الصدر يجمد جيش المهدي لإعادة الهيكلة والحكومة ترحب
قرر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تجميد أنشطة جيش المهدي التابع له لإعادة النظر في هيكلته وذلك على خلفية تورط بعض أعضائه في الاشتباكات التي شهدتها مدينة كربلاء جنوب العراق وأسفرت عن مقتل العشرات.
وقد أصدر مقتدى الصدر بيانا يأمر فيه بإيقاف كافة أنشطة هذه المليشيا بما فيها تلك الموجهة ضد قوات الاحتلال، وذلك ليتسنى لقيادة التنظيم إعادة النظر في تشكيلاته وهياكله.
وأوضح بهاء الأعرجي عضو مجلس النواب العراقي عن الكتلة الصدرية، أن قرار تجميد أنشطة جيش المهدي يستهدف إعادة هيكلة التنظيم خلال الشهور الستة المقبلة.
وأشار الأعرجي في مقابلة مع الجزيرة إلى أنه سيتم كذلك استبعاد من دعاهم بالشخصيات التي تقوم بأفعال مسيئة للإسلام والوطن من صفوف عناصر جيش المهدي.
حيثيات التجميد
وبرر مقتدى الصدر قراره في بيان جاء فيه "رأينا من المصلحة تجميد جيش الإمام المهدي بلا استثناء لإعادة هيكلته بصورة تحفظ العنوان العقائدي لمدة أقصاها ستة أشهر من تاريخ إصدار هذا القرار".
كما أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام وإغلاق مكاتب الصدر في عموم العراق ولبس السواد وإقامة مجالس العزاء احتجاجا لما جرى في كربلاء, مطالبا في الوقت ذاته الحكومة بإجراء تحقيق عادل ومحايد في القضية.
وكان مصدر أمني قال إن عدد قتلى الاشتباكات التي وقعت الثلاثاء بين قوات الأمن العراقية ومسلحين بمدينة كربلاء، ارتفع إلى 52 قتيلا و206 مصابين، لكن مصدرا بمستشفى الحسين في المدينة قال إن 28 شخصا قتلوا وأصيب 144.
واعتقلت السلطات الأمنية العراقية عضو مجلس محافظة كربلاء عن التيار الصدري حامد كنوش، بتهمة المشاركة في الاشتباكات المسلحة، التي جرت بين مسلحين وقوات الأمن العراقية أثناء إحياء ذكرى مولد الإمام المهدي، التي شارك فيها مئات الآلاف من الشيعة العراقيين.
ترحيب حكومي
وقد رحبت الحكومة العراقية بقرار تجميد أنشطة جيش المهدي. وقال مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي إنه "إذا حدث ذلك فسيقل مستوى العنف في البلاد كثيرا".
وحول الجهة التي تقف وراء اشتباكات كربلاء، كرر الربيعي
الاتهامات التي كالها رئيس الحكومة نوري المالكي، ضد من أسماهم بأتباع النظام العراقي السابق.
وقال المالكي إن مدبري أعمال العنف في كربلاء كانوا يريدون نسف ضريح الإمام الحسين. وكان المالكي قد أمر أثناء زيارته للمدينة أمس، بفرض حظر تجول في المدينة التي وصلت إليها تعزيزات عسكرية من مختلف المحافظات العراقية.
وفي تطورات ميدانية أخرى أعلن الجيش الأميركي في بيان مقتل ثمانية "إرهابيين" واعتقال 11 آخرين خلال عمليات نفذها يومي الثلاثاء والأربعاء استهدفت تنظيم القاعدة بمناطق متفرقة من العراق.
من جهة أخرى أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس الأربعاء مقتل سبعة أشخاص بينهم خمسة من عناصر الشرطة في هجمات متفرقة استهدفت إحداها نقطة تفتيش للشرطة جنوب مدينة الموصل.