حلم الهجرة لأوروبا يراود نصف شباب الجزائر

A boat carrying 296 would-be immigrants arrives after being intercepted by coastguards off of Lampedusa island, off the coast of southern Italy,
أحلام المهاجرين العرب والأفارقة غالبا ما تتحول إلى كوابيس (الفرنسية-أرشيف)

يراود ما يقرب من نصف عدد الشبان الجزائريين حلم الهجرة إلى أوروبا هربا من الظروف الاقتصادية الصعبة وفي مقدمتها البطالة الحادة، حسبما أظهرته نتائج استطلاع للرأي نشرت اليوم الأربعاء.

 
ووفقا لهذه النتائج التي نشرتها يومية "ليبرتي" المستقلة الناطقة بالفرنسية, فإن 28.7% من مجموع 1364 تم استطلاع آرائهم قالوا إنه "من المؤكد أنهم سيختارون الهجرة إذا ما أتيحت الفرصة"، بينما لم تستبعد نسبة أخرى هامة منهم (20.8%) هذا الاحتمال إذا تهيأت الظروف المواتية.
 
وفي المقابل صرح 50.5% بأنهم لا يفكرون في هذا الحل الذي لجأ إليه عدد كبير من الشبان الجزائريين على مدى السنوات الماضية.
 
ويشار إلى أن الاستطلاع -الذي أجري يومي 13 و14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وشمل عينة من الذكور تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاما- شمل عدة مدن بشمال البلاد على ساحل البحر الأبيض المتوسط, وهي المناطق الأكثر ازدحاما بالسكان في الجزائر التي يبلغ تعداد سكانها حاليا 34 مليون نسمة.
 
وأظهرت النتائج ذاتها أن إسبانيا تأتي في طليعة البلدان التي يفضلها الجزائريون الحالمون بالهجرة ( 40.4%) تليها إيطاليا ( 17.3%) ثم بريطانيا ( 11.6%) ففرنسا (10.5%).
 

"
الاتحاد الأوروبي يقول إن 120 ألف مهاجر سري من المغرب العربي وبلدان الصحراء يصلون سنويا أو يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط
"

هروب من الأزمات

وعندما سئل المستجوبون عن أسباب رغبتهم في الهجرة من وطنهم, أجاب81.9% بأن غرضهم "الهروب من البلاد" وضمان مستقبلهم.
 
وحسب الأرقام الرسمية لا تتعدى النسبة العامة للبطالة 11% لكن مصادر أخرى ترجح أنها تزيد على 70% في صفوف من تقل أعمارهم عن 30 عاما.
 
وفي فبراير/شباط الماضي, قالت الإذاعة الحكومية إن نحو أربعة جزائريين كانوا يغادرون يوميا البلاد بصورة غير شرعية إلى أوروبا عام 2007.
 
ويمكن رؤية صفوف من الشبان خارج القنصليات الأوروبية في الجزائر
العاصمة يطلبون تأشيرات للسفر بحثا عن حياة أفضل، لكن كثيرين منهم يفشلون في الحصول على التأشيرة مما يضطرهم إلى محاولة عبور مياه المتوسط سرا إلى الشواطئ الجنوبية لأوروبا رغم كل ما يكتنف هذا العبور من أخطار قاتلة في معظم الأحيان.
 
ويقول خفر السواحل الجزائري إنه عثر خلال عام 2006  على 42 جثة على طول ساحل البلاد أغلبهم على ما يبدو من المهاجرين غير الشرعيين.
 
ويقدر الاتحاد الأوروبي أن 120 ألف مهاجر سري من المغرب العربي وبلدان الصحراء يصلون سنويا أو يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
المصدر : رويترز