السيستاني يحذر المالكي من الفشل في حماية المدنيين

r_Iraq's Prime Minister Nuri al-Maliki (C) talks to reporters after visiting the country's top Shi'ite cleric Grand Ayatollah Ali al-Sistani in Najaf, about 160 km (100 miles) south of Baghdad, September 2, 2006



دعا المرجع الشيعي الأعلى بالعراق علي السيستاني حكومة نوري المالكي إلى حماية المدنيين، محذرا من أن قوى أخرى غير رسمية ستقوم بهذا العمل في حال فشل الحكومة بالقيام بواجبها.

 

جاء ذلك في بيان لمكتب السيستاني في أعقاب زيارة قام بها المالكي للمرجع الأعلى في مقره بالنجف جنوب بغداد.

 

واعتبر البيان أن تولي قوى من خارج الحكومة مهمة حفظ الأمن أمر "غاية في الخطورة". وطلب من حكومة المالكي تفعيل مبادرة المصالحة الوطنية على أساس العدل ونبذ العنف.

 

وحسب البيان فإن السيستاني دعا الحكومة كذلك إلى توفير الأولويات للمواطنين كالكهرباء والوقود. مكتب المرجع الأعلى أوضح أيضا أن المالكي شرح للسيستاني مجريات الأوضاع الراهنة في البلاد والتحديات التي تواجهها الحكومة والخطط التي تزمع تنفيذها في عدة مجالات.

 

أما رئيس الوزراء فقد أبلغ الصحفيين أنه جاء للنجف من أجل وضع "سماحة السيد في آخر التطورات". كما أكد أنه بصدد إجراء تعديل وزاري محدود يشمل أربع وزارات.

 

زيارة المالكي هذه تعرضت لانتقاد زعيم الجبهة الوطنية للحوار الوطني صالح المطلك الذي اعتبر أنها "تكرس إقامة حكم ولاية الفقيه في العراق". وأضاف تعليقا على الزيارة أن مصدر القرار للحكومة العراقية "يجب أن يكون نابعا منها وليس من مرجعيات دينية".

تصاعد العنف

undefined

وفي هذه الأثناء استمر مسلسل العنف في أنحاء العراق مع الإعلان عن مقتل أكثر من ثلاثين شخصا.

 

ففي بغداد قتل أربعة وأصيب 13 آخرون بانفجار مفخخة جنوب العاصمة، كما لقي ثلاثة مصرعهم وجرح 16 آخرون بينهم ثلاثة من الشرطة شمالي شرقي العاصمة. وفي حي بغداد الجديدة أصيب أربعة بانفجار عبوة ناسفة.

 

كما قتل أربعة موظفين في شركة للحماية بحي الجهاد غرب بغداد وأصيب 13 آخرون بإطلاق النار.

 

وقتل ستة من سائقي الشاحنات –أربعة عراقيين وباكستانيان- في هجوم لمسلحين على قافلة من الشاحنات التي تنقل مواد إنشائية للقاعدة الأميركية في تكريت شمال بغداد, مما أدى لإحراق أربع شاحنات ومقتل سائقيها حرقا داخل شاحناتهم.

 

كما أحرق مسلحون على طريق سامراء الفلوجة صهريجي وقود للجيش الأميركي ينقلان الوقود من الكويت وقتلوا سائقيهما. وفي بعقوبة شمال شرق العاصمة قتل ستة عراقيين بينهم ثلاثة من رجال المرور وجرح 13 آخرون بينهم أربعة من عناصر المرور بهجمات متفرقة في المدينة.

 

وقرب بلدة المحاويل جنوب بغداد لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وجرح 14 آخرون بانفجار مفخخة قرب مركز لشرطة البلدة. وعثرت الشرطة العراقية على أربع جثث مجهولة الهوية اثنان منها في حي الجهاد غربي بغداد واثنان في مكانين منفصلين شمال العاصمة.

 

وفي تطور آخر ذكرت مصادر بوزارة الداخلية أن 14 من زوار العتبات المقدسة (11 باكستانيا وثلاثة هنود) قتلوا في كمين بينما كانوا في طريقهم إلى مدينتي كربلاء والنجف.

 

تقرير البنتاغون


undefinedالأوضاع المتفاقمة بالعراق أكدها تقرير جديد لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) رفع  إلى الكونغرس
جاء فيه أن الظروف قد أصبحت مهيأة الآن لاندلاع حرب أهلية في العراق، رغم إشارة التقرير إلى إمكانية تجنبها.

 

أبرز ما ورد في تقرير البنتاغون قوله إن "الظروف التي يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية قائمة في العراق". وكشف أن "القلق المتعلق بحرب أهلية بين الشعب العراقي ولدى بعض الخبراء الأمنيين قد ازداد في الأشهر الأخيرة ".

 

وأشار التقرير إلى أن عدد الهجمات الأسبوعية قد ازداد 15%" في الأشهر الثلاثة الأخيرة. كما أشار إلى أن عدد الضحايا العراقيين ارتفع 51%. وأوضح أن "القسم الأكبر من هذا العنف وقع في بغداد".

 

الجيش العراقي

وفي تطور آخر ظهرت بوادر خلاف بين الولايات المتحدة وحكومة المالكي أمس السبت بشأن نقل السيطرة العملية على القوات المسلحة العراقية إلى الحكومة, وهو ما أدى لتأجيل حفل كان مقررا اليوم نفسه.

 

وقال المتحدث العسكري الأميركي باري جونسون "هناك خلاف بشأن صياغة الوثيقة التي تحدد الخطوط العريضة للعلاقة الجديدة بين قوات الائتلاف والعراقيين".  

 

المالكي الذي يحرص على تكوين انطباع بأنه أنهى اعتماد حكومته على قوة الجيش الأميركي الأسبوع الماضي, قال إن قواته ستتولى السيطرة على معظم العراق من القوات الأجنبية بحلول نهاية العام. إلا أن بعض المحللين شككوا في هذا الموعد في ضوء تصاعد أعمال العنف الطائفي.

المصدر : وكالات