أوكرانيا تتوقع إمدادها بأسراب من مقاتلات "إف-16" وروسيا تجلي عشرات السكان من باخموت

توقع مسؤول عسكري أوكراني إمداد بلاده بعشرات المقاتلات من طراز "إف-16" (F-16) الأمر الذي اعتبره دبلوماسي روسي مثيرا لتساؤلات عن ضلوع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الصراع، في الوقت الذي اتهم فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بمحاولة هزيمة بلاده، والقضاء عليها كمنافس جيوسياسي.

وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إغنات، إن بلاده قد تتلقى في المستقبل عشرات المقاتلات من طراز إف-16، مضيفا أنه لن يتم إمداد كييف بالطائرات بأعداد فردية بل على شكل مجموعات قتالية.

وأوضح المتحدث أن المجموعة المقاتلة في البلاد تتألف من 12 طائرة، بينما تتألف في أوروبا من 18 طائرة، على حد قوله.

يأتي ذلك، بعد تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن -في مؤتمر صحفي عقده في ختام مشاركته في قمة السبع بمدينة هيروشيما اليابانية- قال فيها إنه وافق على تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات "إف-16" مؤكدا أن بلاده لن تمكن أوكرانيا من استخدام مساعدات الغرب العسكرية لضرب روسيا داخل حدودها.

وكشف بايدن أنه تلقى "تأكيدا قاطعا" من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعدم استخدام طائرات "إف-16" المقاتلة التي سيقدمها الغرب في دخول المجال الجوي الروسي.

في السياق نفسه، قال مفوض السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن تدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام طائرات "إف 16" قد بدأ، وتوقع أن يتم تسليم تلك الطائرات قريباً إلى كييف.

ودأبت أوكرانيا على مطالبة حلفائها بإرسال مقاتلات حديثة خاصة "إف-16" الأميركية، لتحل محل أسطولها القديم من طائرات ميغ وسوخوي السوفياتية.

تورط الناتو

في المقابل، قال سفير روسيا لدى واشنطن أناتولي أنتونوف -في تصريحات نشرت اليوم الاثنين- إن إرسال مقاتلات إف-16 إلى أوكرانيا سيثير تساؤلات عن ضلوع الناتو في الصراع.

وأضاف في تصريحات نشرت على قناة السفارة على تطبيق تليغرام "لا توجد بنية تحتية لتشغيل (مقاتلات) إف-16 في أوكرانيا، كما أن العدد المطلوب من الطيارين وأفراد الصيانة غير موجود أيضا".

وتابع "ماذا سيحدث إذا أقلعت المقاتلات الأميركية من قواعد جوية لحلف شمال الأطلسي يسيطر عليها متطوعون أجانب؟".

وحذر أنتونوف من أن أي هجوم تشنه أوكرانيا على شبه جزيرة القرم سيعد هجوما على روسيا، وأضاف "من المهم أن تكون الولايات المتحدة على دراية كاملة بالرد الروسي (على أي هجوم من هذا النوع)".

وتكثف أوكرانيا ضرباتها على الأهداف التي تسيطر عليها روسيا لاسيما في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014.

بدوره، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية بمحاولة هزيمة بلاده، والقضاء عليها كمنافس جيوسياسي حسب تعبيره.

وأضاف أن الغرب حدد مهمته بالقضاء على روسيا كمنافس جيوسياسي، وهو ما تمثل في القرارات التي اتخذت في قمة هيروشيما، والتي تهدف إلى الردع المزدوج لروسيا والصين، حسب تعبيره.

تطورات ميدانية

ميدانيا، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا هاجمت منشآت عسكرية ومدنية في مقاطعة دنيبرو (جنوب شرق) وزاباروجيا بشكل متزامن بـ 16 صاروخاً وأكثر من 20 مسيرة، وقالت إنها اعترضت 4 صواريخ وأسقطت المسيرات.

وأفادت السلطات الأوكرانية في دنيبرو أن دفاعاتها أسقطت 15 مسيرة روسية هجومية إضافة إلى 4 صواريخ كروز، ووصفت الهجوم الذي تعرضت له المقاطعة بالواسع، حيث أدى إلى إصابة مدنيين حالة أحدهم خطيرة، وتضرر منازل، وتدمير سيارات، واندلاع حرائق.

كما اتهمت الجيش الروسي بقصف أحد مقار الدفاع المدني، وقال رئيس خدمة الطوارئ الحكومية سيرهي كروك إن الروس قصفوا وحدة للطوارئ والإنقاذ، كما دمروا 3 مبان، وأصابوا أحد المنقذين.

وأضاف كروك أن استهداف مقر الدفاع المدني يشكل انتهاكا صارخا لقواعد اتفاقية جنيف وجميع قواعد القانون الدولي.

محطة زاباروجيا

من ناحية أخرى، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الأمان النووي في محطة زاباروجيا ضعيف للغاية، وأشارت إلى أنّ المحطة تعمل الآن على مولدات الديزل بعد انقطاع الكهرباء عنها بسبب الحرب.

وأوضحت "الطاقة الذرية" أن انقطاع الكهرباء عن محطة زاباروجيا يحدث للمرة السابعة منذ بدء النزاع في أوكرانيا.

بدورها، أكدت وكالة الطاقة الذرية الأوكرانية، فصل آخر خط مغذ بالكهرباء لمحطة زاباروجيا النووية، نتيجة ما قالت إنه قصف روسي لا معنى له فجر اليوم.

وأشارت الوكالة إلى تشغيل مولدات الديزل بشكل تلقائي في المحطة النووية، ما قد يكفيها لمدة 10 أيام فقط، معلنةً بدء العد التنازلي.

من جهته، قال مسؤول عينته روسيا في الجزء الذي تسيطر عليه من المقاطعة إن محطة زاباروجيا تحولت لوضع الاستعداد وتعمل على مولدات الكهرباء المخصصة للطوارئ.

وأضاف فلاديمير روغوف أن المحطة انفصلت بالكامل عن أي إمداد خارجي بالكهرباء، بعد أن فصلت أوكرانيا خط الطاقة الكهربائية الذي تسيطر عليه.

جبهة باخموت

وفي باخموت شرقي أوكرانيا، قال قائد القوات البرية ألكسندر سيرسكي -أثناء تفقد قواته على جبهة القتال في باخموت- إن قوات بلاده ما زالت تسيطر على أطراف المدينة، وإن العمليات القتالية تتواصل في ضواحيها.

في المقابل، قال مؤسس "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوجين إنه اعتباراً من الأول من يونيو/حزيران لن يتبقى أي مقاتل من المجموعة على جبهات القتال حتى تخضع قواته لإعادة تنظيم صفوفها وتجديد معداتها واستكمال تدريباتها.

وجدد بريغوجين تأكيده سيطرة قواته على مدينة باخموت، متهما بالكذب الرئيس الأوكراني الذي لم يؤكد سيطرة القوات الروسية على المدينة.

 وفي باخموت أيضا، نقلت وكالة "تاس" الروسية عن مسؤول بالسلطات المحلية في مقاطعة دونيتسك الموالية لموسكو إعلانه استمرار إجلاء عشرات السكان المدنيين من المدينة.

وكان القائم بأعمال مقاطعة دونيتسك الموالي لموسكو دينيس بوشيلين قد أكد أنه عقب السيطرة على باخموت تجري حالياً إزالة كل الألغام، مشيراً إلى أنه سيتم تحديد مقر لتقديم المساعدة للأراضي التي باتت تحت السيطرة الروسية.

وقادت فاغنر الهجوم الروسي الطاحن الذي استمر 224 يوما على باخموت، كما تشارك المجموعة على عدد من جبهات القتال منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من 15 شهرا.

وقدمت موسكو وكييف روايتين متضاربتين عن الوضع في باخموت أمس، إذ قالت الأخيرة إنها لا تزال تسيطر على جزء صغير من المدينة الشرقية المحاصرة، بينما هنأت موسكو فاغنر والقوات الروسية على "تحرير" هذه المدينة.

وأعلنت روسيا السبت سيطرتها على باخموت بالكامل، لتضع نهاية لأطول وأكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ 15 شهرا.

المصدر : الجزيرة + وكالات