واشنطن ترسل فريقا إلى الصومال وتدعو لملء "الفراغ الأمني"

f_This 10 January, 2007 US Navy handout image shows a Visit, Board, Search and Seizure (VBSS) team aboard the Whidbey Island-class dock landing ship USS

مسؤولون أميركيون اعتبروا التحقق من هويات قتلى الغارة "مخاطرة ضرورية" (رويترز)

أعلن في واشنطن أن فريقا عسكريا أميركيا وصل إلى جنوبي الصومال للتحقق من هوية قتلى الضربات الجوية للطائرات الأميركية على المنطقة الاثنين الماضي.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست -التي أوردت النبأ- أنه من غير المعروف ما إن كان الفريق بقي في الصومال أم عاد أدراجه؟ مع العلم أن زيارة الفريق لهذا البلد هي الأولى لوحدات أميركية منذ الانسحاب القسري من مقديشو عام 1994.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين لزموا الحذر إزاء إرسال عسكريين أميركيين إلى الأراضي الصومالية، إلا أنهم اعتبروا -بعد هجوم الاثنين- أن التعرف على هوية قتلى الهجوم "مخاطر ضرورية".

يشار إلى أن الولايات المتحدة أعلنت أنها شنت غارات على مواقع تضم ثلاثة عناصر من القاعدة يشتبه في تورطهم في تنظيم الهجمات على السفارتين الأميركيتين في نيروبي وتنزانيا عام 1998. إلا أن مسؤولا أميركيا نفى لاحقا أن يكون أي من المستهدفين بالغارة قد قتل، مؤكدا مقتل عشرة من حلفائهم.

وتشير واشنطن بوست إلى أن ملابس ملطخة بالدم ووثائق عائدة للمسؤول العسكري في المحاكم الإسلامية أدن أورو، عثر عليها في موقع الغارة التي استهدفت فضل عبد الله محمد من جزر القمر وأبو طلحة السوداني وصالح علي صالح نبهان الكيني.

ورفض مسؤول أميركي في شرق أفريقيا تقارير صومالية تحدثت عن مقتل عشرات المدنيين وقال إن القتلى كانوا وسط جماعة قوامها نحو عشرين مسلحا استهدفتهم الغارة.

ملابس ملطخة بالدم عثر عليها في الموقع المستهدف بالغارة الجوية دفعت واشنطن لإرسال فريق تحقيق(رويترز)
ملابس ملطخة بالدم عثر عليها في الموقع المستهدف بالغارة الجوية دفعت واشنطن لإرسال فريق تحقيق(رويترز)

غارة إثيوبية
غير أن مسؤولا أميركيا في واشنطن طلب عدم نشر اسمه قال أيضا إن غارة جوية إثيوبية قد تكون أصابت واحدا من المطلوبين الثلاثة هو السوداني أبو طلحة.

وذكر مصدر استخباري أميركي أنه يعتقد أن بين من استهدفتهم الغارة الأميركية رئيس مجلس شورى المحاكم حسن طاهر أويس وأدن هاشي فرح أورو الذي يحظى بحماية أويس وهو من بين المرتبطين بتنظيم القاعدة وتلقى تدريبا في أفغانستان.

في السياق قال مصدر رسمي كيني إن سلطات بلاده اعتقلت زوجات وثلاثة أطفال لاثنين من الأشخاص الذين يشتبه في أنهم أعضاء بارزون في تنظيم القاعدة.

واعتقلت زوجات وأطفال محمد ونبهان وهم يحاولون العبور إلى كينيا من منطقة رأس كامبوني في أقصى جنوبي الصومال وهي منطقة يعتقد مسؤولون في أجهزة مخابرات غربية وأفريقية أن فيها معسكرا لتدريب المسلحين.

وقال المصدر الكيني أن أربعة مشتبه فيهم آخرين هم ثلاثة كينيين وشخص رابع يحمل جواز سفر روانديا اعتقلوا بحوزتهم أسلحة في محاولة أخرى لعبور الحدود وأنهم نقلوا إلى نيروبي لاستجوابهم.

ملء الفراغ
سياسيا دعت الولايات المتحدة دول الاتحاد الأفريقي إلى إرسال قوة حفظ سلام إلى الصومال لتجنب أي "فراغ أمني" يشجع الفوضى بعد زوال سلطة المحاكم.

وقال السفير الأميركي في كينيا والصومال مايكل بلومبرغ في مقال نشر في صحيفة كينية "إن نشر قوة حفظ الاستقرار الأفريقية سريعا في الصومال أمر حيوي لدعم جهود تحقيق الاستقرار".

حرس الحدود الكينيون اعتقلوا زوجات مشتبه فيهم من القاعدة وأطفالهم (الفرنسية)
حرس الحدود الكينيون اعتقلوا زوجات مشتبه فيهم من القاعدة وأطفالهم (الفرنسية)

وأضاف إن بلاده "ترحب بالتعهد الأوغندي بإرسال قوات إلى الصومال وتحث الدول الأفريقية الأخرى على القيام بذات الخطوة"، مضيفا "أن ذلك يتيح الانسحاب السريع للقوات الإثيوبية بدون ترك فراغ أمني".

ومعلوم أن إثيوبيا التي منعت انهيار الحكومة المؤقتة وساندتها في اكتساح مناطق نفوذ المحاكم خلال القتال الذي جرى الشهر الماضي أعلنت أنها ستسحب قواتها من الصومال خلال ثلاثة أسابيع.

وكان الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف (إيغاد) قد تعهدا بإرسال ثمانية آلاف جندي لحفظ الاستقرار بالصومال دون أن يتضح تاريخ نشر القوة أو الجهة التي ستمولها.

المصدر : وكالات