إخوان الأردن: نتعرض لحملة أمنية مغرضة

احتجاجا على حرق مقر للإخوان المسلمين - اشتباكات وتوتر باعتصام بالأردن - محمد النجار – عمان

قوات الدرك تطوق اعتصاما احتجاجيا على حرق مقر للإخوان المسلمين (الجزيرة نت-أرشيف)

محمد النجار-عمان

اتهمت جماعة الإخوان المسلمين الأردنية الجهات الأمنية بقيادة ما وصفتها "حملة مغرضة" ضدها، وحذرت من أن يتسبب الواقع "الذي يضج بالفساد" في تفجير الأوضاع، في حين نددت أحزاب المعارضة بما عدتها حملة ضد الحراك السلمي في البلاد.

واستغربت الجماعة في بيان أصدرته أمس الثلاثاء ما وصفته بـ"شن بعض وسائل الإعلام حملة مغرضة ضد الحركة الإسلامية، وبتوجيه أمني واضح".

وقال البيان إن هذه الحملة "تحاول تشويه صورة الحركة الإسلامية والانتقام للسياسة والإدارة الفاشلة والمتخلفة في التعامل مع الحراك الشعبي، وبصورة تمثل كل أشكال المبالغة الخيالية، والبعد عن أدنى درجات العلمية أو المنطق أو الموضوعية، وتعيد إنتاج مفاهيم وأساليب وتعبيرات ما قبل الربيع العربي، سواء في الأردن أو في المنطقة العربية".


undefinedاحترام مكونات الشعب

وتساءل الإخوان "هل يعقل أن يوجد في إدارة الدولة من لا يزال يعيش في هذه البيئة الذهنية والنفسية والتصورات السياسية؟ وأي مستقبل ينتظر الأردن وشعبه؟ وما قدر أو درجة احترام هذا الشعب لدى هذه الأجهزة وأبواقها عندما تخاطبه بهذا الاستخفاف والتضليل؟ وكلها تعبيرات عن محاولات بائسة لإرجاع عجلة الحياة إلى الخلف أو إيقاف سنن التغيير والتطور والإصلاح".

وانتقد البيان مجلس النواب الذي أصدر الاثنين بيانا أدان فيه ما وصفها "المليشيات المسلحة" للإخوان، وحديثه عن غياب العلم الأردني في مسيرة الجمعة الماضية على حساب رفع الرايات الخضراء، في حين أظهرت صور وشهادات صحفيين رفع المسيرة علما أردنيا طوله عشرات الأمتار.

وأكد البيان على احترام الإخوان "لمكونات الشعب الأردني وفي مقدمتها عشائرنا الكريمة، فالحركة أصلاً تجمُّع منظم من كل هذه العشائر من مختلف المنابت والأصول والمناطق والجهات والأفخاذ والبطون، وليست إلا امتدادا تكوينيا عضويا لهذا المجتمع، الذي هو محل اعتزازها وفخرها".

وأكدت على التزام "كل أبنائها والمنتمين إليها بمنهجها السلمي في الإصلاح، وبتمسكهم جميعا بمطالب هذا الإصلاح دون مساومة أو مقامرة"، وطالبت الحكومة بالقيام بمهام الولاية العامة وحماية أبناء الشعب وحقهم في التعبير والحراك السلمي "ووضع حد لمراكز النفوذ والتسلط".

بيان المعارضة
من جهتها عبرت أحزاب المعارضة الأردنية (6 أحزاب) في بيان لها أمس عن قلقها "مما يشهده الوطن من حملة منظمة تستهدف وقف الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح".

واتهمت في بيانها الأسبوعي ما وصفتها بـ"قوى الشد العكسي" بالتحريض على الأحزاب السياسية والقوى المجتمعية المطالبة بالإصلاح، و"اتهام نواياها والتشكيك في مواقفها، بدعوى الحرص على النظام والأمن الوطني مستخدمة وسائل خطيرة، بعد أن فشلت وسائلها السابقة باستخدام فزاعة المنابت والأصول والوطن البديل، حيث حاولت أن تفتعل صراعا بين الحراك الشعبي والعشائر الأردنية، المنخرطة في مشروع الإصلاح وجزء أصيل منه".

الأردن يشهد توترا خفيا بين جهاز المخابرات والإخوان المسلمين (الجزيرة نت-أرشيف)
الأردن يشهد توترا خفيا بين جهاز المخابرات والإخوان المسلمين (الجزيرة نت-أرشيف)

وشددت الأحزاب على استمرارها في الحراك المطالب بالإصلاح حتى تحقيق أهدافه بالطرق السلمية.

من جهة ثانية تجاهلت أوساط رسمية دعوات أطلقها تجمع يسمي نفسه "تجمع الولاء للوطن والقائد" للاعتصام أمام مقر حزب جبهة العمل الإسلامي الخميس المقبل وتحذير القائمين عليه من توجههم لحرق كل مقرات الحزب إذا استمر في مسيراته المطالبة بالإصلاح.

وتستعد قوى شبابية ومن جماعة الإخوان المسلمين لإحياء الذكرى السنوية الأولى لانطلاق "الربيع الأردني" في ساحة النخيل وسط العاصمة عمان الجمعة المقبل في اعتصام بين صلاتي الجمعة والعصر.

وتأتي هذه التطورات في خضم حالة من التوتر تشوب علاقة الإسلاميين بجهاز المخابرات والقصر الملكي منذ نهاية الشهر الماضي، توجتها ما عدها الإخوان "حملة إعلامية" ضدهم، وسط صمت حكومة عون الخصاونة التي يتهمها الإسلاميون بالعجز عن قيادة البلاد وبترك الأمور للأجهزة الأمنية.

المصدر : الجزيرة