قبل يوم من نهايتها.. الجيش السوداني والدعم السريع يعلنان موقفيهما من تمديد الهدنة والرياض وواشنطن تنتقدان الخروقات

Clashes continue in Sudan
الانفجارات لم تغادر الخرطوم منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل/نيسان الماضي (الأناضول)

أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع استعدادهما لبحث إمكانية الموافقة على تمديد اتفاق الهدنة الحالي الذي ينتهي مساء يوم غد الاثنين، في المقابل اتهم بيان سعودي أميركي طرفا النزاع بانتهاك الهدنة وإعاقة إيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية.

يأتي هذا في وقت تبادل فيه الطرفان القصف الجوي والمدفعي في ضاحية الحلفايا شمالي الخرطوم بحري، بينما أكدت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين إلى 866 منذ بداية الاشتباكات منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وقال شهود عيان إنه أمكن سماع صوت اشتباكات الليلة الماضية ويوم الأحد في العاصمة الخرطوم، بينما ذكر مراقبون لحقوق الإنسان أن قتالا شرسا وقع في الفاشر إحدى المدن الرئيسية في إقليم دارفور غرب البلاد.

وقال الجيش في بيان إنه ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقع في جدة، والترتيبات الإنسانية التي تضمنها، مؤكدا أنه يبحث إمكانية الموافقة على تمديد الاتفاق الحالي الذي ينتهي مساء غد.

وشدد الجيش على استمراره في الالتزام بوقف إطلاق النار حتى حلول هذا الموعد.

في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع استعدادها الكامل لمواصلة المباحثات لمناقشة إمكانية التوصل إلى تجديد اتفاق وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية.

وأضافت في بيان أنها تواصل مراقبة الهدنة لاختبار مدى جدية والتزام الطرف الآخر للمضي في تجديد الاتفاق من عدمه.

مطار الخرطوم

من جهة أخرى، تمكنت الجزيرة من دخول مطار الخرطوم الذي كان مسرحا للمعارك منذ اليوم الأول لاندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وأظهرت الصور الحصرية توقفا كاملا لعمل المطار ومرافقه ومنشآته، وغيابَ الموظفين والعاملين فيه. كما أظهرت طائرةً محترقة، وأضرارا لحقت بالمعدات والأجهزة، ووجودَ بعض القذائف داخل المطار.

وسُمعت أصوات إطلاق نار متقطع قرب المطار خلال تجوال فريق "الجزيرة" في بعض منشآته، كما تم رصد مخازن الأغذية الملحقة بالمطار، ومنطقة تخزين أمتعة المسافرين، وهي في حالة من الفوضى.

بيان سعودي أميركي

سياسيا، قالت الوساطة السعودية الأميركية -المشرفة على المفاوضات بين الجيش والدعم السريع- بمدينة جدة السعودية إن الطرفان لم يلتزما بالهدنة القصيرة التي وقعت الأسبوع الماضي.

وأضاف الجانبان -في بيان مشترك- أن الجيش خرق الهدنة واستخدم الطيران الحربي بشكل يومي، في المقابل احتلت قوات الدعم السريع المرافق المدنية ونشرت تعزيزات عسكرية في جسر الحلفايا استعدادا لمهاجمة قاعدة وادي سيدنا العسكرية.

وطالبت الوساطة الأطرافَ بالعمل على تمديد الهدنة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين داخل الخرطوم.

وفي وقت سابق الأحد، دعت السعودية والولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى مواصلة النقاش، للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار الذي سينتهي غدا.

وقالت الخارجية السعودية، في بيان نشرته على حسابها الرسمي في تويتر، إنه رغم أن الاتفاق ليس كاملاً، فإن التمديد سيسهل إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها الشعب السوداني.

وجاء في البيان أيضاً أنه في ظل عدم وجود اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار الحالي، يظل من واجب الطرفين التقيد بالتزاماتهما بموجب وقف إطلاق النار قصير الأمد، وإعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان.

في الأثناء جددت الخارجية الأميركية، في بيان، دعمها للأمم المتحدة، ولعمل فولكر بيرتِس، الممثل الخاص للأمين العام؛ وأعربت عن قلقها من رسالة القوات المسلحة السودانية التي تطالب فيها باستقالته.

وقالت الخارجية الأميركية إن هذا الدبلوماسي الدولي يحظى بثقتها لتنفيذ مهام البعثة.

وتقول الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إنه على الرغم من الهدنة، فإنها تكابد للحصول على موافقات وضمانات أمنية لتوصيل المساعدات وفرق الإغاثة إلى الخرطوم وغيرها من الأماكن التي تحتاج إليها. وقد تعرضت مستودعات للنهب.

المصدر : الجزيرة + وكالات