لماذا تواصل أوكرانيا قصف شبه جزيرة القرم؟
يواصل الجيش الأوكراني قصف شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة روسيا، وذلك في محاولة منه لإضعاف القدرات العسكرية الروسية من جهة والتأكيد على أنها أراض أوكرانية لن يتم التنازل عنها بالتقادم من جهة أخرى.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة تضرر المقر التاريخي لمقر أسطولها في البحر الأسود جراء هجوم صاروخي شنته أوكرانيا على مدينة سيفاستوبول غربي شبه جزيرة القرم.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية فإن الهجوم الصاروخي الأوكراني أودى بحياة جندي، وتمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط 5 صواريخ، بحسب تأكيد الوزارة.
ومن الناحية العسكرية، يؤكد الاستهداف الأوكراني الواضح لشبه جزيرة القرم -التي سيطرت عليها موسكو عام 2014- أهميتها للروس، فمن خلالها تتمكن القوات الروسية من شن هجوم بري على المناطق الجنوبية من أوكرانيا، ومنها أيضا تنطلق الهجمات الجوية على العمق الأوكراني.
ومن هذا المنطلق، يرى الأوكرانيون شبه جزيرة القرم هدفا مهما للغاية من الناحية العسكرية، أما من الناحية السياسية، فإن كييف تسعى للتأكيد على أنها أرض أوكرانية لا يمكن التنازل عنها بالتقادم.
ووفقا للمنظور السياسي، تبحث كييف عن دعم عسكري غربي، حيث يناقش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الكونجرس الأميركي ومسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن السياسيين والعسكريين طلب تقديم دعم يقلب موازين الحرب.
وفي حين يبدو أن استهداف القرم المتواصل لن ينهي الحرب، إلا أنه قد يحقق للأوكرانيين ما يبحثون عنه من إضعاف القدرات العسكرية الروسية في الجبهة الجنوبية بعد أكثر من 600 يوم من القتال.
ويمثل مقر أسطول البحر الأسود الذي استهدفته كييف موقعا إستراتيجيا بالنسبة لموسكو، وهو عبارة عن وحدة فرعية ضخمة في البحرية الروسية، ويمتد نطاق عملياته من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط.
وترسو سفن الأسطول في عدة موانئ على البحر الأسود وبحر أزوف وتوكل إليه مهمة تأمين حدود روسيا الجنوبية، وهو يضم غواصات وسفنا قادرة على العمل في البحار البعيدة والقريبة.
كما يضم الأسطول مقاتلات وطائرات حاملة للصواريخ وأخرى مخصصة لمكافحة الغواصات، بالإضافة إلى وحدات قوة خفر السواحل.