وسم "الأقصى يستغيث" يتصدر المنصات واستنكار لاعتداءات الاحتلال

Tension arises during clashes with Palestinians in Jerusalem's Old City
شرطة الاحتلال الإسرائيلي أوقفت أكثر من 350 شخصا في الحرم القدسي (رويترز)

تصدّرت وسوم (هاشتاغات) المسجد الأقصى، والأقصى يستغيث والقدس، قائمة الوسوم الأكثر تداولا في عدد من البلدان العربية، حيث عبّر عدد من الناشطين عن استنكارهم الشديد لما قامت به قوات الاحتلال من اقتحام للمسجد الشريف وتقييد للمصلين الشبان بداخله.

وندد النشطاء بجرائم الاحتلال، ونشروا على نطاق واسع مقاطع فيديو وصورا توثق الانتهاكات بحق المصلين والمسجد وباحاته.

وفي حين دعت مساجد القدس إلى النفير العام، جدد المرابطون تأكيدهم على حماية الأقصى وفدائه بالروح والدم، والذود عنه أمام كل محاولات تدنيسه والعبث بمحتوياته.

والليلة الماضية، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد القبلي والمسجد الأقصى في صلاة التراويح لإخلائه من المعتكفين، وألقت قنابل الصوت داخل المسجد، وقطعت التيار الكهربائي عن المسجد القبلي، وحطمت باب العيادة الطبية.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين داخله واعتقلت المئات منهم.

ووثق عدد من الصور اعتداء شرطة الاحتلال على النساء وجرّهن وإهانتهن، كما أظهرت وحشية الجنود الإسرائيليين خلال اعتقال المصلين وإخراجهم من باحات الأقصى، فضلا عن الاعتداء بالضرب على المعتكفين.

ومن بين أكثر المقاطع تداولا خلال الساعات الماضية اعتداء جنود الاحتلال على المصلين المقدسيين في المسجد الشريف، بينما تعالت الصرخات وردد العشرات عبارات "يا الله يا الله"، و"الله أكبر".

ووصف عدد من المتابعين هذه المشاهد بالمروعة والتي تدمي القلب، ودعوا الله لنصرة الأقصى والمرابطين فيه.

وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القره داغي تعليقا على مقطع الاعتداء على المصلين، إن جيش الاحتلال في أوضح صوره وفي أجلى مظاهره يعتدي بالضرب على المعتكفين والمرابطين في المصلى القبلي لإجبارهم على الخروج.

كما نشر ناشطون مقاطع تظهر آثار الخراب في الجامع القبلي بعد اعتداء قوات الاحتلال على المعتكفين فيه في الشهر الكريم.

تعليقات واستنكار

وفي تعليقه على ما يحدث قال الكاتب والأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيّد إنه "لولا المطبّعون وأشباه المطبّعين ما تجرّأ العدو على تدنيس المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان، وما أطلق يده القذرة لقمع إخواننا وأخواتنا المرابطين والمعتكفين في أولى القبلتين، وثالث المسجدين". و"لولا فتح السفارات، وفتح الأجواء، وتبادل الوفود، ما شعر الصهاينة بالأمان".

وتحت تعليق "دماء داخل المحراب دماء على رؤوس النساء وتكسير لعظام المعتكفين والمعتكفات"، علّق الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس على صورة تظهر تلطخ حجاب سيدة فلسطينية بالدماء بسبب الاعتداء عليها.

من جهته، قال أحد المغردين إن هذه الصورة "لا تحتاج الجامعة العربية ولا المؤتمر الإسلامي"، بل "تنتظر الفاروق أو خالد أو صلاح الدين"، وتابع قائلا: "لهفي عليهم لو رآها أحدهم لما بات الجند إلا في القدس".

من جهتها، تداولت حسابات أخرى الصورة وقامت بتعديلها عبر رسم ورود باللون الأحمر عوضا عن بقع الدماء، وعلقوا عليها بعبارة "سلامتك يما".

دعوات للاقتحام

وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع بداية الفصح، إلا أن هذا العام شهد أيضا دعوات مكثفة لذبح قرابين العيد داخل باحاته.

ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتبارا من غروب شمس الأربعاء الخامس من أبريل/نيسان ويستمر حتى 12 من الشهر ذاته.

وكانت حركة عائدون لجبل الهيكل المتطرفة قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف شيكل (5.575 دولارا) للمستوطن الذي يتمكن من ذبح قربان الفصح داخل الحرم القدسي.

كما رصدت الحركة مبلغ 5 آلاف شيكل (1.393 دولارا) لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي.

وعلى تويتر نشرت منصات عربية نقلا عن منظمة "عائدون للهيكل" صورة تظهر نشطاء إسرائيليين متطرفين في طريقهم إلى القدس وبحوزتهم قربان عيد الفصح لذبحه في الأقصى.

وفي تعليقه على الأمر قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة "عشرات الإصابات بين صفوف المعتكفين في المسجد الأقصى، سعار الغزاة ينطلق تمهيدا لاحتفالات اليوم والأيام القادمة بعيد الفصح اليهودي".

وأضاف "هنا بدأت شرارة الانتفاضة من قبل، ومنه ستنطلق من جديد. لا هيكل هنا، وسيذهب الغزاة إلى الجحيم. سلام الله على المرابطين، والعار لمن يخذلهم".

المصدر : الجزيرة + وكالات