أنباء متضاربة بشأن مقتل قائد فاغنر في تحطم طائرة بموسكو وبايدن يعلق

Russian Wagner fighters pull out of Rostov-on-Don
بريغوجين يسيطر على شبكة من الشركات بما فيها مجموعة فاغنر شبه العسكرية (رويترز)

أفادت وكالة تاس الروسية للأنباء بمقتل 10 أشخاص إثر تحطم طائرة خاصة شمال العاصمة موسكو، وفي حين تضاربت الأنباء بشأن وجود قائد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين على متنها، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه ليس مندهشا.

ففي حين قالت هيئة الطيران المدني إن بريغوجين ونائبه ديمتري أوتكين كانا على قائمة ركاب الطائرة التي تحطمت، ذكر موقع ريدوفكا أنه من المحتمل أن يكون بريغوجين قد سجل اسمه فقط ضمن ركاب الطائرة لأسباب أمنية واستقل طائرة أخرى، قبل أن ينقل لاحقا عن مصادر تأكيد مقتل بريغوجين.

وقد أشارت مصادر روسية إلى أن هذه الطائرة اختفت بعد 26 دقيقة من تحليقها وأنها هبطت من 30 ألف قدم إلى 8 آلاف، في حين قالت مصادر أخرى إن الطائرة لدى سقوطها كانت بجناح واحد. بينما ينتظر أن تدلي مجموعة فاغنر ببيان في وقت لاحق.

ونشرت هيئة الطيران المدني أسماء كل ركاب الطائرة المتحطمة، وبينهم بريغوجين ونائبه ديمتري أوتكين.

وقالت وزارة الطوارئ إن الطائرة التي تحطمت كانت متجهة من موسكو إلى سان بطرسبورغ، وأعلنت فتح تحقيق في ملابسات تحطمها.

وذكرت قناة "آر بي سي" أن الطائرة التي تحطمت بمنطقة تفير (شمال موسكو) مملوكة لبريغوجين. وفي المقابل، قال موقع ريدوفكا إن طائرة ثانية مرتبطة بقائد فاغنر هبطت في مطار استوفيفا بمقاطعة موسكو.

 

 

 

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن قناة تليغرام المرتبطة بفاغنر أن معلومات أولية تشير إلى أن دفاعات جوية أسقطت الطائرة شمال موسكو، لكن موقع "ريبار" العسكري الروسي قال إن طبيعة الأضرار بالطائرة لا تشير على الأرجح إلى أنها استهدفت بنيران دفاعات جوية.

من جانبه، قال مصدر سياسي في شركة فاغنر للجزيرة إنه لم يتم حتى الآن التأكد من وجود جثة بريغوجين ضمن الحطام ولكن عثر على هاتفه قرب إحدى الجثث.

وأضاف أنه كان يفترض أن يكون بريغوجين في الطائرة المتحطمة عائدا من أفريقيا إلى سان بطرسبرغ، ولسوء الحظ من المحتمل جدا أن يكون قد توفي بشكل مأساوي

وأردف قائلا "نحن نعتمد الآن على المعلومات من المصادر الرسمية، ونتواصل مع السلطات التي تدرس الوضع بشكل شامل".

تعليق بايدن

وردا على سؤال عما إذا كان بوتين يقف وراء الحادث، قال بايدن "ليس هناك الكثير مما يحدث في روسيا لا يقف خلفه بوتين. ولكنني لا أعرف ما يكفي كي أعطي إجابة".

وفي تعليقه على الحادث، قال الرئيس الأميركي إنه لا يعرف على وجه اليقين ما حدث لكنه ليس مندهشا.

وردا على سؤال عما إذا كان بوتين يقف وراء الحادث، قال بايدن "ليس هناك الكثير مما يحدث في روسيا لا يقف خلفه بوتين. ولكنني لا أعرف ما يكفي كي أعطي إجابة".

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون "اطلعنا على التقارير بشأن تحطم الطائرة الروسية، وليس مستغربا إذا تأكد وجود بريغوجين على متنها".

وأضافت واتسون "الحرب الكارثية في أوكرانيا دفعت جيشاً خاصاً للزحف إلى موسكو، والآن، على ما يبدو، إلى هذا" المصير.

وفي كييف، قالت الرئاسة الأوكرانية إن تحطم الطائرة في روسيا رسالة من بوتين للنخب الروسية. واعتبر مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أن بريغوجين "وقع قرار إعدامه حين صدق وعد بوتين وضمانات لوكاشينكو".

بدوره، قال سيرغي ماركوف مستشار بوتين السابق إن مقتل بريغوجين يعد الإنجاز الرئيسي لأوكرانيا "وجميع أعداء روسيا سيفرحون".

الظهور الأخير

وظهر بريغوجين مساء أمس، في مقطع فيديو نشرته مجموعات قريبة من فاغنر على وسائل التواصل، قال فيه إنّه موجود بأفريقيا ويعمل على "جعل روسيا أعظم في جميع القارات وضمان مزيد من الحرية في أفريقيا".

وكان ذلك أول ظهور لقائد فاغنر منذ أن قرر وقف تمرده ضدّ الحكومة في يونيو/حزيران الماضي. وبدا بريغوجين بالفيديو مسلحا ويرتدي ملابس عسكرية في منطقة صحراوية.

ويمتلك قائد فاغنر مجموعة من الشركات، ومن بينها ما هو متهم بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. ويخضع هو وشركاته وشركاؤه لعقوبات اقتصادية واتهامات جنائية بالولايات المتحدة.

ويسيطر بريغوجين على شبكة من الشركات، بما فيها فاغنر شبه العسكرية التي تجنّد مسلحين مرتزقة في عدة مناطق بالعالم مثل سوريا وليبيا وأوكرانيا، ومناطق الصراع في بعض دول الصحراء والساحل بأفريقيا، لدعم الأطراف الموالية لروسيا ورعاية مصالح موسكو.

وكان مقاتلو بريغوجين يقومون بحملة إلى جانب الجيش الروسي النظامي لعدة أشهر في حرب موسكو بأوكرانيا التي بدأت فبراير/شباط 2022.

وفي الأسبوع الأخير من يونيو/حزيران الماضي، أعلنت قوات فاغنر تمردها على القيادة العسكرية الروسية، واستولت بالفعل على مدينة روستوف (جنوب غربي البلاد) لكنّ تدخُل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أدى حينها إلى خفض التوتر، وتراجُع قوات فاغنر إلى ثكناتها.

وحسب ما تردد، فقد وعد الكرملين بريغوجين بالحصانة من الملاحقة القضائية، وكان أحد شروط العفو رحيله إلى بيلاروسيا المجاورة. ومع ذلك، تردد أن بريغوجين ظهر مرة أخرى في روسيا على هامش قمة أفريقيا في سان بطرسبورغ نهاية يوليو/تموز الماضي.

المصدر : الجزيرة