أوكرانيا تكشف أسباب لجوء روسيا "لحرب المسيّرات" والكرملين يعلن تحركا دبلوماسيا "شخصيا" لبوتين

Ukrainian serviceman carries a reconnaissance unmanned aerial device near a frontline in Donetsk region
أحد عناصر الجيش الأوكراني يحمل مسيّرة قرب جبهات القتال في دونيتسك شرق البلاد (رويترز)

كشفت أوكرانيا، اليوم الأحد، أسباب احتدام "حرب المسيّرات" مع روسيا، وأعلنت التصدي ليلة أمس لأكبر هجوم بالطائرات المسيّرة تتعرض له منذ بداية الحرب قبل نحو 15 شهرا، في وقت أعلن فيه الكرملين عما وصفه مفاوضات دولية سيجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا الأسبوع المقبل.

وقالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن تكثيف الروس استخدام المسيّرات في الهجمات يعود إلى مشكلات بالإمداد في ترسانتهم الصاروخية.

وبشأن العدد القياسي من المسيّرات الذي استهدف البلاد ليلة أمس، قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 52 من أصل 54 من هذه الطائرات التي أطلقتها موسكو، "أكثر من 40 منها" استهدف أجواء العاصمة، موضحة أن الهجوم حصل على دفعات عدة واستمر الإنذار الجوي لأكثر من 5 ساعات.

وأفاد مراسل الجزيرة بمقتل امرأة نتيجة سقوط مسيّرة قرب أحد المباني في كييف؛ كما تسببت الهجمات في أضرار مادية في مبان ومراكز تجارية بالإضافة إلى اندلاع حرائق واسعة.

سلسلة هجمات متبادلة

واستهدفت الأراضي الروسية أيضا في الأسابيع الأخيرة بسلسلة هجمات بطائرات مسيّرة، في الوقت الذي تتحدث فيه كييف عن تحضيرها لهجوم مضاد يهدف إلى استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

وفي 3 مايو/أيار الماضي، أعلنت روسيا إسقاط طائرتين مسيّرتين كانت تستهدفان الكرملين المقر الرسمي لبوتين. واتهمت موسكو كييف بالوقوف وراء هذا الهجوم بينما نفت أوكرانيا أن تكون لها علاقة به.

وفي الأسابيع الماضية، تكثفت المعلومات عن وقوع هجمات بطائرات مسيّرة خصوصا في المناطق المتاخمة لأوكرانيا.

والسبت، ألحقت طائرتان مسيّرتان أضرارا بمبنى يدير خط أنابيب في منطقة بسكوف بغرب روسيا كما أعلن الحاكم المحلي ميخائيل فيديرنيكوف.

قصف وضربات صاروخية

وفي دونيتسك شرقي أوكرانيا، أفاد حاكم المقاطعة الأوكراني بمقتل مدني، وجرح آخرين، في قصف روسي استهدف مناطق سيطرة القوات الأوكرانية الليلة الماضية.

من جهته، قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية شنت 3 ضربات صاروخية على مواقع عسكرية ومدنية، إضافة إلى 13 غارة على مدينة كراماتورسك، شرقي البلاد.

في المقابل، قالت السلطات الموالية لروسيا إن قصفا أوكرانيا استهدف مناطق مدنية ومباني سكنية في دونيتسك.

وفي إقليم كراسنودار، جنوبي روسيا، أعلنت السلطات تحييد مسيّرات حاولت الاقتراب من منشأة نفطية، مؤكدة أن البنية التحتية للمنشأة لم تتضرر.

وكانت المصفاة قد تعرضت هذا الشهر لهجمات مماثلة، دون وقوع إصابات، وفق السلطات الروسية.

وجاءت الهجمات قبل فجر يوم الأحد الأخير من شهر مايو/أيار الذي تحتفل فيه كييف بالذكرى السنوية لتأسيسها رسميا قبل 1541 عاما.

ويتميز اليوم عادة بإقامة معارض في الشوارع وحفلات موسيقية حية ومعارض خاصة في المتاحف، ووضعت العاصمة الأوكرانية خططا للاحتفال هذا العام لكن على نطاق أضيق من المعتاد.

وكتب آندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق تليغرام "تاريخ أوكرانيا مصدر إزعاج قديم للروس القلقين".

بوتين.. مفاوضات دولية

وعلى الصعيد السياسي، قال البرنامج التلفزيوني "موسكو. الكرملين. بوتين" اليوم الأحد إنه من المتوقع أن يجري بوتين شخصيا مفاوضات دولية الأسبوع المقبل.

وذكرت وكالة أنباء تاس الروسية أن البرنامج التلفزيوني لم يكشف عمن قد يلتقي معهم الرئيس الروسي بالضبط.

كما سيترأس الرئيس الروسي اجتماعا مع الحكومة وسيجري مشاورات مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن القومي الروسي، وفق المصدر نفسه.

ولم تعلن الخدمة الصحفية للكرملين رسميا بعد عن جدول أعمال بوتين في الأسبوع المقبل.

المصدر : الجزيرة + وكالات