مظاهرات بدمشق وعزل بانياس

نظم مئات من طلاب كلية العلوم بجامعة دمشق مظاهرة طالبوا فيها بالحرية، أما في مدينة بانياس الساحلية -التي شيعت قتلاها- فقد طوقت قوات الأمن السورية المدينة وعزلتها بالكامل عن العالم الخارجي، في غضون ذلك توالت الإدانات الدولية للأحداث في سوريا، داعية إلى ضمان حق التعبير والامتناع عن استعمال "العنف" ضد المتظاهرين.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن ناشط سياسي قوله إنه تلقى رسائل نصية عبر الهاتف المحمول تفيد بأن قوات الأمن قتلت طالبا وطوقت الحرم الجامعي، لكن صحيفة تابعة للحكومة على موقع فيسبوك الاجتماعي قالت إن قوات الأمن سيطرت على "الانفلات" الأمني ونفت سقوط أي قتلى.

وأفاد شهود عيان لوكالة أسوشيتد برس بأن رجال أمن بلباس مدني قاموا بالاعتداء على الطلاب داخل حرم الجامعة واعتقلوا عددا منهم.


قوات الأمن السورية تحكم السيطرة على مدينة بانياس (الجزيرة)
قوات الأمن السورية تحكم السيطرة على مدينة بانياس (الجزيرة)

بانياس معزولة
في غضون ذلك قال سكان من مدينة بانياس إن قوات الأمن أحكمت السيطرة على المدينة في وقت شيعت فيه المدينة أربعة أشخاص قتلوا أمس الأحد برصاص رجال أمن وقوات غير نظامية تعرف باسم "الشبيحة".

وقال شاهد عيان للجزيرة إن المدينة في حالة ذعر شديد، وهناك موجة اعتقالات عشوائية تطال حتى الأولاد، وأضاف أن الخطوط الهاتفية الأرضية مقطوعة ولا وجود للخبز ولا للكهرباء، وأكد أن المدينة مطوقة بدبابات ومدرعات، مبديا تخوفه من خطة أمنية لاقتحام المدينة، مناشدا الجامعة العربية والأمم المتحدة معالجة الأمر.

وفي المقابل أعلن التلفزيون السوري مقتل تسعة عسكريين بينهم ضابطان وإصابة آخرين في كمين قال إن مسلحين نصبوه بين مدينتيْ اللاذقية وطرطوس.

وحسب المصدر نفسه فإن مسلحين كانوا يتخفون على جانب الطريق بين الأشجار أطلقوا النار على وحدة للجيش مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص.

حماية المدنيين
إلى ذلك عبرت عشر منظمات حقوقية سورية عن إدانتها لأعمال العنف بمدينة بانياس أيا كان مصدرها، مؤكدة أن حماية حياة المواطنين من مسؤولية الدولة.

ودعت المنظمات إلى وقف ما سمتها "أعمال العنف الدموية"، وإلى تكوين لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة وشفافة، تشتمل على ممثلين لمنظمات سورية غير حكومية، لتحديد من يقف وراء أعمال العنف.

وفي سياق متصل دعا رئيس إعلان دمشق في المهجر أنس العبدة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى عقد جلسة طارئة للجامعة لدرس "المذابح" التي ترتكب بحق الشعب السوري، وفرض عقوبات سياسية ودبلوماسية واقتصادية على النظام السوري.

كما تضمنت رسالة العبدة إلى موسى طلب دعوة قادة المعارضة السورية من أجل الاستماع إلى وجهة نظرها فيما يجري هناك.


الأسد استمع لوجهة نظر الأهالي في الأحداث التي جرت في مدينة دوما وما يمكن فعله مستقبلاً لتفادي النتائج التي حصلت (الفرنسية-أرشيف)
الأسد استمع لوجهة نظر الأهالي في الأحداث التي جرت في مدينة دوما وما يمكن فعله مستقبلاً لتفادي النتائج التي حصلت (الفرنسية-أرشيف)

الإفراج عن معتقلين
وفي تطور آخر، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن صحيفة سورية أن الرئيس بشار الأسد التقى بوفد من عائلات مدينة دوما بريف دمشق، وأبلغهم أوامره بإطلاق سراح قرابة مائتي شخص جرى اعتقالهم خلال المظاهرات التي شهدتها المدينة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد استمع إلى وجهة نظر الأهالي في الأحداث التي جرت في المدينة وما يمكن فعله مستقبلاً لتفادي النتائج التي حصلت.

ونقلت الصحيفة السورية عن مسؤول في اللجان الشعبية بدوما قوله إن الأسد أمر بالإفراج عن 191 موقوفا من أبناء دوما، 18 منهم تم توقيفهم إثر مظاهرات الجمعة الماضية، و180 أوقفوا منذ الجمعة قبل الماضية.

إدانات دولية
وفي إطار ردود الأفعال الدولية، نددت الحكومة الألمانية بما وصفتها بأعمال العنف التي مارستها قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين في سوريا، ووصفتها بأنها مثيرة للسخط والقلق.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن "المواجهات الدامية" في مدن سوريا تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من جانب الحكومة وقوات الأمن.

ونقل المتحدث عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعوتها للسلطات السورية والرئيس الأسد شخصيا إلى الدفاع عن حقيْ التعبير والتظاهر السلمييْن.

كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية تنديدها "بأعمال العنف" الدامية في سوريا، ودعت دمشق إلى الكف فورا عن استخدام القوة ضد المتظاهرين، والبدء -من دون تأخير- في تنفيذ برنامج إصلاحات يستجيب لتطلعات الشعب. وقالت الخارجية الفرنسية إن الإصلاح والقمع نقيضان.

وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ سوريا إلى احترام حق التظاهر السلمي. كما دعا سوريا إلى تطبيق "إصلاحات مجدية"، بالاستجابة لمطالب الشعب السوري.

من جهة أخرى، جدد رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري -عقب لقائه الرئيس الأسد في دمشق- موقف الأردن الداعم لإجراءات الإصلاح التي تقوم بها سوريا وحماية الأمن والاستقرار فيها.

المصدر : وكالات