تنصل أردني من تصريح بشأن الدقامسة

وزير العدل حسين مجلي (يمين) بشارك بالاعتصام للمطالبة بالافراج عن الدقامسة أمام وزارة العدل
وزير العدل حسين مجلي (يمين) شارك بالاعتصام للمطالبة بالإفراج عن الدقامسة (الجزيرة نت)

محمد النجار-عمان

 
تنصلت الحكومة الأردنية الأربعاء من التصريحات التي أدلى بها وزير العدل حسين مجلي، وطالب فيها بالإفراج عن "الجندي البطل" أحمد الدقامسة الذي قتل 7 إسرائيليات عام 1997.
 
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد الكايد قوله إن "التصريحات التي أدلى بها وزير العدل المحامي حسين مجلي حول قضية أحمد الدقامسة لا تعبر عن الموقف الرسمي للحكومة الأردنية على الإطلاق".
 
وأضاف أن التصريحات "تعبر عن آراء الوزير الشخصية، التي تأتي في إطار الحرية والجو الديمقراطي الذي تعيشه المملكة الأردنية الهاشمية".
 
واعتبر الكايد أن "الأردن دولة قانون ومؤسسات، تلتزم الحكومة فيها وتحترم كل الأحكام الصادرة عن السلطة القضائية"، وقال إن قضية أحمد الدقامسة "لم تناقش أو تعرض على جدول أعمال مجلس الوزراء".
 
وجاء هذا التوضيح بعد أن أكد مصدر أردني الثلاثاء للجزيرة نت أن وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت القائم بالأعمال الأردني في تل أبيب وأبلغته احتجاجها على تصريحات وزير العدل التي أشاد فيها بالدقامسة.

أبناء الدقامسة يرفعون صور والدهم أثناء الاعتصام (الجزيرة نت)
أبناء الدقامسة يرفعون صور والدهم أثناء الاعتصام (الجزيرة نت)

تأييد

وكان الوزير نقيب المحامين الأسبق حسين مجلي -الذي ترأس هيئة الدفاع عن الدقامسة- شارك الاثنين في اعتصام دعت له اللجنة الشعبية للدفاع عن الدقامسة أمام وزارة العدل، وقال إنه يؤيد إطلاق الجندي، واعتبر أن "البطل أحمد الدقامسة لم يكن يستحق السجن أصلا".
 
وقال الوزير مجلي أيضا إنه راجع كل رؤساء الحكومات السابقين مطالبا بالإفراج عن الجندي السابق.
 
وأضاف "كنت أقول إن المواطن يقول إننا لا نستطيع الإفراج عن الدقامسة لأن اليهود طرف في القضية، وما هذه السيادة التي نتحدث عنها إذا لم يكن لدينا سيادة على سجين". وقال أيضا "هذا البطل لو كان لدى إسرائيل ومارس تجاه العرب ما مارسه لأقاموا له تمثالا عندهم".
 
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت الثلاثاء عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية اعتباره تصريح الوزير مجلي "تصرفات مثيرة للصدمة والاشمئزاز، ولا سيما أن من أدلى بها هو الوزير المسؤول عن تطبيق القانون".
 
وقال إن الحكومة الإسرائيلية تتمنى من نظيرتها الأردنية أن يمضي الدقامسة مدة محكوميته بالكامل وألا يفرج عنه قبل ذلك.

والدة الدقامسة تحمل صورة ابنها الأسير أثناء الاعتصام (الجزيرة نت)
والدة الدقامسة تحمل صورة ابنها الأسير أثناء الاعتصام (الجزيرة نت)

استغراب
 من جهته استغرب الدكتور رياض النوايسة رئيس اللجنة الشعبية للإفراج عن الجندي الدقامسة موافقة الحكومة الأردنية على الطلب الإسرائيلي بإبقاء الدقامسة رهن الحجز ورفض المطالبات الشعبية الأردنية بالإفراج عنه.

 
وقال النوايسة للجزيرة نت إن الحكومة ومنذ الثلاثاء تحاول التأكيد للصهاينة أنه لا شيء تغير وأن تصريحات وزير العدل حول حق الدقامسة بالحرية كونه بطلا لا تعنيها.
 
ولفت إلى أن الدقامسة معتقل منذ 14 سنة في السجون، "لأنه انتصر لكرامته وكرامة الجندي الأردني".

وزاد "على المتحدث الرسمي أن يخبرنا عن شرعية معاهدة وادي عربة التي صدرت عنها القوانين التي جرمت الدقامسة وكل جندي أو مواطن عربي يقتل صهيونيا من الذين يحتلون فلسطين ونزعت عنه صفة العداء رغم أنه يحتل أرضنا ويقتل أبناء شعبنا كل يوم".

المصدر : الجزيرة