تصعيد وتبادل اتهامات في ذكرى غزو الكويت

undefinedألقى العراق باللوم على الكويت في غزوه لهذا البلد في الثاني من أغسطس/ آب 1990، واتهم الحكومة الكويتية باستمرار "التآمر" ضده. وفي المقابل دعت الكويت إلى الوحدة الوطنية وتوخي الحذر في هذه المناسبة، وذلك وسط إرهاصات بدنو ضربة أميركية محتملة ضد العراق.

وذكرت الصحف العراقية الصادرة في الذكرى الحادية عشرة للغزو أن العراق لم يكن أمامه خيار سوى إرسال قواته إلى الكويت لإحباط ما وصفته بالمؤامرة من جانب الولايات المتحدة والكويت على بغداد.

كما انتقدت الصحيفة الحكام الكويتيين "لتقديمهم قواعد للطائرات الحربية الأميركية والبريطانية لشن عدوان يومي على المدن والبلدات العراقية"، واتهمتهم أيضا بالتسبب في استمرار 11 عاما من العقوبات الصارمة التي تفرضها الولايات المتحدة على العراق بعد الغزو.

وتستخدم الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية قواعد جوية سعودية وكويتية لحراسة منطقة حظر جوي في جنوب العراق، في حين تستخدم قاعدة جوية تركية لحراسة منطقة حظر جوي في الشمال.

وكانت القوات العراقية قد غزت الكويت بعد أسابيع من خلاف حول حصص إنتاج النفط. وبعد ذلك بسبعة أشهر تمكنت قوة دولية بقيادة الولايات المتحدة من إخراج القوات العراقية من الكويت.

undefinedفي غضون ذلك دعا قادة الكويت إلى الوحدة الوطنية وإلى "توخي الحذر من العراق" بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للغزو العراقي للكويت. وقال الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح في تصريحات نشرتها الصحف "لابد أن تكون ذكرى هذا الحادث المؤلم مقترنة بإصرارنا جميعا على تخطي الآلام وبناء سياستنا على الوعي والحذر والحفاظ على وحدة شعبنا التي هي أقوى أسلحتنا".

واتهم ولي العهد رئيس الوزراء الشيخ سعد العبد الله الصباح العراق بالاستمرار في التواطؤ ضد بلاده. وقال إن "النظام العراقي مازال يبيت النوايا العدوانية ضد الكويت ويترقب الفرص لتحقيق مطامعه"، محملا الرئيس صدام حسين مسؤولية معاناة الشعب العراقي "بسبب رفضه تنفيذ القرارات الدولية".

وكان وزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد فهد الصباح اتهم أمس أجهزة الاستخبارات العراقية بالتخطيط لشن هجمات إرهابية على الكويت. وأعلن في مؤتمر صحفي "لدينا شكوك كبيرة بأن هناك معلومات من الاستخبارات العراقية والأخبار العراقية عن وجود منظمات مسلحة معارضة في الكويت تجعلنا متأكدين بأن هناك توجها لعمل إرهابي في الكويت".

وتأتي هذه التطورات في وقت تصاعدت فيه التوترات بين الولايات المتحدة والعراق في الأسبوع الماضي حول دوريات الحراسة عندما كاد الدفاع الجوي العراقي يسقط طائرة استطلاع أميركية من طراز U 2. وردت واشنطن بقولها إنها ستستخدم القوة العسكرية ضد الحكومة العراقية بشكل أكثر حسما مما مضى. وكان رد بغداد أنها قادرة على تحقيق "انتصار نهائي" على الولايات المتحدة.

وقد ترأس الرئيس صدام حسين أمس اجتماعا للقيادات العراقية وسط توقعات بتلقي ضربة عسكرية أميركية بريطانية. وحضر الاجتماع مهندسون وباحثون في هيئة التصنيع العسكري وقيادة الدفاع الجوي. وقالت وكالة الأنباء العراقية إن الرئيس هنأ القادة العسكريين على إنجازاتهم وقال إن أعداء العراق -في إشارة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا- قد فشلوا في تحقيق غاياتهم.

واليوم أكد وزير الدولة العراقي للشؤون الخارجية ناجي صبري أن العراق سيدافع عن نفسه بكل ما لديه من وسائل في حال تعرضه لضربة عسكرية أميركية، موضحا أن العراقيين لن يترددوا في استخدام أي وسيلة تحت تصرفهم للدفاع عن سيادة وطنهم باعتبار ذلك حقا مشروعا تكفله الشرائع والقوانين الدولية.

وقال صبري إن التهديدات الأميركية باستخدام القوة ضد بغداد "ما هي إلا تعبير واضح عن الاستهتار واللامسؤولية والرعونة التي تتصف بها العلاقات الدولية للإدارة الأميركية إزاء العراق".

المصدر : وكالات