية عن موافقتهم على الدخول في الحوار الوطني بشكل مبدئي، والنقاش الذي يدور حالياً هو على التفاصيل المتعلقة بكيفية تنظيم الحوار وإجراءات إعادة بناء الثقة".

وأكد بن عمر "ضرورة تجاوز التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية بتعاون كافة الأطراف السياسية وضرورة مشاركة كافة الأطراف السياسية في اليمن في الحوار الوطني دون شروط مسبقة"، مشددا على أن المجتمع الدولي سيساند أي حلول يتم الاتفاق عليها.

وقال أيضا "إن لقاء القاهرة مع القيادات الجنوبية يأتي في إطار المشاورات التي نقوم بها مع جميع الأطراف في اليمن من الشمال إلى الجنوب، واستكمالا للقاءات التي أجريناها مع عدد من قيادات الحراك الجنوبي في عدن".

ووصف المبعوث الأممي اللقاء بأنه بناء وجاد وصريح، لافتا إلى سعيه إلى إيجاد صيغة من أجل مشاركة الحراك الجنوبي في الحوار الوطني، ومعالجة القضية الجنوبية بشكل جدي وعادل، وهو محل إجماع.
 
وغاب عن الاجتماع علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني السابق، في حين حضره الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد، والرئيس الأول لحكومة الوحدة حيدر أبو بكر العطاس.

وثيقة الحراك الجنوبي تتضمن الاعتراف الصريح بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره وعدم التعرض للحراك الجنوبي السلمي والإعلان عن اعتبار من سقطوا في ساحات النضال السلمي في الجنوب شهداء

وثيقة الحراك
ووفق مشاركين باللقاء، تقدم قياديو الخارج بالحراك الجنوبي -الذي يطالب بالانفصال عن الشمال أو بحكم ذاتي ضمن نظام فدرالي بالنسبة لبعض فصائله- بوثيقة تمثل "إجراءات الحد الأدنى" المطلوب إقرارها كي يشارك الحراك الجنوبي بكافة مكوناته بالحوار الوطني.

وتضمنت الوثيقة مطالب عدة منها "الاعتراف الصريح بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره، وعدم التعرض للحراك الجنوبي السلمي" و"الإعلان عن اعتبار من سقطوا في ساحات النضال السلمي في الجنوب شهداء يتم تعويض أسرهم" و"الإفراج عن ما تبقى من المعتقلين".

كما تضمنت القبول بمبدأ "الحوار الجنوبي الشمالي" بالمناصفة بين الطرفين واعتبار "القضية الجنوبية قضية سيادية تتعلق بقضية الوحدة المعلنة بين دولتي الشمال والجنوب". وطالبت الشخصيات بعقد جلسات الحوار بشأن القضية الجنوبية خارج اليمن برعاية مجلس التعاون الخليجي أو الجامعة العربية أو الأمم المتحدة.

ويفترض أن يقود الرئيس هادي حوارا وطنيا بموجب اتفاق انتقال السلطة لتعديل دستور البلاد، وحل القضايا الشائكة الرئيسية من القضية الجنوبية والتمرد الحوثي في الشمال.

وكان جنوب اليمن مستقلا حتى العام 1990 حين تم توقيع اتفاق وحدة طوعي مع الشمال، تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كانت دولة الجنوب تدور في فلكه. وفي 1994، قمع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح محاولة لانفصال الجنوب من جديد.

المصدر : وكالات