البرامج النووية العربية .. محاولات خجولة

احتياج العالم العربي للطاقة النووية
 
سيدي أحمد ولد أحمد سالم
 
شكل البرنامج النووي المصري أواسط خمسينيات القرن الماضي أول برنامج عربي نووي، كما أصبح العراق أول دولة عربية تقيم مفاعلا نوويا غير أنه انتهى بتدمير إسرائيل له. وللجزائر وليبيا محاولات كانت دون المحاولتين المصرية والعراقية.
 
مصر
بدأ البرنامج النووي المصري سنة 1955 بتشكيل لجنة الطاقة الذرية. ووقعت مصر في سبتمبر/أيلول 1956 اتفاقا مع روسيا بشأن الطاقة الذرية كان نتيجته إقامة المفاعل النووي البحثي الأول الذي بدأ سنة 1961 باسم مفاعل أنشاص.
 
وفي سنة 1957 حصلت مصر على معمل للنظائر المشعة من الدانمارك ثم وقعت القاهرة اتفاق تعاون نووي مع المعهد النرويجي للطاقة الذرية.
 
وفي سبعينيات القرن الماضي وقعت مصر مع أميركا عقدا لتخصيب اليورانيوم ثم وقعتا اتفاقية تعاون نووي، وتم فسخ العقد والاتفاقية بسبب الشروط الأميركية التي تطالب بتفتيش المنشآت النووية المصرية.
 
وفي 1983 سعت مصر لإنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء، غير أن المشروع علق سنة 1986. وقد بررت القاهرة تعليقه بضرورة التأكد من أمان المفاعلات بعد حادث محطة تشيرنوبل في روسيا.
 
ووقعت مصر مع الأرجنتين سنة 1992 عقد إنشاء مفاعل مصر البحثي الثاني.
 
وقد صادق مجلس الشعب المصري على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية سنة 1981. ثم وقعت القاهرة اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية في ديسمبر/كانون الأول 1996.
 
العراق
حصل العراق من الاتحاد السوفييتي على أول مفاعل نووي سنة 1968. ومنذ سنة 1975 زودت فرنسا العراق بمفاعلين يعملان باليورانيوم المخصب. وأطلق على أكبرهما (تموز واحد). أما الصغير فيستخدم مفاعلا تجريبيا للكبير. 
 
كما وقع العراق سنة 1977 بروتوكول تعاون نووي مع إيطاليا يهدف إلى التدريب وأعمال الصيانة للمفاعلات النووية الأربعة التي تم توقيع اتفاق لشرائها.
 
غير أن إسرائيل أجهضت المشروع النووي العراقي حين قامت بتدمير مفاعل تموز في 7 يونيو/حزيران 1981.
 
الجزائر
وقعت الجزائر مع الصين اتفاقا سنة 1983 يتضمن تشييد مجمع نووي للاستغلال السلمي. ووقع البلدان اتفاقية في نفس المجال في مايو/أيار 1997.
 
وتمتلك الجزائر مفاعلين نووين بقدرة ضعيفة يستخدمان للأغراض السلمية. أحدهما يعرف باسم مفاعل السلام وقدرته 15 ميغاوات وقد تم افتتاحه في 21 ديسمبر/أيلول 1993.
 
ليبيا
بدأت ليبيا برنامجها النووي في سبعينيات القرن الماضي فعقدت اتفاقية تعاون مع الأرجنتين من أجل تشييد مفاعل نووي تجريبي، ففسخت الأخيرة العقد بضغط أميركي.
 
ولم تنجح المساعي الليبية سنة 1976 لإقناع فرنسا ببيعها مفاعلا تجريبيا ومحطة نووية لإنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر‏.
 
ووقعت ليبيا اتفاقا مع روسيا أواسط سبيعنيات القرن الماضي ينص على إمداد ليبيا بمفاعل تجريبي وبناء عدد من المعامل النوويه في منطقة تاجورا شرق طرابلس، وبلغت قيمة تلك الصفقة أربعمئة‏ مليون دولار‏.
 
غير أن معظم تقنيات البرنامج النووي الليبي جاءت عن طريق السوق السوداء.
إلا أن ليبيا قررت طواعية التخلي عن برنامجها النووي في ديسمبر/كانون الأول 2003، وسمحت لمفتشين أميركيين وبريطانيين ومن الأمم المتحدة بتفتيش منشآتها ثم تفكيكها.
 
إجهاض البرامج العربية النووية
شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية حملة عنيفة على المستشار الألماني السابق كونراد أديناور عندما وافق على مساعدة مصر في برنامجها النووي.
 
وقامت المخابرات الإسرائيلية الموساد بنسف قلبي المفاعلين النوويين في مخازن ميناء طولون الفرنسي وهما في طريقهما إلى العراق، كما دمرت مفاعل تموز في 7 يونيو/حزيران 1981.
 
وتم اغتيال علماء مصريين في مجال الذرة والفيزياء من بينهم، سميرة موسى سنة 1952 وسمير نجيب سنة 1967، ويحيى المشد سنة 1980، وسعيد بدير سنة 1989.
المصدر : الجزيرة